بالعربي المشرمح ابتسامة إيران وضعف العرب!
ما زلت أستغرب ممن يجعل إيران سبباً في كل ما تعانيه أمتنا العربية من كوارث ودمار، وكأنها هي من احتلت العراق وسورية وغيرها من الدول العربية، كما كأنها هي من أرسلت مواطنيها ليفجروا ويدمروا أوطاننا، والغريب أننا ما زلنا نؤمن بالمطلق بنظرية المؤامرة دون أن نفكر ولو للحظة واحدة من الذي ينفذها؟ ولماذا؟دائماً وأبداً نلقي باللوم على الأجنبي في كل ما نتعرض له من أزمات، وكأننا ملائكة لا نخطئ ولا نخون، ونبرر فشلنا بقيام إيران وغيرها بالتدخل في شؤوننا، وكل ما يتم ضبطه من أسلحة ومتفجرات وإرهاب وأفراد هو من بني جلدتنا وأبناء وطننا، ولو أمعنّا في وضع العراق لوجدنا القاتل والمقتول من أبناء العراق، ولو ذهبنا إلى سورية لشاهدنا الأمر ذاته وفي اليمن كذلك، كما أن من فجر أو جمع الأسلحة ليفجر ويدمر ويخرب بلده في الخليج هو من أبناء الخليج، الأمر الذي يجعل إيران وغيرها من الدول تبتسم لسذاجتنا حين نتهمها بالتخريب والتدمير، ومن يفعل ذلك هو من أبناء جلدتنا.
وإن كانت إيران تعلن دعمها وتأييدها لتلك المجاميع الإرهابية التي تنفذ أعمالها الإرهابية في أوطاننا فذلك لا يعني أنها هي من فعلت، بل هي دولة لها مصالحها ولها أهدافها الاستراتيجية والتاريخية، فإن وجدت من الخونة السذج من العرب من يقوم بتنفيذ تلك المصالح لها فمن حقها أن تبتسم وتقهقه بصوت عال، لتكشف لنا غباءنا وسهولة اختراقنا، لذلك أستغرب ممن يتهمها بالتدخل في شؤوننا، ويقف عاجزاً عن أن يتدخل في شؤونها خدمة لمصالحه وأهدافه الاستراتيجية، والرد بالمثل من داخل أراضيها، ومن خلال مواطنيها الذين يرضخون لنظام طائفي كرس مقدرات الشعب الإيراني لتدمير جيرانه العرب من خلال تصدير ثورته الطائفية. يعني بالعربي المشرمح:أنا لا أبرئ إيران أو غيرها مما يحصل لنا، ولكني أتحدث عن الأدوات التي يتم من خلالها تدمير أوطاننا وشق وحدتنا، فكل من قام بفعل إرهابي أو تم ضبطه ليقوم بفعل إجرامي هو من بني جلدتنا وأبناء أوطاننا، الأمر الذي يجعلنا بين أمرين: إما أننا فاشلون وعاجزون عن مواجهة هذه الكوارث التي تحل بنا، وإما أننا سذج من السهل أن تخترقنا أي دولة أو منظمة إرهابية لتنفذ أجندتها من خلال أبنائنا.