الرواتب الخيالية لمديري الشركات العملاقة تضاعف مشكلة التغير المناخي العالمي
حصد الرئيس التنفيذي لشركة اكسون موبيل ركس تيلرسون في السنة الماضية 33.1 مليون دولار، بما في ذلك المكافآت لقاء حفزه لعمليات حفر جديدة في القطب الشمالي ورمال القار الكندية، في حين جادل علماء المناخ بأن إحراق حتى الاحتياطي الحالي في العالم سيلهب كوكب الأرض، كما ستؤثر الرواتب العالية للرؤساء التنفيذيين على تغير المناخ.وقال تقرير جديد صادر عن معهد دراسات السياسة، وهو مركز تفكير تقدمي يدرس تعويضات المديرين التنفيذيين، كلما زادت الكمية التي ينتجها قادة الوقود الأحفوري قلت احتمالات سعيهم الى بدائل مثل الطاقة المتجددة.
وتأتي شريحة ضخمة من تعويضات الرؤساء التنفيذيين في شركات النفط والغاز والفحم على شكل أسهم تتحقق بسرعة، بحيث تتوافر الحوافز لهم لمحاولة رفع قيمة الأسهم بسرعة من دون القلق على العواقب الطويلة الأجل.وقالت سارة أندرسون وهي واحدة من مؤلفي كتاب أموال للحرق: كيف تسرع رواتب الرؤساء التنفيذيين تغير المناخ تقول: "تتحقق المنحة في العادة خلال ثلاث سنوات أو أربع سنوات فيما يحدث تغير المناخ خلال عقود من الزمن".وحتى مع خسارة البعض من شركات الطاقة للمال يستمر الرؤساء التنفيذيون في تحقيق المزيد الكسب. وقبل أن تفلس شركة الفحم بيبودي Peabody حصل المديرون التنفيذيون على 47 مليون دولار على شكل خيارات أسهم، وجرت روايات مماثلة في شركات فحم أخرى، وبعد أن بدأ الانهيار في صناعة الفحم ارتفعت رواتب الرؤساء التنفيذيين 8 في المئة. وقد يحدث الشيء ذاته في قطاعات النفط والغاز مع ارتفاع حصة السوق من الطاقة المتجددة:ربما يواجه قطاع النفط والغاز في أميركا أيضاً ضغوط أزمة، ولكن الرؤساء التنفيذيين في شركات النفط والغاز، كما هو الحال في شركات الفحم، يعلمون أنهم لا يواجهون فعلياً أي خطر مالي شخصي. وسيكون لديهم، بموجب نظامنا الراهن لرواتب التنفيذيين، القليل من الحوافز للابتكار والتحول الى مستقبل جديد للطاقة أكثر استدامة.ويتحسن راتب الرئيس التنفيذي أيضاً عندما تضخ الشركات الأموال لإعادة شراء أسهمهم الخاصة، "ودفعت اكسون موبيل، على سبيل المثال، 13.2 مليار دولار من أجل اعادة شراء أسهم في السنة الماضية، في حين هبطت قيمة أسهم المساهمين"، كما أنفقت أكبر شركات الطاقة حوالي 6 مرات أكثر على اعادة الشراء مما ينفقه القطاع الخاص برمته على بحوث الطاقة المتجددة.ويكسب الرؤساء التنفيذيون في قطاع الوقود الأحفوري 9 في المئة زيادة على متوسط نظرائهم في شركات اس بي 500، رغم أن شركات النفط والغاز والفحم، وبشكل وسطي، ليست أكبر من بقية الشركات.وذكرت أندرسون: "نحن نظن أن لذلك علاقة كبيرة بحقيقة أنهم تمكنوا من تبرير تكلفة أنشطتهم، بأنهم لا يتحملون الأعباء التي يكبدونها لدافعي الضرائب والمجتمعات بالنسبة الى أضرار البيئة والمناخ، كما أنهم يحصلون على مساعدات كبيرة أيضاً".