تحديث | اوباما والبابا فرنسيس يبديان توافقا حول قضايا المناخ والمهمشين

نشر في 23-09-2015 | 18:02
آخر تحديث 23-09-2015 | 18:02
No Image Caption
تحديث

ابدى الرئيس الاميركي باراك اوباما والبابا فرنسيس الاربعاء في البيت الابيض توافقا في وجهات النظر حول مختلف القضايا من المناخ والدبلوماسية وصولا الى ضرورة مساعدة ملايين المهمشين في مختلف انحاء العالم.

وقال البابا خلال حفل استقباله في البيت الابيض "كابن عائلة مهاجرة، انا مسرور بان اكون ضيفا في هذا البلد الذي بني في القسم الاكبر منه بايدي عائلات مماثلة".

وشدد البابا على ضرورة مكافحة ظاهرة التغير المناخي.

وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية "نظرا لهذه المسالة الملحة، يبدو واضحا لي أن التغيرات المناخية مشكلة لا يمكن تركها لأجيال المستقبل" مضيفا "إننا نعيش مرحلة حرجة من التاريخ".

وطالب البابا بتغيير قائلا "لا يزال أمامنا الوقت الكافي لإحداث التغيرات المطلوبة من أجل تحقيق تنمية مستدامة ومتكاملة" يشمل ملايين المهمشين في العالم.

واوضح "إن هذا التغيير يتطلب منا إقرارا جديا ومسؤولا ليس فقط بنوع العالم الذي نتركه لأطفالنا، بل أيضا بملايين الأشخاص الذين يعيشون في ظل نظام قام بتهميشهم".

وفي ختام هذا الحفل الذي دعي اليه اكثر من عشرة الاف شخص، توجه البابا واوباما الى المكتب البيضاوي لعقد لقائهما الثنائي الثاني بعد الاول الذي عقد في ربيع 2014 في الفاتيكان.

من جهته اشاد الرئيس الاميركي برسالة الامل التي يحملها البابا.

وقال اوباما "ان حجم وروحية لقاء اليوم هما مجرد انعكاس بسيط لتفاني حوالى 70 مليون كاثوليكي اميركي .. وللطريقة التي الهمت فيها رسالتك للحب والامل الكثير من الاشخاص عبر امتنا وفي مختلف انحاء العالم".

ومن جانب اخر، اثنى اوباما على الدور "الثمين" الذي اضطلع به البابا فرنسيس في تحقيق التقارب بين الولايات المتحدة وكوبا بعد نصف قرن من التوتر الناتج من الحرب الباردة.

وقال اوباما "نحن ممتنون لدعمكم الثمين لبدايتنا الجديدة مع الشعب الكوبي والتي تحمل وعدا بعلاقات افضل بين بلدينا".

وكان الرئيس الاميركي اعلن في تموز/يوليو عن اعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا بعد حوالى نصف قرن من عزلة النظام الشيوعي.

واشاد الرئيس الاميركي الاربعاء بقوة بالدعوة التي اطلقها البابا من اجل العمل والوحدة لمكافحة ظاهرة التغير المناخي.

--------------------------------------

يستقبل باراك أوباما الأربعاء للمرة الأولى في البيت الأبيض البابا فرنسيس الذي يجسد سلطة معنوية لكنه حليف سياسي كبير للرئيس الأميركي الرابع والأربعين.

ويعوّل أوباما الذي لا يخفي اعجابه بالبابا فرنسيس وأشاد بوضوح رؤيته وتواضعه، على دعمه في مسألتين أساسيتين قبل أقل من 500 يوم من انتهاء ولايته، وهما التقارب مع كوبا ومكافحة التغير المناخي.

ولم تعد العاصمة الفيدرالية الأميركية المنهمكة منذ أشهر بالمناورات السياسية تمهيداً للانتخابات الرئاسية في 2016، تركز أنظارها في هذه الأيام إلا على هذا البابا المعروف بآرائه المميزة والذي يبدأ زيارة إلى الولايات المتحدة تستمر ستة أيام.

وينتظر مشاركة جمهور كبير -- حوالي 15 ألف مدعو في حدائق البيت الأبيض - في استقبال "الرجل الأكثر شعبية في العالم اليوم"، كما يقول نائب الرئيس جو بايدن.

