تحيي سنغافورة اليوم الأحد الذكرى الخمسين لاستقلالها في احتفالات كبيرة تشمل عرضاً عسكرياً وألعاباً نارياً وتكريماً لمؤسسها لي كوان يو.

Ad

ويتوقع أن يشارك أكثر من 250 ألف شخص في الاحتفالات التي ستبدأ عند الساعة 18,00 (10,00 تغ) وستكون من بين الأكبر التي تنظم في هذه المدينة الدولة، وسيشارك في العرض العسكري نحو ألفي جندي وخمسون طائرة حربية و177 دبابة وغيرها.

ويشكل هذا العرض العسكري الذي سيختتم بألعاب نارية ذروة الاحتفالات التي نظمت الحكومة ومولت جزءاً كبيراً منها هذه السنة في البلاد حيث يتوقع أن تدعو السلطات إلى انتخابات عامة لتمديد ولايتها في مواجهة معارضة مشتتة.

وكانت سنغافورة أصبحت جمهورية في التاسع من أغسطس 1965 على إثر انسحابها من الاتحاد الماليزي بعد وحدة مضطربة استمرت سنتين.

وبدأت الاحتفالات عند الساعة التاسعة (1,00 تغ) من الأحد قبل أن تبث الإذاعة والتلفزيون خطاباً بصوت لي كوان يو يعود للعام 2012 يعيد فيه قراءة إعلان الاستقلال.

من جهته، قال رئيس الحكومة لي سيين لونغ نجل مؤسس البلاد لي كوان يو في خطاب بثه التلفزيون "بعد خمسين سنة، ننظر إلى الوراء ونرى بإعجاب إلى أين وصلنا اليوم".

وسيستقبل رئيس الوزراء قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا لحضور العرض العسكري في موقع بادانغ التاريخي مقابل الشاطىء.

وبين الذين سيحضرون هذا العرض رئيساً حكومتي ماليزيا وتايلاند وسلطان بروناي حسن بلقية ونائب الرئيس الاندونيسي يوسف كالا ومسؤولون آخرون من الصين واستراليا واليابان.

وسيمثل بريطانيا القوة الاستعمارية السابقة وزير الخارجية فيليب هاموند والامير اندرو بينما أرسلت الولايات المتحدة ممثلها السابق للتجارة رون كيرك.

وكان لي سيين لونغ الذي تولى منصب رئيس الحكومة في 2004، أكد السبت على أن الاحتفالات تهدف إلى "ابراز كيف تمكنا من تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة" و"انتقلنا من العالم الثالث إلى العالم الأول".

وسيكرم خلال العرض العسكري لي كوان يو، الذي يوصف بمؤسس سنغافورة وتوفي في 23 مارس الماضي.

وستوضع باقة من الورود على المقعد الذي كان مخصصاً له بينما سيعرض تسجيل فيديو مدته خمس دقائق عن حياته وعمله السياسي، في بداية الاحتفال.

ويحكم حزب العمل الشعبي الذي أسسه لي في 1959 بلا انقطاع منذ الاستقلال واكتسب ثقة بتحويله سنغافورة إلى واحدة من أغنى دول العالم.

لكنه يواجه انتقادات أيضاً لمنعه الخطاب الحر بما في ذلك سجن المعارضين أو اطلاق دعاوى عقابية ضدهم، وقد استمر هذا الوضع بعد وفاة لي كوان يو.

وكان لي رئيس أول حكومة في سنغافورة منذ 1959 بعد تخلص بلاده من الوصاية البريطانية وكان في الخامسة والثلاثين آنذاك وظل في منصبه حتى العام 1990.

وقد شهدت سنغافورة في عهده طوال ثلاثة عقود تطوراً اقتصادياً مهماً لتصبح أحد "النمور الآسيوية" وتحول الأرخبيل الذي يسكنه نحو خمسة ملايين نسمة مركزاً إقليمياً مالياً وسياحياً يتميز بالتكنولوجيا المتطورة وخصوصاً في مجال الصحة.

وتخلى لي عن السلطة العام 1990 لمساعده غوه شوك طونغ الذي تنازل عنها بدوره لرئيس الوزراء الحالي، نجل لي، في العام 2004.