مسرحية «بلا غطاء» تتناول الإنسان المجرد من هويته
بدر برع في الأداء الجسدي وأخفق في الصوتي
أسدل مسرح الخليج العربي الستار على عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي من خلال «بلا غطاء».
قدمت فرقة مسرح الخليج العربي آخر عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي السادس عشر، تحت عنوان "بلا غطاء" للكاتبة تغريد الداود وإخراج منال الجارالله.المؤلفة تغريد الداود، تخوض غمار تجربة مسرحية جديدة من خلال هذا النص، وسبق لها أن شاركت في تأليف العديد من المسرحيات التي ترصد الكثير من القضايا الإنسانية وتعد انعكاساً لشخصيات واقعية، ومن أعمالها: "مخلصوص" إخراج موسى بهمن وقدمت في مهرجان أيام المسرح للشباب العاشر (2014)، وقد فازت الداود بجائزة أفضل مؤلف مسرحي واعد عن نص هذا العمل، و"الديوانية" من إخراج خالد الراشد وعرضت في مهرجان الكويت المسرحي الخامس عشر (2014)، و"محطة 50" من إخراج نصار النصار في مهرجان أيام المسرح للشباب التاسع (2012).
وفي نص "بلا غطاء"، يظهر جلياً تأثرها بالكاتب السوري الراحل سعد الله ونّوس (1941 – 1997)، وخصوصاً "رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة" التي كتبها ونوس عام 1978، واقتبسها من نص الكاتب السويدي بيتر فايس (1916- 1982) بعنوان "كيف تخلص السيد موكينبوت من آلامه؟" عن شخصية الفرد المقهور، لكنه ما إن يثور على عبوديته حتى يفقد توازنه. فهي كشف وتعرية لعذاب الإنسان البريء الطيب النبيل في مجتمع مزيف من قمة رأسه حتى أخمص قدميه.وفي نص الداود، تنطلق من شخصية "هو" الإنسان الذي يبحث عن هويته المفقودة، التي تم تجريدها منه، ويعاني وطأة نظام شمولي يتكون من مؤسسات سياسية واجتماعية فاسدة، ويعيش كأنما في مسرحية عبثية، ويشارك الجميع في خداعه مدعين أنهم يعرفون مصلحته ويدركون غايته، لكنهم في حقيقة الأمر لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة وغاياتهم الأنانية، من خلال الانحراف الإرادي أي الرغبة الجامحة في أن تسير الجماهير حسب إرادة النخبة ومستوى فهمها للأمور، التي تقابلها الشعبوية، وهي المجاراة التامة للجماهير وتبني كل ما تطالب به ومحاولة إرضائها بالجمل الفضفاضة دون القدرة على حل مشاكلها الحقيقية.وأدى الشخصية المحورية "هو" الممثل ميثم بدر، الذي كان أداؤه الحركي والجسدي رائعاً، خصوصاً في جزئية الأسلوب الأدائي "بيوميكانيك" في التعامل مع الجسد كآلة إضافة إلى تقنية الإيماء، بيد أن الأداء الصوتي لم يكن موفقاً في التلوين أثناء الانتقال من حالة إلى أخرى، وبرز سعود بوعبيد في حضوره الكوميدي، أما الممثلة سارة رشاد فقد قدمت أخطاء بالجملة وكوارث في اللغة العربية.يبقى القول إن سينوغرافيا العرض لمحمد الربيعان، كانت رائعة وجميلة في عناصرها، واعتمادها على الأسلبة الكاملة. حسن رشيد: الرقيب أجهل من الجاهلفي ختام فعاليات المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت المسرحي عُقد مؤتمران صحافيان، الأول بحضور الفنانة أمل الدرباس وشادية زيتون، والثاني بحضور د. حسن رشيد من قطر، ورئيسة قسم المسرح بكلية الآداب في جامعة الاسكندرية د. صوفيا عباس.في البداية أعربت شادية زيتون عن سعادتها بدعوتها لحضور مهرجان يعد تظاهرة ثقافية تعكس وجها حضاريا للوطن العربي.وعن رأيها في المهرجان بنسخته الحالية، أوضحت زيتون أن ما لفت نظرها هو التقنيات المتعلقة بالسينوغرافيا، التي غاب ذكرها عن بعض العروض على الرغم من وجودها، فبعض العروض جاء ناقصا والبعض الآخر شبه مكتم.أما د. حسن رشيد فاستغرب وجود الرقابة في زمن الإنترنت، مؤكدا ان «المؤلف العربي رقيب على نفسه، لأنه مكبل اليدين ويكتب وهو خائف ممن حوله، وأنا ضد الرقيب لانه في الاغلب يكون أجهل من الجاهل، وإن المسرح القطري يعاني أزمات تقليص عدد الفرق وتراجع الابتعاث للقاهرة والكويت».(غ . ع)