أعلن المخرج والمؤلف علاء الشريف أن المنتج أحمد السبكي والفنان محمد لطفي سرقا قصة فيلمه «حظك نار» الذي كان قد تقدم به إلى هيئة الرقابة على المصنفات الفنية، وحصل على ترخيص من وزارة الثقافة وإدارة الرقابة بتقديمه منذ عام 2010، وتابع: «عرضت الفكرة على المنتج أحمد السبكي في البداية كي يتولى مسؤوليته، ولكنه رأى أن سعد الصغير الذي رشحته للبطولة عند التحضير، غير مناسب للدور، وبعد فترة انتقل المشروع إلى المنتج الراحل محمد حسن رمزي، ورشحت محمد لطفي الذي طلب إجراء بعض التعديلات على القصة، ثم فوجئت بأن ثمة فيلماً في شركة السبكي عن الكرة النسائية وبالتعديلات نفسها التي طلبها محمد لطفي، ما أثار غضبي.

Ad

وقال علاء إن هذه ليست أول مرة يخدعه فيها السبكي ويسرقة، فقد قدَّم «الألماني» من بطولة محمد رمضان في عمل سينمائي تالٍ له تصدَّره رمضان أيضاً بعنوان «عبده موتة»، ما دفعه إلى الإصرار على الحصول على حقه. لذا تقدم بدعوى قضائية ضد وزارة الثقافة والمصنفات في مصر لتجاهلهما شكواه، كذلك توجه إلى نقابة السينمائيين فحددت أكثر من جلسة للفصل في هذا النزاع مع أحمد السبكي ومحمد لطفي، ولكنهما لم يحضرا، وأضاف: «سأواصل الدفاع عن حقي مهما طال الوقت، وآمل بكشف الحقيقة في النهاية، فالفكرة ليست في سرقة قصة فيلم، وإنما في حماية حرية الفكر والإبداع».

قال مؤلف «سعيكم مشكور» ومخرجه علاء أديب إنه أخذ أساس القصة من الفيلم الأجنبي، فيما أضاف شخصيات متنوعة على العمل، ودمج الأحداث مع الشخصيات بطريقة مختلفة عن تلك التي يتبعها المؤلفون عندما يقتبسون أو يمصِّرون أفلاماً أجنبية، مشيراً إلى أنه يقترب من الأسلوب الذي كان يتبعه الكتاب الكبار أمثال عبد الحي أديب، وبهجت قمر، ولهما باع كبير في تمصير الأفلام الأجنبية من دون أن يشعر المشاهد بذلك.

ولفت إلى أنه كان متعمداً أن يتولى مسؤولية كتابة السيناريو والحوار للفيلم لأن أي مؤلف كان قد يخشى التمصير ويضع وجهة نظره، لكنه كان حريصاً على الحفاظ على العمود الأساسي للقصة، خصوصاً أن الفيلم تم تقديمه في أربع نسخ، وهو درسها، وتحمّس لكتابتها وتقديمها عبر كل من دينا، وبيومي فؤاد، وطارق التلمساني، ونحو 14 وجهاً جديداً بذلوا مجهوداً كبيراً في تمصير هذا الفيلم الكوميدي.

بدوره قال الناقد نادر عدلي إن التاريخ السينمائي المصري يعتمد على التمصير بشكل كبير، بل إن نحو 40% من أفلامنا هي في الأساس أجنبية وتم تمصيرها، مضيفاً: «أيًا كان المسمّى اقتباساً أو مأخوذاً عن أو مسروقاً حتى، فإن المحك الأساسي في ذلك جودة العمل، والحقيقة أن  الراحل بهجت قمر، وفاروق صبري، كانا من ضمن أبرز من مصَّروا أفلاماً أجنبية، وأثناء مشاهدة أعمالهما لم نشعر بأنها مقتبسة من مواضيع أجنبية، والأمر يختلف كثيراً عن فكرة الأخذ من نص أدبي، ولكن تتوجب الإشارة إلى كون الفيلم مأخوذاً عن عمل أجنبي مع ضرورة وضع اسم الأخير، وإلا فإن الصانعين سيقعون تحت طائلة النقاد الذين لن يرحمهوهم.

ولفت إلى أن موضوع سرقة قصة فيلم «حظك نار» وتقديمها بعنوان «عيال حريفة» لن يتم الفصل بشأنها، والموضوع مسألة وقت، ولن يحصل فيها المظلوم على حقه، لافتاً إلى أن بعض المنتجين يستغل هذه الشوشرة الإعلامية ويحولها إلى دعاية لصالحه، مشدداً أن هذه القضية كثيراً ما يتم التحدث بشأنها، ولكن لا يتم الوصول إلى حل ووضع حد فيها، مضيفاً: {الغريب أن معظم الأفلام محل السرقة يتسم بكونه تافهاً وساذجاً، ولا يستحق السرقة من الأساس، ففي النهاية نحن إزاء استهلاك تجاري سينمائي لشخصيات ترقص وتغني من دون حبكة، وأحياناً يكون هم أطراف هذه النوعية من القضايا الشهرة فحسب}.

اعتبر الناقد محمود قاسم أن السرقة والتمصير ليستا مشكلة كبيرة تواجهها السينما المصرية، مشدداً على أنه أصبح من اليسير على المخرجين والمنتجين الأخذ من أعمال أجنبية وإعادة تقديمها، وذلك يرجع إلى افتقادنا لمؤلفين موهوبين، واستدل على حديثه بالمنتج أحمد السبكي الذي يعتمد على أقاربه في كتابة قصص بعض أفلامه، كما هي الحال في «عيال حريفة» بقلم سيد السبكي أحد أفراد عائلته. وتابع: «ما الموهبة التأليفية التي يملكها باقي أسرة السبكي ليدخلوا مجال الكتابة السينمائية ويساهموا في هذه الصناعة؟ وأشار إلى أن هذه الأفلام لا تستحق الحديث عنها لأنها بذلك تنال أكثر من قدرها، قائلًا: «هي أعمال «تافهة» ويستعين صانعوها براقصات ومطربات أمثال صافيناز، وبوسي، مع سعد الصغير ومحمود الليثي لإغراء المشاهد وجذبه لمتابعة عمل أشبه بفرح شعبي. أما تمصير «سعيكم مشكور» فالأمر لا ضرر منه ما دام صانعه أكد في لقاءاته وتصريحاته أن العمل مأخوذ عن فيلم أجنبي، ولكن الأهم النظر إلى نسبة التزامه بالفيلم الأجنبي، مع الأخذ في الاعتبار خصوصية المجتمع العربي.