العراق: إجراءات أمنية مشددة استعداداً لاستقبال الملايين في "أربعينية الحسين"

نشر في 25-11-2015 | 11:32
آخر تحديث 25-11-2015 | 11:32
No Image Caption
يتدفق إلى مدينة كربلاء منذ أيام مئات الآلاف من العراقيين الشيعة يومياً سيراً على الأقدام لإحياء أربعينية الإمام الحسين التي ستصادف نهاية الأسبوع المقبل في مشهد آخذ في التزايد منذ عام 2003 وحتى الآن في ظل إجراءات أمنية وانتشار كثيف للقوات العراقية.

وترجح السلطات العراقية أن يتجاوز عدد الزوار الملايين من الشيعة العراقيين وآخرين وافدين من الدول العربية والأجنبية.

ولم تخيم أجواء الحرب ضد تنظيم داعش التي تقودها القوات العراقية لتطهير المناطق المحتلة في صلاح الدين والأنبار وكركوك والموصل على مراسم أداء الزيارة حيث يتوافد الزوار بأعداد كثيفة جداً تعكس حالة التحدي والإصرار لإقامة هذه الشعائر.

وانطلقت أولى طلائع الزوار سيراً على الأقدام منذ أكثر من أسبوعين من محافظات البصرة والعمارة والناصرية والسماوة فيما يتوقع أن تنطلق من بغداد والمدن الأخرى ابتداءً من الأسبوع الحالي في مشهد أخذ بالاتساع بشكل ملفت منذ الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 2003 وحتى الآن الذي كان يضيق الخنادق على إحياء هذه الشعائر المقدسة لدى الشيعة.

وقال ميثم الموسوي "47عاماً" موظف حكومي" زيارة أربعينية الإمام الحسين واجب مقدس وشعائر مهمة بالنسبة لنا لتأكيد تمسكنا بالدين الإسلامي".

وأضاف:" لا أعتقد أن داعش أو غيره سيكون بوسعه منع إقامة هذه الشعائر المتجذرة في حياة العراقيين منذ مئات السنين".

وأهم ما يلفت النظر هذا العام هو وصول مئات الآلاف من الايرانيين سيراً على الأقدام من المدن المحاذية للحدود العراقية الإيرانية في طريقهم إلى كربلاء في مشهد غير مسبوق فيما هيأت السلطات العراقية المنافذ الحدودية في محافظة واسط لاستقبال الزوار وتسهيل مهمة أدائهم للشعائر حيث يتوقع وصول أكثر من ثلاثة ملايين زائر ايراني للعراق لإحياء زيارة الأربعينية، حسب تصريحات لكبار المسؤولين في المحافظة.

وإلى جانب هذه الأعداد الكثيفة تستقبل مطارات النجف وبغداد والبصرة آلاف الزوار من جنسيات لبنانية وخليجية وعربية وأجنبية والجالية العراقية المقيمة في الدول الأجنبية والعربية حيث استنفرت السلطات العراقية كل الامكانيات الأمنية والفندقية والصحية لاستقبال الأعداد الكبيرة من الوافدين.

وقال أبوطه البديري "53عاماً" متقاعد" نعمل على تقديم الخدمات لزوار الإمام الحسين من إيواء في الاستراحة والمنام وتقديم وجبات الطعام المتنوعة ومياه الشرب والشاي والقهوة بشكل يومي إلى جانب عشرات آلاف من المتبرعين الآخرين".

وأضاف أن هذه الخدمات تقدم بشكل تطوعي ومن التبرعات لدعم تقديم الخدمات للزوار في رحلتهم وصولاً إلى ضريح اللإمام الحسين.

وعلى طول مسارات الطرق التي هيئتها السلطات العراقية لتأمين حركة الزوار سيرا ًعلى الأقدام أقام مئات آلاف من المتبرعين العراقيين سرادق لاستقبال الزوار مجهزة بالطعام ومياه الشرب من كل الأصناف وبوجبات تمتد إلى طول النهار والليل كما تم نشر فرق الإسعاف لتقديم الإسعافات الفورية للمرضى وأصحاب الأمراض المزمنة.

وتكتظ الشوارع بالأطفال والنساء والرجال والشيوخ وكبار السن من كلا الجنسين وهم يقطعون مئات الكيلو مترات وصولاً إلى ضريح الإمام الحسين في ظل ظروف الشتاء حاملين أعلاماً ملونة إضافة إلى آلاف الإعلام التي تم رفعها على طول الطرق.

وأعلنت السلطات العراقية تنظيم أيام الزيارة وطلبت من الذي يؤدون الزيارة الخروج من المدينة للسماح للآخرين بتأدية الشعائر بحرية فيما تولى آلاف من رجال الجيش والشرطة والمتطوعين عمليات التفتيش للزوار في حين أعلنت المحافظات القريبة من مدينة كربلاء اعتبار الأسبوع المقبل عطلة رسمية لتسهيل حركة الزوار.

وتستعين السلطات العراقية بالطائرات المروحية لتأمين الحماية للزوار مع قرب أداء الشعائر واحياء المناسبة فيما أعلن وزير الداخلية العراقي محمد الغبان تلقيه اتصالاً هاتفياً من نظيره الايراني عبد الرضا رحماني فضلي أبدى فيه استعداد ايران للدعم في اقامة مراسم زيارة الأربعينية والاسراع في منح تأشيرات الدخول للزوار الايرانيين بصورة قانونية.

وأعطى العراق الأذن للممثليات العراقية في الخارج بمنح تأشيرات الدخول للزوار الايرانيين وغيرهم لتسهيل حركة وصولهم إلى العراق بصورة منتظمة إلى العتبات الدينية في العراق وبدأت اليوم بتطبيق حظر على حركة بعض السيارات وإغلاق بعض الشوارع في بغداد التي ستتخذ مساراً لحركة الزوار سيراً على الأقدام.

back to top