قمة أوروبية - تركية لاقناع أنقرة بوقف تدفق المهاجرين مقابل حوافز سياسية ومالية

نشر في 29-11-2015 | 10:32
آخر تحديث 29-11-2015 | 10:32
No Image Caption
يستقبل القادة الأوروبيون عصر اليوم في بروكسل رئيس الوزراء التركي أحمد داود اوغلو في محاولة منهم لانتزاع تعهد من أنقرة بوقف تدفق المهاجرين مقابل حصولها على حوافز سياسية ومالية.

وخلال هذه القمة غير المسبوقة بين الدول الأوروبية الـ 28 وتركيا يفترض أن يقر الاتحاد الأوروبي مبلغ الثلاثة مليارات يورو (3,2 مليار دولار) الذي سيمنحه لأنقرة لمساعدتها على ايواء السوريين الفارين من النزاع الدائر في بلادهم والذين يحاولون الوصول إلى أوروبا في موجة هجرة غير مسبوقة تهدد وحدة الكتلة الأوروبية.

وبسبب الحرب الدائرة في سورية، دخل نحو 850 ألف لاجئ الاتحاد الأوروبي هذا العام، وتوفي أو فُقِدَ أكثر من 3500 منهم في اسوأ أزمة لاجئين تواجهها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويريد الأوروبيون من تركيا التشدد في مراقبة حدودها مع أوروبا ولا سيما بعد اعتداءات باريس التي كشفت أن بعض الانتحاريين الذين نفّذوا هذه الهجمات غير المسبوقة تسللوا إلى أوروبا في صفوف اللاجئين.

وأتى هذا الإسبوع حادث اسقاط تركيا مقاتلة روسية على حدودها مع سورية ليزيد من تعقيدات هذه المسألة.

أما بالنسبة إلى أنقرة فهي تتطلع، فضلاً عن المساعدة المالية، إلى قطف ثمار سياسية لموافقتها المتوقعة على خطة العمل المشترك التي تفاوضت عليها في الأسابيع الأخيرة مع المفوضية الأوروبية.

تحفظات

ومن المفترض أن يتولى إدارة القمة رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الذي دعا إليها بضغط من المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الراغبة في تخفيف عبء اللاجئين عن بلادها.

ويتوقع أن تنتهي القمة مساء الأحد إلى حصول أنقرة على وعد من القادة الأوروبيين لتسريع المفاوضات الجارية لتسهيل عملية حصول المواطنين الأتراك على تأشيرات دخول إلى الاتحاد الأوروبي، و"إحياء" مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد وهي في الوقت الراهن في حالة شلل.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس أن الأوروبيين "وعدونا بأن الفصل 17 من مفاوضات الانضمام (السياسية والاقتصادية) سيفتح قرابة منتصف ديسمبر".

وإذا كانت برلين وضعت كل ثقلها لعقد هذه القمة فإن مصدراً أوروبياً تحدث عن تحفظات لدى اليونان وقبرص على هذه المقايضة بين الاتحاد وتركيا، في حين تخشى دول أوروبية أخرى أن ترى أنقرة في هذه الخطوة الأوروبية تنازلاً ستليه تنازلات أخرى.

وكان الاتحاد الأوروبي ندد مؤخراً بـ "التراجع الخطير" لحرية التعبير في تركيا، معرباً عن "قلقه" من وضع صحافيين تركيين اعتقلا وأحيلا للمحاكمة بسبب نشرهما مقالاً عن تورط محتمل للاستخبارات التركية في تسليح إسلاميين في سورية.

وبالنسبة إلى منظمة مراسلون بلا حدود فإن الاتحاد الأوروبي مطالب خلال القمة بأن يحض السلطات التركية على الإفراج فوراً عن هؤلاء الصحافيين.

3 مليارات على مدى عام أو عامين؟

ولكن مصدراً أوروبياً آخر أكد على أنه "من غير الوارد على الإطلاق التضحية" بالمبادئ الأوروبية "على مذبح المخاوف من الهجرة"، مشدداً على أن تسهيل حصول الرعايا الأتراك على تأشيرات أوروبية سيتم فقط إذا تعهدت أنقرة بأن تستقبل مجدداً مهاجرين تسللوا إلى الاتحاد انطلاقاً من أراضيها.

أما في الجانب المالي فإن المساعدة الأوروبية لتركيا والبالغة قيمتها ثلاثة مليارات أصبحت أمراً واقعاً، ولكن السؤال يبقى "هل ستحصل عليها على مدى عام أو عامين؟ وهل ستحصل عليها دفعة واحدة أو على دفعات؟ القمة ستترك الغموض يكتنف هذه المسألة"، بحسب ما أوضح مصدر أوروبي آخر.

كذلك فإن القمة لن تحسم مسألة من أين ستأتي هذه الأموال، علماً بأن المفوضية الأوروبية اقترحت أن تدفع هي 500 مليون يورو على أن تتولى الدول الأعضاء تأمين بقية المبلغ، وفي هذا الصدد حذّر مصدر دبلوماسي من أن الأوروبيين "ليسوا جميعاً متفقين" بشأن هذه المسألة.

ولكن بالنسبة إلى تركيا التي تقول أنها أنفقت حتى اليوم سبعة مليارات يورو على ايواء اللاجئين فإن مساعدة الثلاثة مليارات يورو ليست سوى البداية، وقال مصدر في الحكومة التركية أن "المسألة ليست أن تقول لنا أوروبا +هاكم المال وأبقوا السوريين لديكم+، هذه المقاربة ليست صحيحة".

كذلك فإن الأوروبيين يترددون أيضاً حيال مسألة الالتزام باستضافة قسم من اللاجئين السوريين الموجودين حالياً في تركيا، وفي هذا قال مصدر أوروبي أن "المستشارة الألمانية متمسكة بايراد مبدأ إعادة التوطين في البيان السياسي" ولكن العديد من الدول الأوروبية تعارض ذلك انطلاقاً من رفضها لخطة توزيع اللاجئين الذين وصلوا إلى اليونان وايطاليا على بقية دول الاتحاد.

وبالنسبة إلى مارك بييريني الباحث في معهد كارنيغي أوروبا فإن واحداً من التحديات الأساسية أمام القمة هو "حرية تحرك المهربين الذين ينشطون في وضح النهار" في بحر ايجيه انطلاقاً من السواحل التركية، مؤكداً على أن "هذا مصدر دخل هائل يدر مليار دولار سنوياً" ويجب على تركيا أن تتصدى له.

back to top