وسيتحدث الرئيس الأميركي والحبر الأعظم على التوالي بعد الاستماع إلى نشيدي الفاتيكان والولايات المتحدة، ثم يجتمعان في المكتب البيضاوي في ثاني لقاء منفرد بينهما، بعد اللقاء الأول في ربيع 2014 في الفاتيكان.

وهذه ثالث زيارة فقط لأحد البابوات إلى البيت الأبيض، فقد استقبل جيمي كارتر يوحنا بولس الثاني في 1979 وجورج دبليو. بوش بنديكتوس السادس عشر في 2008.

والأمر النادر أن أوباما البروتستانتي، استقبل شخصياً الثلاثاء على مدرج قاعدة اندروز، هذا البابا الأرجنتيني الذي يطأ للمرة الأولى في حياته الأراضي الأميركية.

ويؤكد البيت الأبيض أن هذه الزيارة لا تنطوي على أي أبعاد سياسية، وقال جوش ارنست المتحدث باسم أوباما، أن "الهدف من هذه الزيارة هو الافساح في المجال أمام الرجلين لتبادل الرأي حول قيمهما المشتركة".

وأضاف "ستتاح الفرصة للتحدث في الشؤون السياسية، في الأيام الـ 364 الأخرى من السنة".

وتحصل هذه الزيارة في وقت صعب على الصعيد السياسي.

فعندما سيتحدث الخميس أمام الكونغرس في خطوة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، سيلقي أول بابا أرجنتيني في التاريخ خطاباً مؤثراً يدافع فيه عن التقارب بين واشنطن وهافانا ويدعو إلى التزام حازم على مكافحة التغير المناخي، وهما موضوعان لا يتساهل في شأنهما عدد من الخصوم الجمهوريين لأوباما.

وقد تسببت المواقف المنفتحة للحبر الأعظم بعداوات حادة جداً لدى المحافظين وفي الأوساط الاقتصادية الليبرالية.

فمجرد وصوله من كوبا حيث تجنب توجيه الانتقاد إلى الرئيس راؤول كاسترو، أجج غضب الذين يعتبرون أن هذا البابا ماركسي مموه أو منحرف عن الايمان الكاثوليكي عبر اتخاذه مواقف متساهلة جداً على صعيد العقيدة.

وفي الطائرة التي نقلته إلى واشنطن، وعد البابا بألا "يتطرق" في الكونغرس إلى المسألة الحساسة المتعلقة برفع الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة على جزيرة كوبا الشيوعية، وقال أن "رغبة الكرسي الرسولي هو التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين".

ويطالب البيت الأبيض برفع الحصار، لكن معظم النواب الجمهوريين يعارضونه.

ومن المواضيع التي ستحتل حيزاً كبيراً في خطابه انتقاد ديكتاتورية التكنولوجيا والمال والتشهير بمسؤولية بائعي الأسلحة والقوى العظمى في "الحرب العالمية الثالثة المجزأة" التي يدأب على التنديد بها.

وفي الأيام التي ستلي زيارته إلى البيت الأبيض، سيلتقي البابا مهاجرين ومشردين ومسجونين.

وسيترأس أيضاً في نيويورك احتفالاً يشارك رجال دين من مختلف الأديان في موقع مركز التجارة العالمي، للتنديد بالإرهاب وتأكيد الاحترام بين الأديان.

وسيشيد خلال احتفال آخر في فيلادلفيا مع الأميركيين من بلدان أميركا اللاتينية، بالقيم المؤسسة لأميركا مثل الحرية الدينية.

وسيرأس في فيلادلفيا السبت والأحد اختتام اللقاء العالمي للعائلات الكاثوليكية الذي من المتوقع أن يحضره مليون ونصف مليون شخص، وسط تدابير أمنية مشددة أيضاً.

وخلال لقائه مع البابا في الفاتيكان، قال باراك أوباما إنه تأثر بـ "عطفه" على "الفقراء والمنبوذين والمنسيين".

وفي خطاب حول مكافحة الفقر ألقاه في ديسمبر 2013، استشهد بـ "فكرة" أطلقها الحبر الأعظم قبل أسابيع، وهذا أمر نادراً ما يحصل.

وقال البابا آنذاك "ليس ممكناً ألا يكون موت شخص مسن اضطر إلى العيش في الشارع وسط البرد خبراً، فيما يكون تراجع البورصة نقطتين واحداً من الأخبار".

back to top