في الوقت الذي تشابهت برامج الأحزاب السياسية المتنافسة على قلب الناخب المصري، لحصد الأصوات في الانتخابات البرلمانية، المُقرر إجراء مرحلتها الأولى يومي الأحد والاثنين المُقبلين، في 17 محافظة مصرية، بدا على برامج تلك الأحزاب الانشغال بشعارات "مواجهة الإرهاب"، و"القضاء على الفقر"، على حساب شعار الثورة، الذي سيطر على الواقع السياسي المصري منذ 25 يناير 2011، وهو "عيش، حرية، عدالة اجتماعية".

Ad

حزب "المصريين الأحرار"، المدعوم بقوة من رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس، الذي دافع بقوة في برنامجه الانتخابي لمجلس نواب 2012 "المنحل"، عن الحريات وحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، إلى جوار شعار "الفقر هنهزمه"، اكتفى في الانتخابات الحالية بمكافحة الإرهاب من دون الحديث عن الحريات والعدالة الاجتماعية، الأمر الذي ينسحب على أغلب الأحزاب الليبرالية في مصر، وعلى رأسها حزب "الوفد".

بدوره، ربط نائب رئيس حزب "التحالف الشعبي"، مدحت الزاهد، بين ظروف كل مرحلة والبرنامج الانتخابي الذي تطلقه الأحزاب، قائلا لـ"الجريدة": "نظراً لظروف تلك المرحلة، وما تشهده من تزايد في وتيرة العمليات الإرهابية، كانت الأحزاب مدفوعة إلى إطلاق وعود انتخابية بمساعدة الدولة في سن تشريعات للقضاء على الإرهاب والتطرف".

أما نائب رئيس مركز "الأهرام" للدراسات الاستراتيجية، وحيد عبدالمجيد، فاعتبر أن تشابه برامج الأحزاب في العديد من النقاط، مثل زيادة الاهتمام بضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة الفقر وتحسين ظروف المعيشة، دون التطرق إلى ملف "الحقوق والحريات"، يعود إلى غياب المناخ الديمقراطي الذي يفرز أجندات مدافعة عن القواعد الديمقراطية، مضيفاً: "السياق العام لا يشجّع مطلقًا على الحديث عن فصل السلطات والمراقبة والمحاسبة ودولة القانون والمؤسسات".

أستاذ العلوم السياسية، حسن نافعة، قال إن طبيعة المرحلة هي التي حتمت على الأحزاب سن برامج انتخابية تسير في سياق معيّن، محملاً في تصريحات لـ"الجريدة" رجال الأعمال مسؤولية ذلك، وأضاف: "هذا يعود لقلة خبرة رجال الأعمال السياسية، وعدم إيمانهم بالدفاع عن الديمقراطية والحرية، قدر حديثهم عن توفير الأرباح وتحسين المعيشة وخفض الأسعار".