ميدو لـ الجريدة.: رئيس الإسماعيلي ضعيف... وعبدربه أغضبني بشدة

كانت أسرع استقالة هذا الموسم على الهواء مباشرة من جانب أحمد حسام «ميدو»، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الإسماعيلي، بسبب خلافه مع حسني عبدربه، كابتن «الدراويش»، حيث دخلا في العديد من المناقشات الساخنة، لتأكيد أن النادي أصبح لديه لاعبون مراكز قوى، ووصل الأمر إلى قيام ميدو بالتهديد بالرحيل عنه، في حال بقاء حسني عبدربه.

حول ملابسات الأزمة من بدايتها إلى نهايتها، حرصت «الجريدة» على مواجهة ميدو، ومعرفة لماذا وصلت الحال إلى هذا الأمر، فكان الحوار التالي:

● لماذ رفضت العودة لتدريب الإسماعيلي؟

- العودة لتدريب الإسماعيلي مرة أخرى أصبحت شبه مستحيلة، لأن هناك العديد من الأسباب التي تمنعني من البقاء في الإسماعيلية خلال الفترة المقبلة، أهمها أنني لن أستطيع التعامل مع فريق يضم في قائمته مجموعة من مراكز القوى، التي تكون دائماً غير قادرة على الإنتاج، وتسعى إلى هدم أي نجاح من الممكن أن يعزز من موقف الفريق.

مراكز القوى

● هل تقصد أن حسني من مراكز القوى؟

- لا أريد تحديد أسماء في الموضوع، هناك لاعبون يرغبون في اللعب، بصرف النظر عن إمكانياتهم التي تؤهلهم لكي يكونوا أساسيين مع فريقهم، ومن جانبي لا أحب جو المؤامرات، أو العمل في هذا المناخ غير الصحي.

● لماذا وصلت الأزمة مع حسني إلى طريق مسدود؟

- أزمتي مع حسني ليست وليدة الوقت الراهن، لكنها منذ بداية تولي المسؤولية، حيث دخل في صِدام مع محمد صبحي حول شارة الكابتنة في بداية الموسم، لأن صبحي كان قادماً من سموحة السكندري، وهو الكابتن في وجود حسني، ثم مشكلته مع أحمد سمير فرج، بسبب "فيسبوك"، ووجود قضايا مرفوعة ضد الاثنين في المحاكم، وتحملت منه الكثير، آخرها قيامه بالتحدث في الأمور الفنية مع اللاعبين بعد خروجه من مباراة الفريق أمام نادي بتروجيت، وخروجه من الملعب على غرفة خلع الملابس مباشرة.

● هل كانت هناك محاولات للصلح قبل الأزمة؟

- عقدنا جلسة قبل مباراة الفريق أمام غزل المحلة، وتحدثنا حول أسباب خروجه من الملعب، ولماذا لا يظهر بالشكل الذي تنتظره منه جماهير الإسماعيلي، لأني لا أحب المجاملات في كرة القدم، واللاعب الذي يشارك أساسياً معي يجب أن يكون "فت"، وجاهزاً من كل النواحي الفنية والبدنية، وقلت له "سوف أقف إلى جوارك حتى نهاية المطاف، ولن أتركك حتى تعود حسني عبدربه النجم الأوحد في عام 2006، عندما كنت في قمة عطائك الكروي"، إلا أنني واجهت مشكلة اعتراضه على التغيير في مباراة المحلة، وإثارته للأزمات، ووضح عدم تقديره دوري ككابتن للدراويش.

● هل للإعلام دور في تفاقم الأزمة؟

- الأزمة تمَّت مناقشتها في وسائل الإعلام قبل الوصول إلى الغرف المغلقة، لكني وجدت من حسني غيرة غير منطقية على بعض زملائه في الفريق، ومنهم شيكابالا، الذي عاد للتألق مع "الدراويش"، خصوصاً أنه كان معترضا على التعاقد معه قبل بداية مباريات الموسم الحالي، بحجة أن شيكا "شطب"، إلا أنه أثبت العكس، وكان سبباً في فوز الفريق بالعديد من النقاط الصعبة، في الوقت الذي كان فيه حسني بعيداً عن كل شيء في الملعب.

