في تصعيد خطير من قبل المتمردين الحوثيين، قبل يوم من انطلاق مؤتمر "جنيف 2" للسلام، قتل أرفع قائدين للقوات السعودية والاماراتية، المنضوية ضمن التحالف العربي في اليمن فجر أمس.

Ad

ونعت قوات التحالف المشتركة، في بيان، قائد القوات الخاصة السعودية، العقيد الركن عبدالله السهيان، والضابط الإماراتي سلطان الكتبي، اللذين "استشهدا أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز" بجنوب غرب اليمن.

وفي حين لم تحدد قوات التحالف ظروف مقتل الضابطين، أفادت مصادر عسكرية يمنية، بأنهما قضيا في سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة تعز، حيث تدور معارك منذ أسابيع.

وقال الحوثيون إنهم أطلقوا صاروخاً بالستياً من طراز "توشكا" على تجمع لقوات التحالف في معسكر شعب الجن بمنطقة ذو باب قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي غربي اليمن.

وأضافوا أن الصاروخ قتل قرابة 80 جنديا وضابطا من القوات السعودية والاماراتية الموجودة في المكان، كما تم تدمير عدد من آلياتهم العسكرية، لكن مصدرا عسكريا في غرفة عمليات التحالف ومصدرا آخر في المقاومة الشعبية الموجودة في منطقة باب المندب أكدا مقتل الضابطين السعودي والإماراتي وجنديين من القوات اليمنية، بالإضافة إلى تدمير عدد من العربات المدرعة.

كما ذكرت قناة "المسيرة"، أن صاروخاً روسياً تم تطويره محليا من طراز "قاهر 1"، تم اطلاقه فجر أمس على مطار جيزان السعودي، وقالت إنه أصاب هدفه.

وجاء مقتل السهيان، بعد يوم من تكريم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي له في مقر اقامته بعدن.

ضغط تفاوضي

واعتبر مراقبون، أن تكثيف الميليشيات المتمردة هجماتها الصاروخية قبل يوم واحد من انطلاق مفاوضات جنيف، التي ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف اليمنية، يهدف إلى تعزيز موقفهم التفاوضي، وإثبات أنهم لا يزالون يمتلكون القدرة على مهاجمة قوات التحالف والأراضي السعودية، للضغط على التحالف، بغية الحصول على تنازلات من حكومة الرئيس هادي.

هدنة وتفاوض

إلى ذلك، يدخل اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين ـ الثلاثاء، قبل ساعات من بدء مفاوضات "جنيف 2"، التي تأتي وسط جو من انعدام الثقة بين طرفي النزاع اليمني.

ونقلت وكالة أنباء "سبأ" عن رئيس هيئة الأركان العامة لقوات هادي اللواء ركن محمد المقدشي، قوله "سنلتزم بالتوجيهات (لوقف اطلاق النار)، مع أن التجربة علمتنا ان الميليشيا الانقلابية ليس لها أمان، ولا تلتزم بعهد ولا هدنة".

وتستضيف سويسرا، بدءا من اليوم، برعاية الامم المتحدة، مباحثات سلام بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم من جهة، والحكومة اليمنية المدعوم من التحالف، سعيا للتوصل إلى حل للنزاع الدامي، الذي أودى بحياة ستة آلاف شخص منذ أشهر.

وفشلت محاولتان سابقتان للأمم المتحدة في جمع طرفي النزاع في الاشهر الماضية، كما لم يتم احترام اكثر من اعلان لوقف اطلاق النار، ولا سيما في مايو ويوليو.

معارك متفرقة

وقبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ، أفادت مصادر يمنية بمقتل 71 من المتمردين في غارات للتحالف ومواجهات عنيفة بعدة محافظات يمنية، أبرزها تعز والضالع ومأرب.

واندلعت مواجهات عنيفة بين القوات الموالية للشرعية والمتمردين في محيط دار القبة بمديرية المسراخ جنوب مدينة تعز، إثر هجوم لقوات الجيش والمقاومة على تمركز للحوثيين وقوات صالح.

وأسفرت اشتباكات تعز، التي تزامنت مع غارات لطيران التحالف بقيادة السعودية، عن مقتل 35 متمرداً.

وعلى جبهة مأرب، واصلت القوات الموالية للشرعية بدعم من قوات التحالف البرية تطهير ما تبقى من جيوب الانقلابيين في مديرية صرواح مركز المحافظة الغنية بالنفط.

وأفاد مصدر بالمقاومة، بأن المقاتلين وصلوا إلى مشارف مطار صرواح وحاصروه، وسيطروا على سلسلة جبال اتياس، وتم تطهيرها ودحر الانقلابيين منها.

خسائر حدودية

في السياق، ذكرت قناة "الإخبارية" السعودية، أن عدد خسائر ميليشيات الحوثيين وقوات صالح، في معركة مركز "المغيالة" بقطاع الحرث بجازان، ارتفع إلى 100 قتيل، و122 جريحاً، إلى جانب تدمير عربتين للمتمردين.

وكانت القوات المشتركة دحرت خلال اليومين الماضيين هجوماً استهدف المركز، حيث نتج عن الاشتباك الذي استخدمت فيه الميليشيات أسلحة مباشرة وغير مباشرة، منها صواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، إلى جانب مشاركة المدفعية مقتل 62 متمرداً.

من جانب آخر، استقدم الجيش السعودي المزيد من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة الحدودية، بعد تصديه لما وصف بـ "ثالث أكبر هجوم" للمليشيات الحوثية على حدود المملكة في الأيام الثلاثة الماضية.

(الرياض، عدن - أ ف ب، د ب أ، رويترز)