بصمت رحلت الأديبة والروائية والمترجمة ابتهال سالم، عضو «اتحاد كتاب مصر» و{نادي القلم الدولي» و{أتيليه القاهرة للأدباء والفنانين»، إذ غيبها الموت بعد معاناة المرض، وأصدر المجلس الأعلى للثقافة بياناً نعى فيه الأديبة الراحلة، مؤكداً أنها أدت على امتداد حياتها دوراً مهماً وفاعلاً في الحركة الثقافية العربية.

Ad

حصلت الراحلة ابتهال سالم على ليسانس آداب علم نفس من جامعة عين شمس في عام  1974، وعملت كمترجمة من الفرنسية إلى العربية في الإذاعة المصرية عقب تخرجها. وهي قدمت للمكتبة العربية عدداً كبيراً من المؤلفات منها المجموعة القصصية «يوم عادي جدا»، ورواية «السماء لا تمطر أحبة»، الصادرة عن دار فكرة 2008، ورواية «صندوق صغير في القلب» الصادرة عن هيئة الكتاب 2008، ورواية «نوافذ زرقاء» عن هيئة الكتاب 2000، ومجموعة قصصية بعنوان «نخب اكتمال القمر» عن قصور الثقافة 1997، ولم تنس الراحلة عشقها للأطفال وقدمت لهم عدة روايات منها «المقص العجيب»، و{سر القطة الغامة»، و{عصفور أنا».

قدمت سالم الكثير من الأوراق البحثية حول «الزواج العرفي بين الشباب» و{دور المرأة المثقفة في الرواية العربية» و{أدب الطفل في الألفية الجديدة» و{الترجمة والعلاقة بالآخر»، و{أهمية الترجمة للطفل» ونشر لها عدد كبير من الترجمات والمؤلفات في الصحف والدوريات العربية مثل «الأهرام» و{الأخبار» و{أدب ونقد» و{إبداع» و{الثقافة الجديدة». كذلك قدمت محاضرات عن الأدب المصري المعاصر لطلبة جامعات أميركية مثل جامعة «واشنطن»، وجامعة «إلينوي» وكلية «إيفرجرين».

جوائز

حصلت الراحلة على  جوائز ومنح عدة من بينها ميدالية ذهبية في مؤتمر تكريم المرأة المصرية في مجال الأدب في دار الأوبرا المصرية عام 2008، وحلت ضيفة شرف في مؤتمر مصر للأدباء 2007 وحصلت على منحة ثقافية من مؤسسة «ليدج - روفولت» لقضاء ثلاثة أسابيع تفرغ للكتابة في قصر لافينييي بسويسرا 2005 ومنحة ثقافية من مؤسسة «هيدج بروك» الأميركية لقضاء شهر في «سياتل -  واشنطن» كمحاضرة زائرة 2005 وجائزة «أدب الحرب» عن روايتها «نوافذ زرقاء» 1998.

أدوار مهمة

من جانبه، أكَّد الأديب والشاعر شعبان يوسف أن ابتهال سالم لم تكن مجرد كاتبة عادية بل قامت بأدوار مهمة في ترجمة الأعمال الأدبية الشعرية والروائية، مؤكداً أنها كانت تتقبل الجميع بمحبة وتسامح حيث جسدت صورة المثقف الحقيقي الذي آمن بقضايا وطنه ودافع عنها حتى آخر نفس لها.

أوضح يوسف أن للراحلة دوراً مهماً في الحركة الوطنية الديمقراطية خلال فترة السبعينيات عبر الاحتجاجات والمظاهرات بعدما شاركت في غالبية الأحداث الوطنية والثقافية المهمة، فقد كانت تناضل في صمت وتبدع في صمت ولا يسمع لها صوت ولا تسمع لها شكوى وحولت آلامها إلى إبداع سواء ترجمة أو رواية إلى كتابة.

أما الناقد الأدبي عمر شهريار فقد أوضح انزعاجه الشديد وتألمه بعدما علم بنبأ وفاة الأديبة الرقيقة ابتهال سالم التي استطاعت أن تبتكر لنفسها خطها الخاص وعالمها الفريج، على حد قوله، مؤكداً أنها تمثل ركناً أساسياً من أركان الأدب في جيل السبعينيات، كما كانت كتاباتها تعكس هموم جيلها ومجتمعها فهي لم تحلم إلا بكتابة أو ترجمة نص جيد.

يضيف شهريار: {جمعت الروائية الراحلة بين السرد القصصي والروائي والترجمة بعدما عملت لفترات طويلة على مشروعها الإبداعي بدأب وصدق}، مؤكداً أنها كانت قادرة على التكثيف والاستفادة من المنجز القصصي السابق على مدار السنوات الماضية، معتبراً أنها صنعت مساحة كبيرة لجيلها بعدما أقامت حالة من التوازن بين إبداعها والأحداث المؤثرة في الواقع السياسي العربي عموماً والمصري خصوصاً.