افتتح وزير الثقافة المصري حلمي النمنم متحف المنصورة القومي بعد تطويره، واستعادة دوره التنويري، وتوثيق تاريخ البطولات ومقاومة الغزاة، وفي القاهرة أقيمت معارض تشكيلية عدة، بحضور لفيف من النقاد ومحبي الفنون الجميلة.

Ad

لفت رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية د. حمدي أبو المعاطي، أن متحف {المنصورة القومي} أحد الصروح المتحفية المهمة التابعة لوزارة الثقافة المصرية، ويُخلد صفحة مضيئة من صفحات كفاح وبطولات الشعب المصري وانتصاراته العسكرية ضد كل معتدٍ وغازٍ لأرضه.

أكد أبو المعاطي أن تطوير المتحف، تضمن نظم ووحدات حديثة للإضاءة والتأمين والعرض وترميم الحوائط والأرضيات، وتحديث المرافق الخدمية بالكامل، ومطابقتها لتقنيات كبرى المتاحف حول العالم، ليصبح نافذة ثقافية وفنية، ويفتح أبوابه للزائرين من كل الأعمار.

ينهض المتحف برسالة تنويرية، وتنفيذ خطة ثقافية لندوات وفعاليات مختلفة، والتواصل مع مؤسسات وفنانين، وطلاب كليات الفنون الجميلة، وتعريف الأجيال بالدور الوطني لأهالي المنصورة في صد الغزاة، وتقديم عرض بانورامي لحقب تاريخية فائتة.

يُذكر أن متحف المنصورة القومي، يُطلق على دار ابن لقمان والمتحف الملحق بها، ويقع في منتصف مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، ويتكون من {الدار القديمة} التي أسر فيها لويس التاسع وقت الحملة الصليبية السابعة، و{المتحف} بما يحوي من مقتنيات فنية توثق الأحداث التاريخية، ويبلغ عددها 45 عملاً فنياً، لكبار الفنانين، بجانب قاعتين للعروض الفنية المتغيرة.

في سياق متصل، افتتح د. حمدي أبو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، معرض {أكتوبر بعيون فنية} بقاعة محسن شعلان {أبعاد} بمتحف الفن المصري الحديث بساحة الأوبرا بالقاهرة، وضم مجموعة من مقتنيات المتحف لنخبة من الرواد.

استعاد {أكتوبر بعيون فنية} أعمال فنانين عاصروا هذا الحدث التاريخي، منهم حامد ندا، ويوسف سيده، وكامل مصطفى، وحامد عويس، وحسن محمد حسن، ومحمد رشدي المنير، وحلمي فرج الله، وكمال أمين، وسمير الجندي، ومنصور فرج، وأحمد الجنايني.

أشاد الحضور بأيقونات الرواد، واستلهامهم للحدث التاريخي، وتناغم الرؤى بين خصائص الحياة المصرية والتعبير الموحي بتلقائية، مثل لوحة الفنان يوسف سيده، ومقاربتها للرسوم الجدارية في التراث الشعبي، وتناغمها مع تقنيات الخط العربي.

أعقبت الافتتاح ندوة {بطل الجزيرة الخضراء}، وتحدث خلالها العميد مجدي بشارة أحد أبطال القوات الجوية بحرب أكتوبر، وأدار حوارها مديرة المتحف د. ضحى أحمد ود. سمر يسري مسؤول النشاط الثقافي بالمتحف.

بداية ونهاية

من جهة أخرى، استضاف مركز الجزيرة للفنون بالقاهرة، ثلاثة معارض تشكيلية، وعرض الفنان د. حمدي عبد الله {تصوير} بقاعتي {أحمد صبري وراغب عياد} نحو 250 عملاً فنياً في معرض استيعادي بعنوان {الإنسان داخل الإطار.. بداية ونهاية}، ويجسد مراحل متنوعة من مسيرته الفنية منذ عام 1970 وحتى الآن.

كذلك قدم الفنان تامر سيد {تصوير} بقاعة {الحسين فوزي} والفنان د. زهيرمصطفى النحاس (تصوير) بقاعة {كمال خليفة} مجموعة منتخبة من أحدث أعمالهما الفنية، وتراوحت بين الأصالة والتجريب، واستلهام خصائص البيئة المصرية، كذلك افتتح د. حمدي أبو المعاطي رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، معرض {هنا القاهرة 2} للفنان عادل ثابت، بقاعة الباب - سليم بساحة متحف الفن المصري الحديث بالأوبرا، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد. ضم المعرض نحو 40 لوحة جديدة للفنان، وحملت طابعه الفني المتميز في التعبير عن روح وأصالة المجتمع المصري بشخوصه ورموزه وعاداته ومعتقداته، والمرتبطة بثقافة مواطنيه الشعبية والمتوارثة.

تضمن {القاهرة 2} إشارات عدة لطقوس الحياة المصرية، ومنها لوحات {العروسان}و{بائع الفول} و{سبوع الطفل}، واستحضار ملامح الذاكرة الوجدانية في لوحة {كوكب الشرق}، والاحتفاليات والموروثات  الشعبية، والاحتفاء بخصوصية المكان وجمالياته المتفردة.

طقوس محلية

في إطار التعاون الفني بين {غاليري مصر ومشربية} بالقاهرة، افتتح معرض {آخر الطقوس المحلية} للفنان صلاح المُر، وضم مجموعة من أحدث لوحاته، بحضور كوكبة من أبرز الشخصيات الفنية والأدبية والديبلوماسية والإعلامية.

من جهته لفت محمد طلعت مدير غاليري مصر، أن الفنان صلاح المر يتمتع بحضور متفرد في  الساحة التشكيلية العربية، ويأتي دائماً بقوالب متمردة على السائد، وجسارة التجريب  في جدل العناصر المكونة للوحاته، ويطرح  أفكاره في صياغات تشكيلية خارج الإطار التقليدي الرتيب.

أشار طلعت إلى ثراء تجربة المر، ومخزونه البصري والفكري والثقافي، وتفاعله الدائم بالثقافة الأوروبية، مما شكل معيناً لا ينضب من الموضوعات والقضايا، وتميز تجربته الإبداعية بأصالة طابعها الإفريقي، وطرح تقنيات متفردة، جعلته من أهم الأسماء حالياً في الحركة التشكيلية العربية.

يذكر أن الفنان صلاح المُر من مواليد السودان عام 1961م، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالخرطوم، وهو غرافيكي ومصوِّر أقام العديد من المعارض الخاصة داخل بلده وخارجها في الكثير من العواصم العربية والأوروبية، كما شارك برسوماته في كثير من التظاهرات الفنية الجماعية وفي عدد من كتب الأطفال.