حث الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله الاربعاء على انهاء العنف بين اسرائيل والفلسطينيين، في وقت تتواصل اعمال العنف في القدس والضفة الغربية المحتلتين حاصدة مزيدا من القتلى.

Ad

وجدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء اليوم حملته على الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ودعا المجتمع الدولي الى الضغط على الرئيس الفلسطيني لوقف "التحريض" على ما وصفه ب"الارهاب".

وقال في اعقاب محادثات مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل في برلين "اذا اردنا ان يحل السلام، علينا ان نوقف الارهاب. ولوقف الارهاب علينا وقف التحريض"، مضيفا "اعتقد انه من المهم ان يطالب المجتمع الدولي الرئيس عباس بوقف التحريض ونشر الاكاذيب حول الدولة اليهودية وسياسات اسرائيل".

وكان نتانياهو اتهم عباس الثلاثاء بعد اجتماعه مع بان بالكذب والمشاركة في تصعيد العنف قائلا انه انضم الى "الدولة الاسلامية وحماس للقول بان اسرائيل تهدد المسجد الاقصى".

ورد عباس عليه اليوم بعد اجتماعه بدوره مع بان قائلا "نتانياهو يقول ان ابو مازن داعش، اين توجد داعش والنصرة عنده؟ فليسأل صحافته أين توجد"، في اشارة الى المقاتلين السوريين الذين ينقلون من منطقة الجولان السورية للعلاج في المستشفيات الاسرائيلية، والذين يتهمهم البعض بدعم الجهاديين ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال بان كي مون في رام الله الاربعاء "اكدت لكل من القادة الاسرائيليين والفلسطينيين على الحاجة الملحة لاعادة التأكيد من خلال الاقوال والافعال بانهم شركاء في السلام".

واضاف "سنواصل دعم كافة الجهود الرامية الى تهيئة الظروف لجعل المفاوضات ممكنة".

واضاف "في النهاية، على الفلسطينيين والاسرائيليين اختيار السلام، والتحدي الاكثر الحاحا امامنا هو وقف موجة العنف الحالية وتجنب خسارة المزيد من الارواح".

من ناحيته، اكد عباس انه "لا بد من التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم وليس الوضع القائم الذي فرضته إسرائيل منذ العام 2000" وادى الى اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

ويخشى الفلسطينيون من محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم في الحرم القدسي منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول المسجد الاقصى في اي وقت في حين لا يسمح لليهود الا في اوقات محددة ودون الصلاة فيه.

ودعا الرئيس الفلسطيني مرة اخرى الى "حماية دولية" للمسجد الاقصى، مشيرا الى ان الفلسطينيين فقدوا القدرة على حماية انفسهم "من الهجمات الارهابية للمستوطنين وللجيش" الاسرائيلي.

وبدأ الامين العام للامم المتحدة الثلاثاء زيارة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية لحث الجانبين على التحرك بسرعة في مواجهة موجة العنف التي تهدد ب"جولة جديدة من العنف الكارثي"، على حد قوله.

واثارت تصريحاته استياء في الاوساط الفلسطينية.

وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات لوكالة فرانس برس ان هذه التصريحات "مساواة بين الضحية والجلاد".

واضاف "الشعب الفلسطيني ضحية الاحتلال ويدافع عن نفسه من الاحتلال ويعتدى عليه يوميا علنا من اسرائيل"، بينما "اسرائيل دولة احتلال تدافع عن جرائمها واحتلالها وتحاول تحسين صورتها امام العالم".

على الارض، اصيبت مجندة اسرائيلية بجروح خطرة قرب مستوطنة ادم في الضفة الغربية المحتلة بعد ان طعنها شاب فلسطيني قتل لاحقا، بحسب ما اعلنت الشرطة الاسرائيلية وخدمات الاسعاف.

واعلنت الشرطة انه تم اعتقال شاب ثان قد يكون متآمرا مع منفذ الهجوم. ونقلت المجندة الى المستشفى لتلقي العلاج.

واسفرت المواجهات اليومية بين الفلسطينيين والاسرائيليين عن سقوط 48 قتيلا فلسطينيا، وثمانية اسرائيليين. وقتل اريتري عن طريق الخطأ.

وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية اعمال عنف منذ الاول اكتوبر. وامتدت المواجهات الى قطاع غزة.

ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي. في حين يتعرض مستوطنون اسرائيليون ومجندون لمحاولات طعن بالسكاكين.

ويشعر الفلسطينيون باحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وتوسع الاستيطان في الاراضي المحتلة.

ويثير التصعيد مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة شبيهة بانتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.

ويرفع بان تقريرا حول نتائج محادثاته الى مجلس الامن الدولي في لقاء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة هذا المساء.

وسيتوجه بان كي مون الخميس الى الاردن للقاء العاهل الاردني عبد الله الثاني.

ومن المتوقع ان يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري نتانياهو الخميس خلال زيارة الاخير الى المانيا، ثم يلتقي عباس في نهاية الاسبوع في الاردن.

وردا على سؤال حول لقائه المرتقب في عمان مع كيري، قال عباس اليوم ان الوزير الاميركي "يعرف ماذا نريد، نحن نريد العودة للمفاوضات على أساس الشرعية الدولية".