تربص مقصود

● ما موقف الإدارة من الأزمة من بدايتها؟

- للأسف، المجلس لم يفعِّل كل العقوبات التي اتخذتها ضد حسني، فقد قررت معاقبته بخصم مبلغ 25 ألف جنيه بعد موقف مباراة غزل المحلة، إلا أن المجلس لم يقم بالتفعيل، في علامة استفهام واضحة من جانب الإدارة، وأشعر بأن هناك تربصا مقصودا من جانب المجلس بشخصي، لأنه من المفترض أن لي كل الصلاحيات الفنية والإدارية في الفريق، لأن اتفاقي مع العميد محمد أبوالسعود كان واضحاً، في ما يخص ضرورة بناء فريق جديد للإسماعيلي يستطيع المنافسة على البطولات في المواسم المقبلة.

● ما طبيعة تعاملك مع العميد أبوالسعود؟

- أولاً، هو رجل محترم جداً، لدرجة أنه لا يستطيع اتخاذ قرار مباشر وواضح وصريح تجاه الأزمة، ولم يوفر لي عنصر الاستقرار والمناخ الذي يؤدي إلى الإنتاج الجيد في الملعب، وأغضبني بشدة خروجه في وسائل الإعلام، للتأكيد أنه سيقوم بإجراء تحقيق، لمعرفة من المخطئ في الأزمة، وبعدها سيتخذ العقوبات، وبهذا الشكل وضعني في نفس دائرة المقارنة مع حسني عبدربه، وعلى فكرة عندما كنت مديراً فنياً للزمالك قمت باستبعاد 10 لاعبين دفعة واحدة، لأنهم غير قادرين على العطاء في الملعب، ووقف إلى جواري رئيس نادي الزمالك، حتى حصدنا في نهاية الموسم بطولة كأس مصر.

● هل تعتقد أنك ظلمت حسني عبد ربه؟

- حسني ظلم نفسه، لأنه لاعب محترف، ويجب عليه أن يقوم بتنفيذ تعليمات مدربه، ليكون قدوة لبقية زملائه الموجودين معه في الفريق. أما عن حكاية أنه مركز داخل محافظة الإسماعيلية، فهذا الكلام غير صحيح، لأن ولاء كابتن "الدراويش" لفانلة ناديه كلام غير صحيح، لأنه سبق أن وقع للنادي الأهلي، وحصل على مقدم تعاقد، وهو مبلغ مالي كبير جدا، كما أنه دخل في مفاوضات جادة مع إدارة الزمالك، لكن الموضوع فشل، بسبب مطالبته بأن تتم مساواته في القيمة المالية بالمبلغ المالي الكبير الذي كان يحصل عليه شيكابالا في الزمالك، ويقدر بـ 8 ملايين جنيه في الموسم الواحد. وعلى فكرة، حسني هو الذي ظلمني، ولم أظلمه، وكان من الممكن أن يكون أفضل بكثير في الفترة المقبلة إذا انصاع لتنفيذ التعليمات فقط.

