لاقت تصريحات المرشح المحتمل للحزب الجمهوري الأميركي لانتخابات الرئاسة العام المقبل، رجل الأعمال المثير للجدل دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى منع دخول المسلمين الولايات المتحدة، ردوداً لاذعة، يُتوقع أن تتصاعد، رغم أنها قد لا تغير في النتائج التي يحققها ترامب في استطلاعات الرأي، حيث تمكن في آخر استطلاع، نشر أمس الأول، من توسيع الفارق مع أقرب منافسيه إلى 20 نقطة على المستوى الوطني.

Ad

لكن ردود الفعل الشاجبة، التي وحدت مرشحي الحزبين باستثناء المرشح الجمهوري السيناتور اليميني تيد كروز، فرضت على ترامب التراجع قليلاً، حيث قال إن الحظر الذي يقترحه لا يشمل المواطنين الأميركيين المسلمين، ولا أفراد القوات المسلحة أو المؤسسات الحكومية. وهو تراجع اعتبره المحللون إثباتاً لشعبوية ترامب، الذي يحاول استغلال مشاعر الأميركيين ومخاوفهم في هذه المرحلة، ليتراجع بعدها خطوات تمكنه من حصد التأييد.

مرشحو الحزب الجمهوري كانوا أول من هاجم ترامب على اقتراحه، واعتبروه مخالفاً للدستور، قبل أن يكون خطراً على الأميركيين ووحدة الحزب الجمهوري، مضيفين أن ترامب لا يقدم جديداً في أسلوبه المعتاد في محاولة حصد الأصوات. هكذا تعامل مع قضية المهاجرين ومع الأقلية اللاتينية، وكذلك مع الأميركيين السود.

تيد كروز، منافس ترامب الأبرز، الذي يحتل المركز الثاني في استطلاعات التفضيل في ولاية أيوا، التي ستجرى فيها أولى عمليات التصويت، دافع عن اقتراح ترامب قائلاً إنه اقتراحه في الأصل، في محاولة منه لتعميق حظوظه وحصد أصوات المسيحيين الإنجيليين.

بدورهم، شجب المرشحون الديمقراطيون تصريحات ترامب، ووصفه مارتن أومالي، الحاكم السابق لولاية فرجينيا، بالديماغوجي والفاشي.

غير أن أوساطاً رسمية حذرت من انعكاسات تصريحات ترامب على سلامة أفراد الجيش الأميركي، الذين يخدمون في العديد من المناطق حول العالم، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك على أمن الدبلوماسيين.

وتوقع البعض أن تصدر مواقف حكومية توضح موقف الإدارة الأميركية، رغم أن تصريحات ترامب جاءت بعد أقل من 24 ساعة على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما من المكتب البيضاوي، التي دعا فيها "المغالين في دعوات الكراهية إلى التراجع"، وإلى "عدم تصوير المواجهة الدائرة على أنها حرب بين الولايات المتحدة والإسلام".

نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، أحد أبرز رموز الحزب الجمهوري، كان له موقف حاد، إذ اعتبر أن تصريحات ترامب وحملاته الانتخابية تقسم الشعب الأميركي، وتشكل خطراً على مستقبل البلاد، داعياً إلى الكف عن اللعب على الغرائز.

قيادة الحزب، من جهتها، لم يسعها إلا إصدار مواقف شاجبة، محذرة من انعكاس تلك التصريحات على وحدة الحزب، بينما تسعى إلى محاولة التأثير على حملة ترامب، عبر توجيه رسائل مباشرة إلى الجمهور الذي يتحلق حوله. وأعلن القيادي الجمهوري، رئيس مجلس النواب بول ريان أن تصريحات ترامب لا تمثل ولا تعكس بأي شكل رأي الحزب.

لكن المشكلة أن استطلاعات الرأي وجدت أن الخوف من أنشطة تنظيم داعش وصور قطع الرؤوس ارتفعت كثيراً بين الأميركيين هذا العام، كما أن نسبة من يعتقدون أن الإسلام يشجع على العنف بين أتباعه ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ عام 2002، ومن يعتقدون أن الإسلام يشجع على العنف هم الأعلى بين الأميركيين الجمهوريين البيض الإنجيليين البروتستانت فوق الـ65 من العمر.