أغاني الزمن الجميل تنتصر في برامج المواهب حنين إلى الماضي أم {تميمة} حظ؟

نشر في 22-10-2015
آخر تحديث 22-10-2015 | 00:01
المتابع للبرامج التلفزيونية الخاصة بمسابقات المواهب الشابة، خصوصاً الغنائية، يلاحظ أن المتسابقين لا يخوضون المنافسة عبر أغنيات حديثة، بل من خلال  تلك التي تعود إلى نجوم الزمن الجميل،  فهل خلود هذه الأعمال وراء حماسة المتسابقين لها، أم أنها {تميمة حظ} ساعدت على نجاح البعض في مواسم سابقة، فشجع ذلك  آخرين على تقديمها؟

في نسخته الماضية حسم برنامج   The Voice خياراته بين أربعة مشتركين  قدموا أغنيات الزمن الجميل، سواء مصرية أو من تراث الغناء العربي، وفي السياق نفسه، كان فوز السوري حازم شريف بلقب {أراب أيدول} بعد رحلة طويلة وشاقة، قدم خلالها أغاني قديمة سواء خليجية أو مصرية  أو من التراث  السوري.

أرشيف عظيم

 يوضح الملحن حلمي بكر أن لمصر أرشيفاً غنائياً عظيماً  منذ بداية القرن العشرين، وقاعدة عريضة من المبدعين، من سيد درويش إلى عبدالوهاب ومحمد فوزي، فضلا عن أم كلثوم وعبدالحليم حافظ...  هؤلاء صنعوا تراثاً خالدا لا يستطيع الجيل الحالي تكراره، لعظمة أدوارهم وتفانيهم في الأعمال التي قُدمت، خصوصاً  مع وجود جيل من العظماء على غرار: الشعراء كمال الطويل ومحمد الموجي،  والملحنون بليغ حمدي وغيرهم من الأساطير الفنية. الأمر  نفسه مع الأغنية العربية عموماً.

يضيف: {هؤلاء العمالقة لم يكن هدفهم الأساسي المال بل الارتقاء بالذوق العام إلى الموسيقى في الوطن العربي، عكس ما يقدم حالياً تحت مسمى الأغنية {الشبابية}، المتميزة بإيقاع سريع، وكلمات بلا معنى أو هدف في معظمها، وحتى عندما تتوافر أصوات جيدة فهي تختفي بسرعة، لان أركان الأغنية من ألحان وكلمات تكون غير مُكتملة}.

أما الشاعر بهاء الدين محمد فيرى أن سر استمرار هذه الأغاني في ذاكرتنا ووجداننا، يكمن في تعبيرها عن ثقافة أجيال وشعوب، وقدمها أصحابها بصدق، لذا حضور أصحابها دائم لاختيارهم أعمالاً متجددة من عباقرة التأليف والتلحين.

 يضيف أن معظم من حاولوا إعادة أغنيات لأم كلثوم أو فيروز أو العندليب وغيرهم من العظماء في تاريخ الغناء فشلوا، باستثناء قلة تمتلك موهبة صادقة تؤهلها لتقديم هذه الأغنيات  بشكل جيد ومتميز.

يتابع أن الفن الغنائي مُبشر طالما  ثمة أجيال تحاول صناعة الجديد والحفاظ على الماضي، مشيرا إلى أن برامج المواهب توثيق لهذا الأرشيف الغنائي عبر مواهب صاعدة تتمسك بتقديم هذا النوع من الغناء وأحيائه بشكل يجمع القديم والحديث.

 تعزو الدكتورة ياسمين فراج، أستاذة في أكاديمية الفنون وناقدة موسيقية، إقبال المواهب على أغاني الزمن الجميل إلى {أننا، سواء في مصر أو العالم العربي، نعيش على ذكرى الموسيقى التي تعود إلى الزمن الماضي، نرتبط بكلاسيكياته الخالدة، بالإضافة إلى أن كلمات الأغاني تعبر عن واقع زمني محدد بتفاصيله وتخلده}.

تضيف: {تحاول المواهب التشبث بالماضي العريق لتصل إلى المستقبل بنجاح وعبر موسيقى صادقة تداعب القلب والوجدان}، مشيرة إلى أن الموسيقى هي أرشيف مستمر  بين الأجيال من الماضي ولغاية اليوم.

تعزو التراجع في تقديم أغنيات حديثة ومعاصرة، إلى افتقاد التعاون الجماعي بين أطراف العمل الفني من ألحان وكلمات وتوزيع، بشكل يحقق المعادلة الصعبة ويضمن النجاح للمنتج، كما كان يحدث في الماضي، مشيرة إلى أن البعض يسعون إلى النجاح السريع عبر تكرار أنماط الموسيقى نفسها لمجرد أنها حققت النجاح  في المرة الأولى، من دون البحث في أسباب نجاح أغنية ما، ما يحول دون إنتاج عمل جيد يحقق الخلود ويعيش في وجدان الجمهور.

بدوره يوضح الشاعر الغنائي عوض بدوي أن استخدام هذا النوع من الأغاني لعمالقة الفن يأتي من حرص المواهب على تثبيت أحقيتها بالتأهل لهذه المرحلة، وتخطيها على حساب آخرين، وبالفعل ينجح معظمها في استقطاب الجمهور ولجنة تحكيم البرامج، {لذلك اختيار أغانٍ لعظماء الفن سلاح مضمون في المنافسة يحظى بأكبر قدر من الانتباه}.

 يضيف أن هذه النوعية من الأغاني تساعد المواهب على إبراز إمكاناتها الصوتية بشكل جيد، لما في ألحانها من قدرات  تظهر الإمكانات  الصوتية، ما يساعد المواهب  على لفت النظر إليها بشكل واضح ومحدد.

back to top