جودة النص والإخراج والتمثيل

Ad

عبدالعزيز صفر

«يهمني في المقام الأول الفكرة، وهل هي مناسبة لمتابعتها، فثمة أفكار كثيرة لا تفيدني ولا تجذبني ولا تجعلني أندمج مع الموضوع حتى أنفذها»، يوضح المخرج المسرحي عبدالعزيز صفر، مشيراً إلى ميله إلى «الفكرة التي تحمل قضية تناسبني وطريقة كتابة النص بحرفية وتدرج وتسلسل جميل وفيها إسقاطات، وألا يتضمن حوارات سطحية».

يضيف: «الجمل الحوارية مهمة في جعل الناس يرتقون في طريقة الحديث أو الرد، لأنني أرفض الأعمال التي تقدم كلاماً رديئاً بلغة شوارعية، وتعمل على تخريب جيل الشباب. بعد اختيار الفكرة والنص، يتم تحديد الموازنة المناسبة لإنتاج العمل، والتحرك من خلالها لتحديد مواقع التصوير وانتقاء الممثلين والأزياء والديكورات». يتابع: «بالنسبة إلى المسرح، يكون المعيار الحقيقي بالطريقة نفسها وينبع من اختيار نص مناسب يحمل قضية ورسالة، وهما المحركان الأساسيان، فلا اعتمد على الاستعراض سواء في العروض الجماهيرية أو النوعية، لأن القصة هي المهمة مع الحبكة الدرامية والشخصيات، على غرار مسرحيتي «تاتانيا» و«دراما الشحاذين».

عصام الكاظمي

«ثمة معايير أساسية مهمة في اختيار العمل الجيّد»، يؤكد الفنان عصام الكاظمي وهي بالنسبة إليه: النص المكتوب ومضمونه، المخرج المتمكن ذو الرؤية الإبداعية الذي سيحوّل النص إلى صورة جمالية على شاشة التلفزيون».  يضيف: «ثمة نجوم يهتمون بشكل أساسي باختيار الجهة المنتجة والقنوات التي ستعرض المسلسل وموعد عرضه، وآخرون يهتمون بمعرفة الممثلين الآخرين الذين سيشاركون معهم في العمل نفسه. ومن وجهة نظري، المسلسل الجيد، نصاً وإخراجاً وتمثيلا، سيأخذ حظه بالمتابعة والاهتمام حتى لو عرض في قنوات أو أوقات بعيدة عن الجماهيرية».

شايع الشايع

«الأساس هو الورق في أي عمل درامي»، يؤكد المخرج شايع الشايع، عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي للفنون المسرحية، لافتاً إلى ان اختيار النص يشكِّل البداية في أي عمل. والمخرج برؤيته وبعد نظره، ينقل الحالة من الورق إلى المشهد البصري. يضيف: «في المرحلة التالية، يتمّ اختيار الأشخاص المناسبين لتجسيد شخصيات النص بعيداً عن المحاباة والمجاملات والشللية، لينجح هذا العمل ويصل إلى الناس بشكل مطلوب وفقاً لرؤية المخرج ورسالة المؤلف وهدفه». يتابع: «أي نجم سيعثر على ورق مناسب، من خلال تمتعه بثقافة عالية وبعد نظر واستبصار وإلمام بمعايير الدراما ومعرفة ماذا تعني الشخصية الدرامية أو الحبكة الدرامية، أنا على ثقة في أنه سيختار الشخصيات المناسبة ويقوم بأمر مفيد، ويقدم النص الصحيح والعمل الجيد من خلال معايير درامية لا لبس فيها، فهي تبداً أولاً من الورق، ثم اختيار المخرج، وبعدها انتقاء الممثلين، ولاحقاً موقع العرض الذي يناسب ما يسمى السينوغرافيا لنقل الحالة بشكلها الصحي والسليم... إذاً أنت قد نجحت».

أحمد إيراج

«كلما ازدادت خبرتك، فإن معايير اختيار العمل الجيد، تتغير وتتشكل معك»، يلفت الفنان أحمد إيراج مشيراً إلى أهمية تمتّع النجم بذكاء ومرونة، وألا يجعل معاييره ثابتة، «فلكل زمان قوانينه ولعبة مختلفة».

يضيف: «بدأت مشواري مع التمثيل في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وكان في تلك الفترة تغير كبير في المعايير. اليوم، وسط الزحمة الإنتاجية، يجب أن تكون حاضراً قدر الإمكان حتى وإن لم تكن الأدوار بمستوى الطموح، أي أنك ستختار أفضل السيئ مثلاً من أصل سبعة نصوص، كي تتواصل مع الجمهور، لأن غياب الفنان خطر جداً ومؤثر».

