اكتشاف المياه على سطح المريخ يقيد حركة الروبوت كوريوسيتي
بعد اكتشاف وجود مياه سائلة على سطح كوكب المريخ، باتت وكالة الفضاء الاميركية ناسا مقيدة في حركة الروبوت "كوريوسيتي" الذي انزلته على الكوكب الاحمر قبل ثلاث سنوات، خوفا من ان يلوث البيئة هناك بميكروبات ارضية.
وقال مايكل ماير احد العاملين في برنامج استكشاف المريخ في وكالة الفضاء الاميركية ان الروبوت "كوريوسيتي ليس مصمما للذهاب الى اماكن يمكن ان تكون فيها حياة جرثومية".واضاف في حديث لوكالة فرانس برس "لهذا السبب علينا ان نكون في اقصى درجات" الحذر.ويدور في الاوساط العلمية منذ وقت طويل نقاش حول ضرورة رفع مستوى التعقيم للاجهزة الفضائية التي قد ترسل الى اجرام تحتوي على المياه ويمكن ان تضم اشكالا من الحياة.لكن هذا الموضوع اكتسب اهمية بالغة مع اكتشاف وكالة ناسا في الايام الماضية وجود مياه سائلة تتدفق على سطح المريخ حاليا، وهو اكتشاف مدو في مجال دراسة هذا الكوكب.وكان الروبوت الاميركي حط على سطح المريخ في اغسطس من العام 2012، وجمع عينات من التربة والصخور، لكن لا يمكن بأي حال جعله يقترب من الاماكن التي تسيل فيها المياه في الكوكب.في المقابل، يتمتع المسبار "فايكينغ" الذي ارسل الى المريخ قبل اربعين عاما بمواصفات التعقيم التي تسمح بارساله الى مناطق وجود المياه.وتقول كاتارين كونلي المسؤولة في وحدة الوقاية من تلويث الاجرام الفضائية بجراثيم ارضية في وكالة ناسا ان "فايكينغ كان معقما، لكن المسبارات اللاحقة التي ارسلت لم تخضع للمعالجة نفسها". وتضيف "من المفيد ان نعمد الى هذا الاجراء مجددا" بحيث يمكن ارسال مسبارات مباشرة الى المناطق التي تحتوي على المياه ورفع عينات منها.ويقول خورخي فاغو العامل في برنامج "اكزومارس" التابع لوكالة الفضاء الاوروبية "لا نريد ان يذكرنا التاريخ على اننا اولئك الذين ذهبوا الى المريخ وقضوا على امكانية وجود اي حياة على سطحه".تلتزم وكالة الفضاء الاميركية ووكالة الفضاء الاوروبية بمعايير دولية هدفها "تجنب التسبب بأي تلويث ضار" للاجرام في مهماتها الفضائية.اضافة الى ذلك، ينبغي ان تكون المسبارات خالية من اية جراثيم حتى يتمكن العلماء من معرفة ما ان كان المريخ يحتوي على جراثيمه الخاصة، وليس تلك التي يمكن ان تنقل من الارض مع المسبار وتضلل نتائج الابحاث.ازاء ذلك، يطرح السؤال على وكالة الفضاء الاميركية حول عدم تعقيمها الروبوت كوريوسيتي تماما قبل ارساله للمريخ.ويجيب جيم واتزين مدير برنامج استكشاف المريخ في ناسا "لأننا لم نكن نعرف بوجود المياه على سطح المريخ حين ارسلنا المسبار".ويضيف في حديث لفرانس برس "صمم كوريوسيتي للتعمق في ابحاث كانت تشير الى ان كوكب المريخ كان يحتوي على كميات كبيرة من المياه في ماضيه السحيق، وليس الآن"، كما تبين قبل ايام.والسبب الآخر وراء ذلك، هو ان تعقيم الاجهزة يتطلب ميزانية كبيرة، ولم يكن اولوية للعلماء وقتها.واضافة الى كل ذلك، فان تعقيم المسبار "فايكينغ" ذي التقنيات القديمة كان سهلا بمجرد تعريضه لدرجات حرارة مرتفعة على مدى بضعة ايام، اما الاجهزة الحديثة مثل كوريوسيتي وتقنياتها الدقيقة فلا يمكن تعريضها لحرارة مرتفعة، بل تتطلب تقنيات اكثر تعقيدا للتعقيم.