بينما سيكون لبنان على موعد اليوم مع فشل جديد، حيث سيفشل النواب للمرة الـ33، في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، عاد الرئيس السوري بشار الأسد ناخبا رئاسيا أساسيا، وذلك على ضوء التطورات التي أحاطت بالترشيح المفاجئ لصديقه الشخصي وحليفه "أبّا عن جد" زعيم تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية الى الرئاسة.
وتعززت عودة الأسد الى الساحة اللبنانية، بعد الكشف عن مضمون لقائه زعيم "الحزب الديمقراطي" الأمير الدرزي طلال أرسلان قبل أيام، وبعد الإعلان عبر صحيفة "السفير" المقربة من "الخط السوري" أن فرنجية زار الأسد في دمشق وأجريا مشاورات بشأن الرئاسة.وقالت "السفير" في عددها الصادر أمس إن الأسد وفرنجية "ناقشا المبادرة الرئاسية والهواجس التي تحيط بها، والتفويض المطلق المعطى لحلفاء سورية في لبنان باتخاذ القرار الذي ينسجم ومصلحتهم"، مضيفة أن "فرنجية عاد من زيارته السورية مرتاحا جدا".في غضون ذلك، شكل إعلان الرياض تشكيل تحالف إسلامي جديد يضم لبنان الى جانب 33 دولة نقطة خلافية جديدة بين القوى اللبنانية.فقد أعلن رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن إنشاء التحالف الإسلامي "خطوة تصب في مصلحة شعوب جميع الدول الإسلامية التي تتحمل مسؤولية تاريخية في التصدي للإرهاب الذي يتوسل الإسلام لتغطية جرائمه، والإسلام منه براء".وأكد سلام أنه تلقى اتصالا من القيادة السعودية لـ "استمزاج رأيه في شأن انضمام لبنان إلى تحالف عربي وإسلامي واسع لمحاربة الإرهاب. وقد أبدى ترحيبا بهذه المبادرة، انطلاقا من أن لبنان على خط المواجهة الأمامي مع الإرهاب".في المقابل، قالت وزارة الخارجية التي يشغلها رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، في بيان، إنها "لم تكن على علم، لا من قريب ولا من بعيد، بموضوع إنشاء تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وأنه لم يرد إليها في أي سياق وأي مجال أي مراسلة أو مكالمة تشير إلى موضوع إنشاء هذا التحالف، وأنه لم يتم التشاور معها، لا خارجيا كما تفرضه الأصول، ولا داخليا كما يفرضه الدستور".وأضافت: "يهم وزارة الخارجية والمغتربين التأكيد أن ما حصل يمس بموقع لبنان، المميز لجهة التوصيف المعطى لمحاربة الإرهاب والتصنيف المعتمد للمنظمات الإرهابية، كما يمس بصلاحيات الوزارة بصفتها موقعا دستوريا قائما في موضوع السياسة الخارجية، في إطار سياسة الحكومة والبيان الوزاري وبالتنسيق والتشاور مع رئيس الحكومة كما دأبت عادة، وقد حرصت دائما على أن يكون موقفها موقفا مستقلا خارجيا، نابعا من أولوية مصلحة لبنان، ومن التوافق الداخلي على هذه السياسة الخارجية".بدوره، أكد وزير العمل (حزب الكتائب اللبنانية) سجعان قزي أن "لبنان غير مشارك في التحالف الإسلامي ضد الارهاب الذي أعلن عنه"، موضحا أن "الانضمام الى حلف خارجي وعسكري تحديدا، يتطلب قرارا من مجلس الوزراء في غياب رئيس الجمهورية".وشدد قزي على "أننا مع أي تحالف ضد الإرهاب، ولكن نتمنى أن يكون هناك حلف واحد لا ديني، لا إسلامي ولا مسيحي، لأن التحالفات ذات التسمية الدينية من شأنها تعميق الصراعات المذهبية والدينية التي تجتاح الشرق الاوسط. وشدد على أن الحكومة اللبنانية ليست على علم بهذا الأمر، وخلاف ذلك لايزال تمنيات".
دوليات
لبنان: الأسد يعود ناخباً رئاسياً وأزمة بسبب «التحالف الإسلامي»
16-12-2015