مبارك عليكم الشهر وعساكم من عوادة وكل رمضان وقراء جريدة "الجريدة" بخير، وأمتنا العربية والإسلامية بخير، ورمضان كريم للجميع من سكان الخيام والمهجرين والخاسرين أوطانهم وديارهم وبيوتهم، والفاقدين أبناءهم وجيرانهم وأحبتهم، وللمحاصرين بأصوات الرصاص والقنابل والموت والإرهاب، وللخائفين المرعوبين من حروب تمزق أوصال بلادهم وتفتت لحمة انتمائهم وأحلامهم وأعمارهم التي باتت خلفهم، وللحزانى واليائسين والقانطين والمذعورين، وللأرامل واليتامى والذين فقدوا الأمل.

Ad

 أقول للجميع رمضان كريم، ورحمة الله واسعة قادرة على تدبير أمورهم وحل همومهم ومصائبهم بـ"كن فيكون"، ومنه يتغير كل شيء من حال إلى حال، وسننتظر مع المنتظرين لرحمته وفرجه طالما أننا عاجزون عن فعل أي شيء تجاههم سوى التبرع بالمساعدات المادية والدعاء لهم بالفرج القريب، فلطف الله أشمل وأعظم من مصابهم، وتدبيره أفضل تدبير، ورحمته وسعت كل شيء وهو خير الراحمين.

وبما أن رمضان بات شهراً للبرامج الترفيهية والمسلسلات الآتية من كل فج عميق، فستطوي الجميع في طياتها طياً، وسينغمس الجميع في لجتها الهادرة بالغث والسمين، وستنقلنا من واقعنا المطوق بالحروب والمجازر والمؤامرات الخبيثة التي ستأكل شعوبنا قطعة وراء قطعة ونحن مسمرون خلف شاشات التلفزيونات، نتابع حكايات لعوالم متخيلة تنسينا كوابيس عالمنا الذي يكاد يضيع منا وأجزاءه التي تُلتهم أوصاله الممزقة.

نحن بحاجة ماسة إلى هدنة للتخدير والنسيان، والهدنة هي رمضان الذي يأتي بالصيام والعبادة ومسلسلات تبعدنا عن واقع الصور الدامية والإرهاب الباطش بأصابع المؤامرات الخفية ولو إلى حين.

طبعاً كله يصب في مصلحة شركات الإنتاج الفني التي أدركت حاجة الناس إلى التخدير فكثفت جرعة المسلسلات التي ازداد إنتاجها بشكل كبير، وكله يأتي على حساب مستوى جودة الأعمال، ولو جُمع إنتاج المسلسلات المصرية والسورية والخليجية بالإضافة إلى إنتاج المغرب العربي لصب في خانة المئات، وهذه المئات في نهايتها "راح تصفى" على عدد أصابع اليد الواحدة، والباقي كله هلس لأعمال مسروقة ومكررة خالية من الإبداع الحقيقي ولا تضيف أي شيء للمشاهد عدا أنها تستولي على وقت العبادة.

والصورة واضحة تماماً للمتابع لعملية الإنتاج فكيف يتأتى الوقت الكافي لكل هذا الإنتاج بما يتطلبه من كتابة وإخراج وتمثيل في شهور قليلة، خاصة أن كل من الممثلين والمخرجين والمؤلفين يشتغلون على أكثر من عمل في وقت واحد، فكيف يأتي الإبداع من أعمال مسلوقة في سرعة حتى تدخل الماراثون الرمضاني؟

على كل حال يعتبر شهر رمضان هو شهر الاسترزاق لجميع الفنانين، والله يوسع عليهم، لكن هناك أيضاً مسؤولية يقع عبئها عليهم، وهي تنمية الذوق والإحساس والمعرفة المفيدة والمتعة الفنية والفكرية والجمالية والإبداعية، وليس فقط الهدف تحقيق المكاسب المادية وشهرة بلا قيمة

وحاولت أن أنتقي بعض المسلسلات التي أتوقع منها الجودة في الإبداع الفني، وذلك عن طريق رصد الأعمال السابقة الجيدة لبعض الأسماء من الممثلين والمخرجين والكتاب، وحتى هذا الاختيار قد يتعرض لهبوط المستوى بمنتصفه أو نهايته.

وهذه ترشيحاتي أولاً المسلسلات المصرية: 1 - مسلسل" تحت السيطرة" تأليف مريم نعوم التي لم تخيب ظن المشاهد في أي عمل قامت بتأليفه، ومعها نيللي كريم التي أثبتت أنها ممثلة من الدرجة الأولى.

2 - مسلسل "تشيللو" تمثيل تيم الحسن ويوسف الخال، ونادين نجيم ويسرا اللوزي وكارمن لبس.

3 - "حارة اليهود" تمثيل منة شلبي وأياد نصار.

4 - " ألف ليلة وليلة" تمثيل شريف منير، وأسر ياسين، وأمير كرارة وغادة عادل ونيكول سابا، وهو لهذا العام مختلف جداً بقوة الإخراج الأسطوري والفنتازي بالتقنيات الحديثة للجرافيك، وتم التصوير في بولندا مع الاستعانة بسحرة هاري بوتر.

5 - "العهد" من بطولة أسر ياسين وغادة عادل وكنده علوش وصبا مبارك وشرين رضا وهنا شيحا.

ومن المسلسلات السورية اخترت منها: "بنت الشهبندر" تمثيل قصي خوري وسلاف معمار، وأيضاً مسلسل "في انتظار الياسمين" تمثيل سولاف فواخرجي وغسان مسعودز.

ومسلسل "العراب" تمثيل سلوم حداد، وفهد عابد، وعبدالمنعم عمايري، وسلاف معمار، ولأول مرة يمثل المطرب عاصي الحلاني في مسلسل، وهو مأخوذ من فلم العراب.

ومن المسلسلات الخليجية اخترت مسلسل "أمنا رويحة الجنة" من بطولة سعاد عبدالله واسمهان توفيق.