يتابع: «لا أغيب عن الموسمين التلفزيوني والمسرحي، لا يعني ذلك أن نفرط في الأدوات، فنحن نعيش في ظل نوعية أدوار يفرضها المنتج الذكي، وهي سبب انتشار العمل كي يصل إلى الجمهور من خلال قناة تلفزيونية مهمة، مع وجود مخرج جيد ودور مناسب ومتميز، حتى وإن كان صغيراً سأقبله».

حول المعيار المادي يوضح: «يثبت البعض سعراً لا يغيره، وقد يكون السبب في أن تضيع عليه الفرص، والمطلوب مرونة في تحديد الأجر».

تميّز واختلاف

رندا الأسمر

{أنا دقيقة في خياراتي واعتمد معايير معينة لا أتنازل عنها}، توضح رندا الأسمر، لافتة إلى أنها تختار الدور انطلاقاً من رأيها الشخصي فيه بل من قدرة الشخصية على إثارة تفاعل الجمهور معها، وترك انطباع في ذاكرته وإحساسه، فضلا عن مدى استعدادها أساساً لعيشها.

حول اختيارها دور {كريمة} في مسلسل {ياسمينة} تضيف: {قبولي بهذا الدور الشرير الذي لن يحبّه الجمهور، طبعاً، جرأة بحدّ ذاتها، لكنه جذبني للمشاركة في المسلسل، كونه يحرّك القصّة ويحوّر الحوادث ويعقّد لقاء الأب بابنته ياسمينة}.

حول أهم المعايير التي تعتمدها في خياراتها تتابع: {أنظر الى النصّ أولا ومن ثم إلى الدور فهوية المخرج وفريق العمل الذي لا يقل أهمية عن النصّ كونه محرّك المسلسل}.  وحول رأي الجمهور تشير: {في الماضي لم نكن نطلع على ردود فعل الجمهور لعدم توافر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أننا راهناً وبفضل {فيسبوك} وغيره من مواقع، أصبحنا على تماس مباشر مع الناس. رغم أنني لست من روّاد هذه الصفحات الإلكترونية باستمرار، فإنني نشرت صورة لشخصيتي في مسلسل {ياسمينة} فتلقيت سيلا من الرسائل الداعمة والمعبّرة عن الشوق لمشاهدتي مجدداً عبر الشاشة. لذا لا يُعتبر الغياب سيئاً إلى هذا الحدّ}.

سارة كنعان

{أعتمد معايير أساسية في اختيار أعمالي، في مقدمها البحث عن شخصيات صعبة ومرّكبة}، تؤكد سارة كنعان مشيرة إلى أنها تفضّل الأدوار الصعبة التي تحوي مشاهد تثير اهتمام الجمهور مثل شخصيتها في مسلسلي {اتهام} و}عشق النساء}.  تضيف: {في {عشق النساء} أديّت دور فتاة مصابة بداء السرطان، وبحكم دراستي الصيدلة والعلوم المخبرية احتكيّت بمرضى يتلقّون العلاج في المستشفيات، فضلاً عن أنني خبرت معاناة جدّي وأصدقاء لي مع هذا المرض، لذا كانت لي وجهة نظري الخاصة في هذا الإطار، كذلك تابعت مع المعالجة النفسية جوزفين غبريل ماهية المراحل النفسية التي يمرّ فيها المريض وانعكاسها على لغة جسده وتصرفاته}.  تتابع: {بالنسبة إلى شخصية {سهى} في {اتهام}، فمن تمرّ بهكذا تجربة تكون أمام خيارين، الانتقام أو السير بلا وعيٍ نحو الانتحار بسبب رفض الواقع. فاخترت أداء دور فتاة تعيش رافضة الواقع، فتكون ملامحها خالية من التعبير عن أي مشاعر}. حول التحضير المكثّف للشخصية توضح: {لا يصدّقني الجمهور إذا أطللت متبرجة وبكامل أناقتي، فيما أعاني مرضاً خبيثاً وأقف على شفير الموت، أو أن أستيقظ صباحاً ووجهي يزينه الماكياج. يجب أن تعكس تعابير الجسد الشخصية لتثير تعاطف الجمهور فيصدّقها}.

زينة مكي

 أختار كل ما هو جديد ومختلف، ورغم أنني جسّدت شخصيات بعيدة عن طريقة تفكيري ونمط حياتي، وهو أمر عذبني، فإنه يشكّل لذة أيضاً لأن هذه الشخصيات تحتاج إلى تمعّن ودراسة وتعمّق وتحليل}، توضح زينة مكي وتضيف: {أشعر كأنني خرجت من ذاتي لابتكار إنسان جديد يشبهني شكلاً لا مضموناً، فأتولى صقله مجدداً بتفاصيل حياته، أي في طريقة التحدث والمشي والتصرف}.

