• هادي يتفقد العمليات بوزارة الدفاع السعودية

Ad

• التحالف يقصف المقر السياسي لجماعة الحوثي

وسط استمرار الغموض حول مصير الهدنة الإنسانية التي تسعى الأمم المتحدة إلى إبرامها بين الأطراف المتصارعة، شهد اليمن أكثر الأيام دموية مع مقتل أكثر من 176 شخصاً خلال معارك احتدمت أمس الأول على عدة جبهات بين المقاومة الشعبية وميليشيات الحوثي، إلى جانب القصف الجوي المتواصل.

أسفرت الضربات الجوية التي يشنها تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية والاشتباكات الدائرة في جميع أنحاء اليمن عن مقتل أكثر من 176 مقاتلا ومدنيا، حسبما أفاد سكان ووسائل إعلام، مؤكدين أن أمس الأول كان الأكثر دموية منذ انطلاق الحملة أواخر مارس الماضي.

وأكدت منظمة أطباء بلا حدود أن المنشآت الطبية استقبلت مئات الجرحى الذين سقطوا في الغارات الجوية والقصف البري في أجزاء مختلفة من اليمن.

غموض

في غضون ذلك، لف الغموض مصير الهدنة الإنسانية التي يسعى مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، إلى إبرامها بين حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي والميليشيات الحوثية.

وواصل ولد الشيخ الموجود في صنعاء مباحثاته مع عناصر الحركة الحوثية من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار، وسط أنباء عن تعنتهم في قبول مقترحاته.

وتطالب الحكومة اليمنية الموجودة في الرياض بتوفير ضمانات دولية في حال إقرار الهدنة، أما الحوثيون فإن التذبذب في موقفهم إزاء الهدنة، يثير الشكوك حتى لو دخلت حيز التنفيذ، خاصة بعد خرقهم الهدنة الأولى.

تفاصيل

في هذه الأثناء، كشف مسؤول دولي رفيع، أن الأطراف اليمنية وقوى التحالف، اتفقت "من حيث المبدأ" على وقف شامل لإطلاق النار، مدة خمسة أيام قابلة للتمديد، حتى عيد الفطر أو بعده، متوقعا إنجاز التفاصيل خلال الـ "48" ساعة المقبلة.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة سبوتنيك، الروسية، أن "المفاوضات لا تزال جارية، وأن المبعوث ولد الشيخ تمكن من الحصول على تعهدات واضحة من الأطراف اليمنية، خصوصا من الرئيس هادي وزعماء الحوثيين وأنصار الرئيس السابق على عبد الله صالح، تتضمن الإعلان من حيث المبدأ عن هدنة إنسانية مدتها الأولى خمسة أيام ولكنها قابلة للتمديد".

وأشار إلى الجولات المكوكية التي يقوم بها ولد الشيخ بين الرياض وصنعاء، قائلا إن المبعوث الدولي "يجري محادثات تتعلق بالتفاصيل الفنية والعملاتية مركزا على عدم تكرار الأخطاء التي لم تسمح بتمديد الهدنة الإنسانية السابقة والتي تخللتها خروقات واتهامات متبادلة"، مضيفا أن "المساعي التي تبذل تهدف إلى عدم تكرار تلك الأخطاء، وتتعلق مثلا بأماكن تواجد القوات المتقاتلة والضمانات التي يمكن أن تقدم إلى الفرقاء المعنيين، وآليات مراقبة وقف النار والتحقق من الجهات التي ترتكب انتهاكات".

وتابع: "آمل في إعلان الاتفاق الثلاثاء أو الأربعاء، وأن يلتزم به الجميع بما يكفل رفع معاناة الشعب اليمني الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا، وبما يضمن تمديده إلى عيد الفطر وربما إلى ما بعده كي تتوافر الأجواء المناسبة لإعادة إطلاق العملية السياسية".

معارك وقصف

في موازاة ذلك، احتدمت المعارك العنيفة في مختلف الجبهات في اليمن بين المقاومة الشعبية الموالية للشرعية والميليشيات المتمردة التي تتعرض لغارات مركزة من طائرات التحالف في عدن ومأرب ولحج.

وبالتزامن مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية في اليمن بعد تكثيف طائرات التحالف غاراتها على مواقع المتمردين، زار هادي مركز عمليات الدفاع الوطني بوزارة الدفاع السعودية للاطلاع المباشر على خطط سير العمليات الحربية، مشيدا بالدور الذي تقوم به المملكة ودول التحالف لمساندة اليمن وشرعيته الدستورية واستعادتها من القوى الانقلابية.

وفي سياق متصل، شن طيران التحالف غارة على مقر المكتب السياسي للحوثيين في صنعاء، ويأتي قصف التحالف للمقر السياسي للحركة المتمردة، بعد يوم واحد من قصف المقر الرئيسي لحزب الرئيس السابق في حي حدة بالعاصمة.

في المقابل، قصفت الميليشيات الحوثية وقوات صالح ميناء الزيت في البريقة بعدن بقذائف الكاتيوشا، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من مرافقه، وهو الموقع الوحيد الذي لا يزال تحت سيطرة المقاومة الشعبية والرئة التي تتنفس بها المدينة.

على صعيد مواز، تمكنت قوات المقاومة الشعبية من إحباط محاولات تقدم للحوثيين بغرب وجنوب مدينة مأرب شرق اليمن.

كما اندلعت ‏‏اشتباكات بين المقاومة الشعبية ومسلحي الحوثي في قريتي لكمة صلاح والشوتري جنوب منطقة سناح شمال مدينة الضالع جنوبي اليمن.

انتشار الأوبئة

على صعيد آخر، تغص مستشفيات عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، بالمئات من المرضى بانتظار الموت في ظل نقص حاد بالمستلزمات الطبية والأدوية. وفي الطابق الرابع من مستشفى الصداقة الحكومي، يرقد عشرات المصابين بحمى الضنك المنتشرة؛ إذ بلغ عدد الإصابات أكثر من خمسة آلاف، بينما تجاوزت الوفيات 300 حالة منذ أبريل الماضي.

وتنتشر الأوبئة وحمى الضنك والملاريا والطاعون والتيفوئيد نظرا لتدهور معايير النظافة بسبب المعارك العنيفة بين المتمردين وحلفائهم، والمقاومة الشعبية في العاصمة السابقة لليمن الجنوبي.

(الرياض، عدن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)