فُقِدَ حوالي مئة شخص على إثر انهيار أرضي هائل في شينزين المدينة الصناعية الواقعة في جنوب الصين بالقرب من هونغ كونغ، حيث يبذل المنقذون جهوداً كبيرة لانتشال ناجين.

Ad

ووقعت هذه الكارثة الجديدة في الصين قبيل ظهر الأحد، وتفيد آخر حصيلة رسمية أن انهيار التربة والوحول طمر 91 شخصاً إلى جانب ثلاثين مبنى قبل أن يؤدي إلى انفجار للغاز.

وقال شهود أن كتلة ضخمة من التراب الأحمر والوحل اجتاحت قبيل ظهر الأحد المجمع الصناعي في مدينة شينزين التي تضم أكثر من عشرة ملايين نسمة والمحاذية لهونغ كونغ في دلتا نهر اللؤلؤ، وطمرت منازل ومصانع.

وتكشف صور عن حجم الكارثة فتظهر كتلة ترابية تغطي عدة هكتارات على ارتفاع نحو عشرة أمتار تقوم حفارات بمحاولة إزالتها حول مبنى مرتفع انهار نصفه تقريباً.

انفجار

وذكر الإعلام الرسمي أن سبب الكارثة بشري، وتحدث عن جبل من الأتربة من مخلفات أشغال بناء بارتفاع مئة متر تمت مراكمته بشكل غير قانوني قبل أن تجرفه مياه الأمطار الأخيرة.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس أن عشرات الآليات التابعة للشرطة المسلحة تطوق الموقع وتقوم بابعاد الصحافيين.

وأدى الانهيار الذي وقع عند الساعة 11,40 (3,40 تغ) من الأحد كما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة، إلى كسر أنبوب للغاز الطبيعي مما سبب انفجاراً سمع على بعد نحو أربعة كيلومترات وقذف ركاماً على مساحة عشرة هكتارات تقريباً.

وقالت الصحف المحلية إنه تم اجلاء 900 شخص في الوقت المناسب.

وذكرت قناة التلفزيون العامة الصينية أن انزلاق التربة أدى إلى طمر 33 مبنى اثنان منها مخصصان لمبيت العمال، ونقلت القناة عن مسؤول أمني إنه تم اجلاء معظم الذين كانوا في الموقع قبل المأساة.

وقال هي ويمينغ العامل المهاجر الذي يقيم مع عائلته في بيت متنقل مؤقت أنه لا يعرف شيئاً عن مصير 16 من أصدقائه وأقربائه بما في ذلك والديه وزوجته وابنيهما، وأضاف وهو يبكي على موقع تينسينت الالكتروني أن كل اتصالاته الهاتفية بقيت بلا رد.

وصرّح "عندما خرجت مع شقيق في الصباح لجمع النفايات كان منزلنا موجوداً، وعندما عدنا كانت الوحول قد طمرته ولم نكن قادرين على رؤية السطح عن ارتفاع أربعة أمتار".

وأكدت سيدة عرفت عن نفسها باسم عائلتها هو فقط لصحيفة "شينزين ايفنينغ نيوز" أنها رأت الوحل يطمر الشاحنة التي كان والدها في داخلها، وقالت "حدث ذلك منذ ساعات ونحن نشعر بقلق كبير".

ونقلت وكالة الأنباء الصينية الأحد عن عامل مصنع أنه شاهد سيلاً "من التراب الأحمر والوحل يتدفق باتجاه مبنى" المصنع في هذه المنطقة الصناعية.

سلسلة كوارث

وهذا الحادث هو الأخير في سلسلة كوارث ضربت الصين هذه السنة.

ففي ليلة رأس السنة في 31 ديسمبر أدى تدافع في أشهر ساحات شنغهاي عن مقتل 36 شخصاً.

وفي يونيو شهدت الصين اسوأ حادث غرق في نهر يانغتسي مع انقلاب سفينة الرحلات الترفيهية "نجمة الشرق" مما أسفر عن مصرع أكثر من 430 شخصاً وفقدان عشرات آخرين.

ولكن الحادث الأعنف كان سلسلة انفجارات في مستودع للمنتجات الكيميائية في 12 أغسطس دمر منطقة من مرفأ تيانجين (شمال) وأسفر عن سقوط 165 قتيلاً على الأقل.

وإلى جانب هذه الكوارث التي سببت صدمة في البلاد وتعبئة من قبل السلطات، سجلت عشرات الحوادث في مناجم وفيضانات وانزلاقات في التربة أدت إلى سقوط مئات القتلى.