صلاة المسجد الكبير
احتضن مسجد الدولة الكبير المصلين من السنّة والشيعة معا لصلاة الجمعة، وبحضور صاحب السمو حفظه الله، موجهين معا رسالة وطنية فاعلة عكست تماسك الجبهة الداخلية وحمايتها من الاستقطاب والضعف.
• حادث مؤلم تعرضت له الكويت في الجمعة السوداء الحزينة، إذ امتدت يد الإرهاب لتتغلغل في بيوت الله راغبة في دق إسفين بين الطوائف، ولم تعلم أننا ازددنا كعادتنا قوة والتحاما، متأثرين بوجود سمو الأمير في مكان الحادث خلال دقائق، متجاوزا الهاجس الأمني، وبقلب اعتصر ألماً تجاه أبنائه من الجرحى والشهداء، وبعد أيام احتضن مسجد الدولة الكبير المصلين من السنّة والشيعة معا لصلاة الجمعة، وبحضور صاحب السمو حفظه الله، موجهين معا رسالة وطنية فاعلة عكست تماسك الجبهة الداخلية وحمايتها من الاستقطاب والضعف. • بدأنا بالمعاناة من ارتداد آثار الربيع العربي وبشكل عكسي سيئ وعابر للحدود، متغلغل في دول مجلس التعاون الخليجي، راغبا في إثارة زوابع طائفية عنيفة، والأسباب في اعتقادي تعود إلى ظروف دول الربيع العربي، وانهيار مقومات الدولة، وغياب المؤسسات الأمنية والتعليمية، وشعور المواطن بتلك الدول بغياب احتياجاته الأساسية وحقه في العيش الكريم، وإن لم يتخذ المجتمع الدولي قراراً سريعا فستتحول تلك الدول إلى مراكز لتصدير العنف والإرهاب، لنأخذ سورية على سبيل المثال أو اليمن، فتقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ القرار الفاعل والسريع سبب رئيسي في تحولهما وغيرهما من الدول إلى مصانع للشبكات الإرهابية بدأت باستغلال المناطق الحدودية الضعيفة للدخول للدول المجاورة، مثيرة الرعب بسبب انتشار الأسلحة بحوزة المواطن العادي، وغياب الأمن، واندفاع الدول الكبرى لتسليح الدول العربية عشوائيا دون دراسة أو شروط.• عندما تعرضت أوروبا لموجات الربيع بعد انتهاء الحرب الباردة عانت أو بالأحرى انتعشت مع هبوب رياح التغيير باتجاه شرق أوروبا ودول الاتحاد السوفياتي السابق بعد تفككه، بل انتقلت أيضا إلى دول أميركا الجنوبية، فتأثرت برياح التغيير النظم الاقتصادية في تلك الدول والأنظمة البرلمانية أيضا، فما كان من الدول الكبرى إلا أن تتسابق مجتهدة لضمان التغيير نحو الأفضل والالتحاق بالعالم المتطور، وحرصت المنظمات الدولية والشبكات الاقتصادية التي تضم الدول ذات الملاءة المالية على إنقاذ تلك الدول من التراجع إلى الخلف، ومن تحولها إلى دول فاشلة؛ لذا على المجتمع الدولي بذل المزيد من الجهود تجاه الدول العربية التي بدأت تتجه للفقر والفشل، وعلى مجلس التعاون الخليجي استكمال دوره في إنقاذ اليمن من التحول إلى بيئة خصبة مصدرة للإرهاب.• كلمة أخيرة: انتشرت مواقع العنف والإرهاب بوسائل التواصل التصويرية، مثيرة الاشمئزاز بمقاطع قطع الرؤوس، ومستخدمة "هاشتاق" مرتبطاً بالإسلام، وأصبحت بمتناول الأطفال والشباب وكل من لديه الهاتف المحمول، فهل دُق ناقوس الخطر "الإلكتروني" أم مازلنا نبحث في المناهج الورقية عن كلمات العنف؟! أفيقوا قبل فوات الأوان.