من يقتل من؟!
رخصة القتل في سورية مفتوحة للجميع، ولكن هوية القتيل وانتماءه هما المحك الذي يصنع الفارق وفقاً للموقف السياسي والميداني، سواء كان من النظام أو من القوى الأجنبية الغربية أو من روسيا التي دخلت أخيرا بقواتها إلى الأرض، والشعب السوري هو من يدفع ثمن كل ذلك.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
من الواضح إذاً أن رخصة القتل مفتوحة للجميع، ولكن هوية القتيل وانتماءه هما المحك الذي يصنع الفارق وفقاً للموقف السياسي والميداني، فالروس جاؤوا لقتال "داعش" وأخبروا بذلك العالم وفي مقدمتهم الولايات المتحدة في حين أن الأميركيين دخلوا الحرب السورية مع حلفائهم قبل سنة ونصف دون استئذان من أحد لقتال العدو نفسه، كما يزعم الجميع، والنتائج السياسية بالتأكيد تحددها الآلية الحربية، وما من شك بأن قصم العمود الفقري للأجانب في سورية سيصب في مصلحة النظام والجيش السوري، وطبيعة الحرب الروسية فاجأت الجميع ليس فقط عبر استهداف الدواعش وضربهم في أيام فحصدت منهم ما لم تحصده أكثر من عشرة آلاف طلعة جوية لستين دولة خلال أكثر من عام، إنما باستهداف لوجستيات هذه الجماعات المسلحة وطرق إمدادها ومصادر تمويلها ومنظومة اتصالاتها، فبدأ يحدث الفارق الحقيقي في موازين القوى على الأرض، وهذا بالتأكيد ما لا تقبله الحكومات التي استثمرت في الحرب السورية مئات المليارات بغية تحقيق مكاسب سياسية حقيقية في مستقبل هذه البلاد العربية، ولهذا فلا يستبعد أن تكون هناك محاولات جادة إما لإفشال المخطط الروسي أو التصادم مع الجيش الروسي عبر بوابة حلف الناتو، في حال استمرار الهجوم الروسي لفترة طويلة دونما حسم ميداني خاطف وسريع، لتعود دائرة القتل والدمار من جديد، لتلفّ الشعب السوري في جولة جديدة!