خاضت قوات الرئيس هادي قتالا عنيفاً أمس ضد المليشيات المتمردة في محافظة تعز، وأفاد وزير الداخلية الحذيفي بأن 75% من تعز تحت سيطرة المقاومة، بينما تصدت القوات السعودية لمحاولة تسلل حوثية عبر معبر الطوال البري، ودمرت منصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات.

Ad

بعد إعلانها السيطرة على 3 محافظات جنوبية، كثّفت المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عملياتها ضد الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح على جبهات محافظة تعز، ونقلت قناة «العربية» عن وزير الداخلية اليمني اللواء الركن عبده الحذيفي، قوله إن «75 في المئة من تعز باتت تحت سيطرة المقاومة».

ودارت اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة من جهة، وبين الميليشيات المتمردة من جهة ثانية في شارع الأربعين وشمال حي عصيفرة وجبل الوحش شمال شرق تعز.

وشن طيران تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية، فجر أمس، غارات مكثفة على مواقع الحوثيين في منطقة الضباب جنوب غربي تعز وسط البلاد، وسمع دوي انفجارات عنيفة.

وذكرت وكالة «الأناضول» أن الطيران شن ثلاث غارات على موقع العروس الإستراتيجي في قمة جبل صبر، الذي يسيطر عليه الحوثيون ويضم معسكرا للدفاع الجوي.

من جانب آخر، قتل 5 وأصيب 11 آخرين من الحوثيين وقوات صالح في كمين للمقاومة استهدف 3 عربات قرب أحد المصانع بتعز.

في المقابل، استهدفت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح منازل المدنيين في عدد من الأحياء السكنية بمدينة تعز عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه بقصف عشوائي عنيف.

وتأتي هذه التطورات، عقب إعلان الناطق الرسمي باسم المقاومة علي الأحمدي أن المقاومة بسطت سيطرتها على كل محافظة لحج جنوبي البلاد لتصبح ثالث محافظة تستعيدها المقاومة من الحوثيين، بعد محافظتي عدن والضالع.

وأضاف الأحمدي، في بيان، أنه تم تمشيط الجيوب المتبقية للحوثيين في قاعدة «العند» وحوطة لحج.

تصدّ سعودي

في غضون ذلك، تواصلت المواجهات بين القوات السعودية والحوثيين على الشريط الحدودي بين المملكة واليمن.

وأفاد مراسل «العربية» على الحدود بأن 5 طائرات أباتشي سعودية استهدفت تجمعات للمتمردين بقصف مكثف، ودمرت 4 آليات عسكرية وعدة نقاط تجمع قرب المنطقة المحظورة قبالة جازان.

كما ساند طيران التحالف ضرب محاولة المتمردين تشكيل مراكز متعددة لشن هجمات، بقصف دمر منصات إطلاق صواريخ مضادة للطائرات نصبها المتمردون قبالة محافظة الطوال.

وذكر المراسل أن الميليشيات سعت للتسلل إلى السعودية في مجموعات صغيرة، عبر منفذ حرض اليمني الحدودي، وقامت القوات السعودية باستهداف مجاميع المتمردين من خلال مدفعية الدبابات والراجمات ووحدات المشاة.

تحالف شيطاني

من جهة أخرى، وصف نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء خالد بحاح، العلاقة بين المتمردين الحوثيين وميليشيات صالح بأنها «علاقة شيطانية وليست سياسية»، وذلك في مقابلة مع «سكاي نيوز عربية»، مساء أمس الأول.

وقال بحاح إن الحكومة «تنظر إلى الميليشيات الحوثية على أنها جماعة لا تقل صفة عن داعش أو القاعدة». وأضاف: «كلها جهات متطرفة، وتشكيلها حكومات يأتي في إطار المرفوض وطنيا ودوليا».

وشدد رئيس الوزراء على أن الصفة السياسية لصالح «انتهت بالمطلق، ولم تعد له أي حصانة من الملاحقة».

تراجع حوثي

وفي مؤشر على حجم التراجع الذي تعانيه الميليشيات الحوثية ميدانياً، اعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة «أنصار الله» الحوثية علي القحوم أن العاصمة صنعاء خط أحمر لن يصل إليه أي عنصر من المقاومة المدعومة بقوات التحالف.

وقال إن الشعب اليمني لن يقبل بوصول «القاعدة» إلى صنعاء، وسيستمر بالتعبئة للخيار الاستراتيجي لمواجهة ما أسماه «العدوان السعودي والحرب التي أكلت الأخضر واليابس». وتابع «على الجميع التحرك لوضع حد لوقف هذا العدوان».

مساعدات

على الصعيد الإنساني، طالبت حكومة هادي جميع سفن الإغاثة الحاملة للمساعدات الإنسانية بالرسو في ميناء عدن، بدلا من ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المتمردين.

ووصلت أمس طائرات إغاثية سعودية وسودانية إلى مطار عدن، بينما أعلنت المفوضية الأوروبية عزمها تقديم مساعدات جديدة للشعب اليمني بقيمة 12 مليون يورو.

دعوة جديدة

في موازاة ذلك، جدد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساء أمس الأول، دعوته لوقف إطلاق النار على الفور، وفقا لخطة تتضمن انسحاب الحوثيين من المدن الرئيسة، لتفسح المجال أمام عودة الحكومة من الخارج.

(الرياض، عدن - أ ف ب، رويترز، د ب أ)