 بناء فريق جديد

• البعض يؤكد أنك هربت من تدريب الإسماعيلي، خوفاً من النتائج.. فما ردك؟

- ميدو لا يعرف الهروب أبداً، وسبق أن تم وضعي في ظروف أصعب من تلك التي يمر بها الإسماعيلي في بداية الموسم، ونجحت في بناء فريق "الدراويش" الجديد، بعد أن تسلمت الفريق مهلهلاً، وأبعدت شلة السماسرة الذين يقومون بالتعاقد مع لاعبين درجة ثانية، لا يصلحون للعب مع فريق ينافس على الحصول على البطولات، ومن دون غرور، ما أنجزته في الإسماعيلي في شهور قليلة لا يستطيع مدرب آخر في مصر عمله في سنين طويلة، ونجاحي مع "الدراويش" يشهد عليه الجميع، من خلال العروض والنتائج القوية، لكن الاستمرار أصبح شيئا مستحيلا، حيث إن الفريق أصبح منقسماً على بعضه، في ظل قناعة بعض اللاعبين بأن حسني عبدربه لا يستحق المشاركة الأساسية في المباريات الرسمية، ويرغب بأن يكون اللاعب الأساسي، وأمام مجلس الإدارة الفرصة الكاملة للاستمرار على الطريق الصحيح، من خلال السير على الخطة طويلة الأجل التي قدمتها في بداية الموسم.

● ما توقعاتك للإسماعيلي هذا الموسم؟

- الإسماعيلي فريق كبير، ولا يقف عند أي مدير فني، مهما كان اسمه أو درجة نجوميته، وأنصح رئيس النادي، بضرورة الابتعاد عن شلة المنتفعين من حوله، لأنه رجل محترم، ومن الضروري الوقوف خلف أي مدير فني يرغب في بناء فريق الإسماعيلي الجديد، بدلاً من الاعتماد على مجموعة من اللاعبين ثبت لنا بالدليل المادي الملموس أنهم فقدوا الصلاحية.

● هل طالبك بعض اللاعبين بالتراجع عن الاستقالة؟

- بصراحة، تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية من جانب عدد كبير من اللاعبين، لإقناعي بالعدول عن الاستقالة، لكن أزمتي الكبرى، أنني اتخذت القرار، ومن الصعب التراجع عنه، ووجهت لهم الشكر على هذا السلوك النبيل، وتمنيت لهم التوفيق في المرحلة المقبلة، مع أي مدير فني جديد يتم التعاقد معه.

● ما حقيقة طلب شيكابالا وأحمد سمير الرحيل عن "الدراويش"؟

- الحقيقة، أنني كنت سبب إقناع الاثنين باللعب للنادي الإسماعيلي، وتحمَّلت مشقة الإقناع الكبرى لشيكابالا، بأن يلعب في مصر لغير نادي الزمالك، بعد الفترة التي قضاها محترفاً في الدوري البرتغالي، لكن الأزمة الآن أصبحت في التعامل مع الموضوع باحترافية شديدة، ولابد من أن يظل شيكا وأحمد سمير في نفس المكان الموجودين فيه حتى انتهاء مدة الإعارة.

رسمياً... ميدو مديراً فنياً للزمالك

قرر مجلس إدارة نادي الزمالك، برئاسة المستشار مرتضى منصور، تعيين أحمد حسام "ميدو" مديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم بالنادي، خلفا للبرازيلي ماركوس باكيتا.

ومن المقرر أن يقود ميدو مران الفريق بداية من اليوم، استعدادا لمواجهة فريق الداخلية الثلاثاء المقبل.

وينتظر أن يتكون الجهاز الفني من محمد صلاح مدربا عاما، وأيمن طاهر مدربا لحراس المرمى، بينما تم تعيين حازم إمام مديرا للكرة لاختصاصات فنية، خلفا لإسماعيل يوسف الذي تولى منصب رئيس جهاز الكرة.

وكان مجلس إدارة الزمالك اجتمع أمس لتقرير مصير باكيتا، بعد تدهور نتائج الفريق معه منذ توليه المسؤولية خلفا لجوزفالدو فيريرا.

يذكر أن ميدو كان لاعبا في الزمالك من قبل، ودرب الفريق فترة قصيرة، ثم تولى قطاع الناشئين بالنادي، ثم درب النادي الإسماعيلي مطلع هذا الموسم قبل أن يقدم استقالته.

(د ب أ)