لم يهتم أحد بحقوق الأكراد ويمنحها لهم كما اهتم وفعل العرب، وبدأ ذلك في عصرنا الحديث من خلال ملك العراق فيصل الأول الذي أقر الحكم الذاتي للأكراد.

Ad

كما أنه لا يوجد زعيم ذو نزعة قومية اعترف بحقوقهم وقبل الحوار معهم كما فعل الزعيم القومي العربي جمال عبدالناصر، عندما سمح لأول إذاعة كردية تنطلق إلى العالم في عام 1957 من القاهرة، كما أن أول جريدة كردية صدرت قبل 117 سنة كانت في مصر، وكانت لعبدالناصر لقاءات مع القائد الكردي مصطفى البرزاني ورفاقه لأكثر من مرة، كما رفض عبدالناصر أيضاً الحرب على الأكراد في عام 1961، وأيد منحهم حق الحكم الذاتي.

ولكن الأكراد وكمعظم الأقليات الموجودة في العالم العربي يُخترقون من أعداء العرب الذين يدغدغونهم بالأحلام المستحيلة التي قد تتحقق مؤقتاً إلى واقع، وتحول لاحقاً إلى مأساة ونكبة، وهذا هو الآن واقع الأكراد المتحالفين مع كل عدو للعرب ومتربص بهم.

الأكراد الآن حلفاء إسرائيل، وهي في الخفاء سندهم ومرجعهم الذي يحرك الولايات المتحدة والدول الأوروبية لمصلحتهم، بهدف معلوم هو تفتيت العالم العربي وضرب العرب السنة تحديداً، ولذلك تجد العسكري الأميركي والألماني والفرنسي بإشراف الخبير الإسرائيلي يدعمون ويدربون ويمدون جميعاً الكردي بكل ما يحتاج إليه لإنشاء دولته المزعومة.

والكردي أيضاً حليف الإيراني والنظام العلوي السوري والروسي، وينسق معهم عبر ممثلين سياسيين وعسكريين في اللاذقية لقصف أقرانه من المواطنين السوريين وتدميرهم، بينما يحلم مخطط المشروع الكردي ومؤيدوه لتحقيق هدف مهم، وهو وصول الأكراد إلى شاطئ البحر الأبيض المتوسط عبر شمال شرق سورية بواسطة "كردور" على حساب سكانها العرب بعد ترحيلهم، لأن دولة كردية دون منفذ على البحر لا حياة ولا مستقبل لها.

ورغم أن أول كيان مستقل للأكراد كان في كردستان إيران في جمهورية مهاباد (1946)، فإن طبيعة التحالف الكردي – الإيراني تجعلهم لا يقومون بأي نشاط يزعج طهران، رغم وجودهم الكبير هناك ولا حتى في حادثة الفتاة الكردية فريناز خسرواني التي انتحرت قبل أن يغتصبها مسؤولها الإيراني، فعاصمتهم حالياً – أربيل- لم تشهد احتجاجات لمؤازرة أكراد إيران، وكل هذا حتى تتفرغ إيران لضرب العرب، وبصفة خاصة السنة منهم في العراق وسورية، وكذلك إشغال وإضعاف تركيا حتى تتراجع عن دعم الثورة الشعبية السورية، في ما يحفر الأكراد خندقاً كبيراً في مدينة كركوك ليرسموا حدوداً جبرية من طرف واحد يفرض على بغداد والعرب.

الأكراد كبقية الأقليات في العالم العربي يلعبون بالنار عبر التحالف مع الأجنبي الذي تتغير مصالحه عبر السنين، والكيان الإسرائيلي المؤقت وجوده مهما طال الزمن، فهو كيان في أزمة دائمة رغم ترسانته النووية والعسكرية، لكونه "كانتون" معزول سيذهب كحال كل الغزاة، كما زالت الجيوب المصطنعة التي زرعت في المنطقة عبر التاريخ.

والحقائق تقول إن الأكراد سيعيشون هنا بجانب مئات الملايين من العرب، ولن يعيشوا بجانب الألماني والأميركي والهولندي، لذا فإن تلطخ أيديهم بدماء العرب في سورية والعراق، ورسم الخرائط بالقوة لن يدومان، وستكون لهما أكلاف كبيرة على الشعب الكردي.