نحن وإيران!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كنا نعتقد بعد انتصار الثورة الإيرانية، في فبراير عام 1979، أن عمقنا العربي قد وصل إلى أقصى خراسان، لكننا فوجئنا قبل أن نلتقط أنفاسنا بأن هذه الثورة لا تتحدث عن تحرير فلسطين، بل عن تحرير: "الأماكن المقدسة" في العراق، وأن الأماكن المقدسة في العراق المقصودة هي كربلاء، وهي النجف الأشرف، وهي مرقد موسى الكاظم في بغداد، ومرقدا الإمامين العسكريين الإمام علي الهادي والإمام الحسن العسكري، وأن هناك ثأراً تاريخياً وهمياً تريد تسديده.إن أمة ابتليت بـ "سايكس – بيكو" وبإقامة دولة إسرائيل في قلب وطنها العربي لا يمكن إلا أن تكون في أشد الحاجة إلى علاقات أخوية وعلاقات حسن جوار ومصالح مشتركة مع إيران ومع تركيا، فالدولتان المسلمتان جزء أساسي من تاريخنا، وهذا يعني أنه علينا أن نخطو تجاه أي منهما ألف خطوة إن خطت إحداهما نحونا خطوة واحدة. لكن ما العمل وهذا هو واقع الحال وخاصة بالنسبة إلى إيران التي اختارت التدخل في شؤوننا كل هذا التدخل، وهي التي زرعت بذرة هذا الاحتراب المفتعل بين السنة والشيعة أبناء الدين الواحد والملة الإسلامية الواحدة؟لقد استأنفنا العلاقات مع تركيا من نقطة تجاوز خلافات الماضي القريب والبعيد، وتمكنّا من احتواء بعض المنغصات، وبقيت منغصات لابد من تذليلها وبخاصة بين القاهرة وأنقرة، لكن المشكلة مع إيران أنها تصر وتواصل الإصرار على التعاطي فقط مع من تعتبرهم الأقرب إليها مذهبياً، وبالتالي سياسياً، وعلى غرار ما هو جارٍ وما يجري في العراق وسورية ولبنان واليمن والبحرين.إن إيران ترفض العلاقات المبنية على التكافؤ والمساواة، وهي سعت ولاتزال إلى علاقات عنوانها التبعية المطلقة والاستسلام لإرادة الولي الفقيه "ظل الله على الأرض"!والسؤال الذي من الممكن توجيهه لذوي النوايا الطيبة الذين يطالبون بذهاب العرب إلى طهران حتى وهي على ما هي عليه هو: هل من الممكن إغماض العيون يا ترى عما تفعله إيران في اليمن والعراق وسورية والبحرين وبالطبع في لبنان، والذهاب إليها من دون شرط ولا قيد، كذهاب حسن نصرالله أو الحوثي أو نوري المالكي؟... هل من الممكن هذا؟ أم أن المطلوب من هذه "الدولة الشقيقة" أن تفرش طريقنا نحوها بالكف عما تفعله في هذه الدول الآنفة الذكر، وما تحاول فعله في دول عربية أخرى؟!