بين المسلسلات الكورية والهندية والتركية... أين موقع الدراما المصرية الطويلة؟
تشهد الفضائيات الخاصة المصرية خليطاً غير متجانس في الأعمال الدرامية التي تتحدث بأكثر من لغة ولهجة، فثمة مسلسلات تركية وهندية ودخلت حديثاً الكورية والصينية، منها ما هو مدبلج باللهجتين المصرية والسورية، ومنها ما يتم ترجمته كتابياً على الشاشة.
أدخل التلفزيون المصري، عبر شاشاته، الدراما الكورية بعدما وقع مجدي لاشين رئيس قطاع التلفزيون باتحاد الإذاعة والتلفزيون مع القنصل الكوري في القاهرة بروتوكول تعاون إعلامي بين مصر وكوريا الجنوبية، لعرض المسلسل الكوري «حبيبتي من الفضاء» في أول تعاون بين البلدين في هذا المجال، وهو مسلسل حديث الإنتاج وعرض حصرياً على شاشة التلفزيون المصري. أما المسلسلات الهندية فوجدت طريقها إلى الفضائيات العربية والمصرية ونافست الدراما المصرية والتركية، لاعتمادها قصصاً رومنسية مليئة بالأحداث، لذلك اتخذ بعض القنوات المسلسلات الهندية بديلاً للدراما التركية التي انخفضت شعبيتها بسبب المقاطعة بين مصر وتركيا على خلفية الخلافات السياسية بين البلدين.«فرصة ثانية» الذي عرض على قناة «النهار دراما» شكل بداية قوية للدراما الهندية، إذ تدور أحداثه في إطار رومانسي اجتماعي، كذلك عرضت قناة «cbc دراما} المسلسل الهندي {جودا أكبر}، وبثت قناة {تن} المسلسل الهندي {لين}.أما الدراما التركية فما زال بعض القنوات يعرضها رغم المقاطعة بين البلدين، بعدما انتشرت بشكل غير مسبوق بدءا من 2008 عندما بدأ اهتمام المشاهد العربي بها، وبلغ تأثر المشاهدين بها درجة أن ثمة زوجات تمنين أن يعاملهن أزواجهن نفس معاملة الأبطال لزوجاتهم في مسلسل {نور}، بالإضافة إلى تسمية مواليد تلك الفترة باسمي نور ومهند، أشهر بطلين في المسلسل، وحققت بعض المسلسلات التركية شهرة كبيرة على غرار {حريم السلطان} الذي لاقى صدىً واسعاً. لا تقليد تؤكد دينا فؤاد أن المسلسلات المصرية الطويلة ليست جديدة على مجتمعنا بدليل وجود أعمال منذ زمن بعيد، مثل «ليالي الحلمية» و{رأفت الهجان» وغيرهما، موضحة أنها تحمست للمشاركة في مسلسل «عيون القلب» (60 حلقة) لخلوّه من المط والتطويل ويحترم المشاهد. تضيف أن «عيون القلب» ليس التجربة الوحيدة لها في هذا السياق بل شاركت في أعمال أخرى، لذا لا تعتبرها تقليداً للدراما التركية، موضحة أنها دائمة البحث عن أدوار جديدة لا تتشابه مع أعمالها السابقة، وهذا ما وجدته في مسلسل «جذور» الذي شاركت فيه وبلغت حلقاته 60 حلقة. بدورها توضح إيناس عبدالله، رئيس قناة «نايل دراما»، أن التلفزيون المصري لم يعد يعرض أو يتعاقد مع المسلسلات التركية، بسبب الخلافات السياسية التي نشأت بين البلدين عقب ثورة 30 يونيو، مشيرة إلى أن القنوات الفضائية الخاصة قاطعت بدورها الدراما التركية للسبب نفسه، وأن هذه النوعية من المسلسلات قد تنقل إلى المشاهد المصري عادات سيئة لا تتلاءم مع قيم المجتمع والأسرة العربية وتقاليدهما. تضيف أن عرض الدراما التركية على القنوات المصرية ساهم في تنشيط السياحة في تركيا خصوصاً أنها تعتمد على استراتيجية استخدام المناظر الطبيعية في تصوير المسلسلات، موضحة أن المسلسلات المصرية مليئة بموضوعات شيقة وجريئة تساعد في حل كثير من مشاكل مجتمعاتنا، ومطالبة المؤلفين المصريين بإبراز المزايا والأماكن السياحية المصرية لتكون الدراما عاملاً مساعداً في النهوض السياحي والاقتصادي المصري.موجة إلى زوالتوضح الناقدة ماجدة خيرالله أن عرض المسلسلات الأجنبية على الفضائيات المصرية والعربية بمثابة دعاية مجانية لهذه البلدان، مؤكدة أن بعض هذه الأعمال يمتلئ بالأكاذيب، ويهتم بصور جمالية على حساب الدراما والصدق، مشيرة إلى أن هذه الأعمال تروج قيماً لا علاقة لنا بها، بالإضافة إلى تفاصيل لا تهم مشاهدينا.تضيف أن ثمة مسلسلات مصرية أصبحت تحاكي المسلسلات التركية من ناحية القصة وعدد الحلقات، بالإضافة إلى الديكورات الفخمة، لافتة إلى أن المسلسلات المصرية الطويلة لن تحقق النجاح المطلوب كونها 60 حلقة فحسب، بل يجب مراعاة اعتبارات فنية وألا يكون العمل مملاً، ولمجرد أنه مسلسل طويل لا يعني أنه سينافس الأعمال التركية.من جهته يطالب المنتج أحمد الجابري بالتصدي للمسلسلات الأجنبية، سواء تركية أو كورية، عازياً السبب الرئيس لإقبال القنوات عليها رخص ثمنها، مقارنة بعدد الحلقات وإقبال الجمهور عليها وكم الإعلانات التي ترافق هذ الأعمال، مؤكداً أنه يجب وضع حلول لهذه الأزمة التي تهدد الدراما المصرية.يضيف أن الدراما المصرية تتكدس في شهر رمضان، وتبقى الفضائيات الخاصة من دون أعمال جديدة طوال العام، ما ساهم في انتشار هذه الأعمال في بعض الأوقات، لافتاً إلى أنه تم تدارك هذا الخطأ، ما قلل من حضور هذه المسلسلات، متوقعاً أن تتلاشى هذه الموجة قريباً.