الأطفال... فاكهة الدراما الرمضانية

نشر في 21-06-2015 | 00:01
آخر تحديث 21-06-2015 | 00:01
في كل سنة يزاحم الأطفال النجوم الكبار في الدراما الرمضانية، وفي هذا العام تحديداً، يستعين نجوم كثر بهؤلاء الأطفال الذين أصبحوا أيقونة حظ للأعمال الفنية، نظراً إلى الأثر الطيب الذي يتركونه لدى الجمهور.
منة عرفة، أول الفنانين الأطفال الذين يظهرون هذا العام،  دخلت الفن في سن صغيرة جداً، ورغم أنها باتت على أعتاب مرحلة عمرية جديدة،  إذ قاربت سن الشباب، إلا أنها مطلوبة كوجه حقق نجاحا وقبولا لدى المشاهد. تشارك على شاشة رمضان هذا العام في مسلسل «الكابوس» مع غادة عبدالرازق وتجسد شخصية زيزي، ابنة غادة،  في مرحلة الطفولة، إلا أنها لن تستمر في المسلسل كثيراً، وتحل بدلاً منها آيتن عامر التي تؤدي الدور نفسه في المرحلة العمرية الأكبر.

أما الطفل أحمد بركات، نجل الفنانة هدى هاني،  فيظهر مع عادل إمام في مسلسله الجديد «أستاذ ورئيس قسم»، ويلازمه في مشاهد كثيرة. ليست هذه المشاركة الأولى له مع الزعيم، فقد أدى في السنة الماضية دور حفيده في مسلسل «صاحب السعادة».

أما الطفل مروان درويش، فيشارك في مسلسلين: «الكابوس» مع غادة عبدالرازق، و{بعد البداية» مع روجينا وطارق لطفي.  الطفل كريم الأبنودي الذي لمع نجمه بعدما اشترك مع هيفاء وهبي في فيلمها المثير للجدل «حلاوة روح»، يشارك هذا العام في مسلسل «حواري بوخاريست»، ويجسد شخصية ابن الراقصة دينا التي أنجبته من زواج سري، ما يدفعها إلى إخفاء هذا الإنجاب ووضع الطفل في ملجأ. كذلك تؤدي  إنجي الأبنودي شقيقة كريم دور طفلة متسولة في مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»،  يلتقي بها البطل في إحدى إشارات المرور ويكتشف أنها من عائلة كبيرة، اختطفها أحد الأشخاص لاستغلالها في التسول.

يظهر الطفل أمين سعودي في مسلسل {ذهاب وعودة} مع أحمد السقا، ويجسد شخصية بكر مولوتوف، أحد أطفال الشوارع الذين استعان بهم السقا للبحث عن ابنه الضائع، لما له من خبرة في خطف الأطفال وعملهم في التسول.

يؤدي الطفل نور حمزة في مسلسل {عائلة حاحا} دور ابن البطل (طلعت زكريا)، بالإضافة إلى مشاركته ضمن أحداث مسلسل {لهفة} بطولة دنيا سمير غانم ويجسد فيه شخصية شقيق دنيا الصغير الذي يوقع شقيقته في مقالب كوميدية طوال أحداث المسلسل.

تؤكد منة عرفة أن الفن  حرمها من الاستمتاع بطفولتها فلم تلعب وتلهو على غرار بقية الأطفال، موضحة أنها تعشق التمثيل، منذ صغرها. رغم كل المتاعب التي واجهتها بسببه، تعرف جيداً أن التمثيل  موهبة من الله تعالى، إذا أحسنت استغلالها فستنعكس إيجابياً عليها.

تضيف أنها عندما كانت تذهب إلى مكان عام للعب، كان الناس يلتفون حولها ما يقيد حركتها ولا يجعلها تستمتع بحريتها، رغم شعورها بحب الناس لها،   وهي تحاول التركيز في الدراسة لتتفرغ في ما بعد للفن الذي تعتبره عشقها الأول.

 

سوء استخدام

 

ترى الناقدة ماجدة خيرالله أن صناع الدراما المصرية يسيئون استخدام الأطفال ويضعونهم في أماكن لا تليق بهم، خصوصاً عندما يتم التعامل معهم على أنهم كبار،  موضحة أن السنة الماضية شهدت أسوأ استخدام للأطفال، عندما ركز المخرجون على مشاهد قتل أطفال، في محاولة لاستمالة الجمهور.

تضيف: {لا يوجد لدينا من يحسن استغلال هؤلاء الأطفال أو إعادة توجيههم في الطريق الصحيح أو نصحهم بالطريقة المثلى ليصبحوا نجوماً كباراً في المستقبل، موضحة أن بعضهم يكونون موهوبين بالفعل لكن عندما يظهرون وهم صغار يحرقون، {ثمة استثناءات قليلة أصبحت نجوماً في ما بعد مثل لبلبة ونيللي  وهدى هاني}.

بدوره  يشير الناقد الفني كمال القاضي إلى أن المنتجين والنجوم الكبار يستغلون الأطفال أسوأ استغلال ويجنون من ورائهم أرباحاً، موضحاً أن الأطفال في الوسط الفني يعملون في ظروف قاسية وسيئة للغاية، فمنهم من يترك دروسه كي يلحق بمواعيد التصوير، ومنهم من يسافر إلى دول أجنبية بعيداً عن أهله وأصدقائه من أجل الفن.

يضيف: {رأيت بعيني أماً تركت طفلها الرضيع في أحد الأستوديوهات  في ظروف قاسية جداً، وذهبت على منزلها بعدما تعطلت كثيراً بسبب تصوير ابنها ضمن أحداث أحد المشاهد، لافتاً إلى أن من يبدأ حياته الفنية صغيراً عادة ما يفشل عندما يصل إلى مراحل النضج، عازياً السبب في ذلك إلى أن الطفل، عندما يقول أي جملة، يتفاعل الجمهور معها فوراً بشكل تلقائي.

يستعين القاضي بمقولة موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب: {من يغني في سن صغيرة لن يستطيع الغناء عندما يكبر}، مؤكداً أن هذه الجملة تسري على التمثيل أيضاً، لا سيما أن أشهر الفنانين الذين ظهروا وهم أطفال على غرار أحمد فرحات الذي شارك في أفلام مع هند رستم وعمر الشريف وعبدالمنعم إبراهيم، وعندما كبر لفظه الفن، فاتجه للعمل في إحدى الوظائف الحكومية.

back to top