حول مكامن التحدي في مجال التمثيل تتابع: {ثمة تحديات كثيرة ومن بينها إثبات الذات، خصوصاً بعد وضع الممثل في قالب محدد نجح فيه، وعدم الإفساح في المجال أمامه لأداء أدوار متنوعة ضرورية في مسيرته. فضلا عن أن الممثل اللبناني يضطر مرغماً، أحياناً إلى القبول بأدوار لا تعجبه لأجل المردود المادي، مثلما يضطر إلى تصوير أعمال عدّة في الوقت عينه لأجل لقمة العيش من دون إعطاء كل دور حقّه. وهنا لا يمكن أن نلوم الممثل على أدائه بل المنتجين الذين لو دفعوا أجراً جيّداً كما يحصل في الخارج، لأعطى الممثل كل دور حقه}.

الحظ والقدر... عاملان مساعدان

تختلف معايير اختيار الممثل للمسلسل من مرحلة فنية إلى أخرى، برأي الفنانة نجلاء بدر معتبرة أن الخبرة تؤدي دوراً في نوعيه الخيارات، ووفقاً للمتاح والمعروض بالطبع. وتشير إلى أن طموح الفنان ورغبته في تحقيق أحلامه الفنية يساهمان في الخيارات، فضلا عن التدقيق فيها والتنويع للحفاظ على المكانة الفنية ومن دون تراجع.

بدورها، تؤكد الممثلة رانيا فريد شوقي أهمية الخبرة في تحديد معايير يضعها كل فنان لنفسه في اختيار أدوار تحقق طموحه الفني، {أهمها تميز النص  وتوافر شركة إنتاج تؤمن الإمكانات ليخرج العمل بصورة جيدة}.

تولي رانيا، كما تقول، أهمية للتنويع في أدوارها، ولا تغفل شرط المغامرة بتجسيد شخصيات تحلق بعيداً عن السائد والمتداول، لذا هي سعيدة بالنجاح الذي حققته، وتجتهد في الحفاظ على ما وصلت إليه.

جديد ومختلف

توضح الممثلة رانيا يوسف أنها فشلت في التخطيط لخطواتها الفنية، لذا تترك المسألة للنصيب والقدر، وتثق في أن الله سيرزقها أدواراً جيدة ويساعدها في اختيار جيد يحفظ لها مكانتها الفنية، مشيرة إلى أن معايير قبولها أي دور وحماستها له وللعمل ككل، تتعلق بأن يكون جديداً ويتوافر له نص جيد ومخرج يملك أدواته.

الشخصية المختلفة أحد أهم المعايير التي يحرص عليها الممثل حسن الرداد،  مشيراً إلى أنه كان محظوظاً منذ بداياته، لأنه صادف دوراً جيداً اختصر له مسافة طويلة، وفي خطواته التالية تعلّم التدقيق في الاختيار بوصفه معياراً يضمن النجاح ويساعد الفنان في الوصول إلى مكانة متميزة.

لا ينكر الرداد أهمية الحظ في مشوار الفنان، ويفرق بين التوكل على الله والتواكل عليه. من جانبه، يبذل أقصى جهد في التدقيق في الخيارات وتنويعها، وتحويل أي شخصية على الورق إلى لحم ودم، على أن يترك التوفيق في النهاية لله.

تشدد الممثلة أميرة العايدي، كما تقول، على أهمية الجودة في مفردات العمل، بدءاً من النص وانتهاء بدورها، مروراً بالتفاصيل كافة ومجمل فريق العمل، مشيرة إلى أن المساحة الخاصة بدورها لا تزعجها حتى لو كانت بضعة مشاهد، فالمهم لديها أن يكون الدور جديداً ومختلفاً ويساعدها في إبراز وجوه خافية في موهبتها، فضلا عن بحثها عن سيناريو جيد واختيار الأفضل من بين المعروض عليها.

الجودة في حدود المتاح معيار تحرص عليه العايدي، وهي على يقين بأن التوفيق في النهاية بيد الله سبحانه وتعالى.

الأفكار المختلفة والجديدة سواء في ما يتعلق بكلمات الأغاني، أو الألحان التي تتوافق مع الكلمات وتبهر المستمع، أهم المعايير التي تضعها المطربة غادة رجب لنفسها وتحرص على الالتزام بها دوماً، لذا حضورها ليس كثيفاً لاهتمامها بالتدقيق في الخيارات، وبما يتوافق ورغبتها في التغيير وتقديم كل جديد.

ترى أن لكل فنان معاييره الخاصة، {ربما لا يتمكن، دوماً، من الحفاظ عليها لأسباب خارجة عن إرادته، إلا أنه يجب ألا يتنازل كي يحققها لأنها الضمانة الوحيدة لبلوغ النجاح}.