«ومضات نوار» و{الريشة»... إبداع الرواد في القاهرة

نشر في 04-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 04-12-2015 | 00:01
في إطار الاحتفاء بإبداع الرواد، افتتحت د. إيناس عبد الدايم، رئيسة دار الأوبرا المصرية، معرض {الريشة} للفنانة نادية سري، بقاعة الفنان صلاح طاهر، وفي مركز الإبداع الفني عرض الفنان د. أحمد نوار ثلاثة أفلام قصيرة من إخراجه، وتناولت باللوحات تاريخ وأحداث عربية فارقة، بحضور لفيف من النقاد والفنانين ومحبي الفنون الجميلة.
  تضمن {الريشة} مجموعة منتقاة من أعمال نادية سري، وتجربتها خلال العشر سنوات الماضية، وإضاءة خبرات جمالية متراكمة، والتعبير الموحي بالانتماء، وخصوصية التعبير الفني عن معطيات واقعنا العربي.

دشنت سري 53 لوحة، معظمها منفذ بالألوان الزيتية على خامات الخشب والتوال وورق الذهب، والبعض بخامة الألوان المائية، وتناغمت مع تنويعات التلاحم الإنساني، والتأثير الوجداني في الرائي عبر شحنات انفعالية متوالية، واستنهاض طاقة الأمل، واستحضار أبرز اللحظات المصيرية عبر تاريخنا العربي.

أشاد الحضور بلوحات {الريشة} وقراءة التاريخ من منظور تشكيلي، لا سيما لوحة {ترابط}، وتجسيدها لمواجهة بين فتاتين متشحتين باللون الأبيض، وخلفية موحية بالخصوبة والنماء، والرموز الدالة على تلاقي الحضارتين العربية والفرعونية في فضاء مصري. يذكر أن نادية سري (57 عاما) إحدى أبرز الفنانات على الساحة التشكيلية العربية، وأقامت الكثير من المعارض الخاصة والجماعية، ولها مشاركات دولية، منها بينالي الأكوادور الدولي الرابع، والمعرض الجوال للبينالي بكندا، كذلك حصلت على الجائزة الخاصة لبينالي الأكوادور الدولي الرابع عن التصوير بالألوان المائية، والجائزة الأولى لبينالي الأكوادور الدولي الخامس، بالإضافة إلى كثير من شهادات التقدير عن المعارض المختلفة، وأهمها تكريم وزير الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية. وللفنانة مقتنيات في متحف الفن الحديث، والمتحف الزراعي بالقاهرة، ومتحف القصر الثقافي الأكوادوري، والجامعة الأميركية، ولدى أفراد في مصر وخارجها.

رسالة فنية

في إطلالة مهمة للفنان د. أحمد نوار، قدم لجمهوره ولمُحبي الفنون، وجهاً جديداً من وجوه إبداعاته المتميزة، وذلك من خلال عرض فني سينمائي، استضافه مركز الإبداع الفني بساحة دار الأوبرا المصرية، وضم ثلاثة أفلام قصيرة من إنتاج وإخراج نوار.

أعقبت العرض ندوة حول التجربة الجديدة، أدارها الناقد أسامة عفيفي، بحضور كوكبة من أهم وأشهر الفنانين ورموز الحركة التشكيلية والثقافية والأدبية في مصر،  ونخبة من كبار الضيوف من بينهم سعادة سفير دولة فلسطين، وجمهور الفنان القدير. لفت الفنان أحمد نوار إلى أبعاد تجربته الجديدة، واستخدامه العناصر التشكيلية وبعض المؤثرات والمشاهد الحية، لصناعة أفلام قصيرة، والتُعبير عن قضايا وموضوعات إنسانية وقومية.

ضم العرض ثلاثة أفلام هي {فلسطين 54 سنة احتلال} ومدته 21 دقيقة، و{الصراعات والأحلام} مدته 10 دقائق، ويرتبطان بالقضية الفلسطينية، وهما بمثابة صرخة ورسالة إلى العالم والضمير الإنساني بحق الشعب الفلسطيني في سلام عادل، يُحقق له استقلاله الوطني وسيادته على أرضه.

 تناول الفيلم الثالث ملحمة {العبور} في حرب أكتوبر 1973، وهو عرض ملحمي بانورامي، ويصور في عشر دقائق مشاهد ومشاعر، عايشها الفنان أحمد نوار، كأحد جنود جيش مصر الباسل في هذه الحرب {قناصاً} وينقل للرائي ذكريات كثيرة، ستظل علامات راسخة في وجدانه وذاكرته، وترتبط  ومرتبطة بمشاعر العزة والفخر بهذا الانتصار العظيم.

ألمح  نوار إلى أن الأفلام الثلاثة مأخوذة من أعمال التجهيز في الفراغ، والتي نفذها خلال الفترة من 2003 وحتى 2009، وأخذت هذه المدة إجراءاتها الفنية والتقنية السينمائية من تصوير ومونتاج وإخراج، وسبق له إرسالها إلى معظم رؤساء وملوك العالم وإلى مجلس الأمن وجمعيات حقوق الإنسان، وأعقبتها ردود إيجابية للغاية، وأثبتت أن الفن لغة عالمية يفهمها الجميع بلا استثناء.

 يذكر أن أحمد نوار أحد رموز الحركة التشكيلية العربية، ويمتد مشواره الإبداعي لنحو 50 عاماً حافلة بالعطاء والإنجازات محلياً وإقليمياً ودولياً، وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام 1967، وتقلد خلال مسيرته الكثير من المناصب الرسمية، منها رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والمشرف العام على صندوق إنقاذ آثار النوبة من أغسطس 1996 وحتى نوفمبر 1998.

نال نوار الكثير من الجوائز والأوسمة والتكريمات المحلية والدولية، من بينها وسام الدولة للفنون والعلوم من الطبقة الأولى 1979، ووسام أوفيسيه الفرنسي في الآداب والفنون 1995، وتكريم الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة عام 1994، وتكريم مؤسسة سيباستيان للفنون بالمكسيك 2001.

طيور البهجة

 افتتح الفنان د. أحمد نوار معرض {طيور البهجة من الإسكندرية إلى السويس} للفنانة نيفين الرفاعي، واستضافته جمعية محبي الفنون الجميلية بالقاهرة، وضم 50 لوحة تناولت اللوحات ملامح تجربة نيفين الرفاعي الإبداعية، بداية من الانصهار مع بيئتها الأم الإسكندرية، وحتى توحدها مع خط القناة، حيث زوجها للعمل، وتعتبر من التجارب الواعية والناضجة، لمعايشتها مع ينابيعها البيئية، وخبراتها في مجال التصوير التشكيلي. يذكر أن الرفاعي تخرجت قي قسم التصوير بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1998، وتعمل أستاذة مساعدة بالقسم، وتتميز أعمالها بالتناول الفني من منظور عين الطائر، والإيحاء بهذا الشعور البهيج بالتحليق معها فوق المشهد، ولها كثير من المعارض الخاصة، والمشاركات الجماعية.

back to top