لم يوافق الملك عبدالعزيز بن سعود على طلب البريطانيين تخفيض عدد المرافقين لابنه فيصل في رحلة عام 1919م الى لندن وطلب بدبلوماسية ولطف منهم أن يوافقوا على أن يتألف الوفد من فيصل وأحمد الثنيان وعبدالله القصيبي وستة من المرافقين الخاصين بالخدمة.
ورداً على موقف الملك عبدالعزيز، أرسل معاون القنصل البريطاني في البحرين برقية الى الامير الشيخ فيصل بن عبدالعزيز يشير فيها الى ان الحاكم الملكي في العراق يرى ألا يزيد الوفد على خمسة أشخاص، وهم فيصل وأحمد الثنيان وثلاثة من الرجال المسؤولين عن الخدمة. يقول المسؤول البريطاني في برقيته:"بعد السلام... في جواب كتاب يوم الماضي الذي كتبه عبدالعزيز القصيبي محب الجميع بأمر من حضرتكم الذي ذكر فيه تفاصيل مباشرينكم اعرض ان اعرف حضرتكم بأنني ارسلت تلغراف الى صاحب الفخامة الحاكم الملكي في العراق في بغداد يوم الماضي وذكرت فيه تفاصيل اتباعكم، وقد وصل محبكم هذا اليوم جواب تلغرافيا يخبر بأن المنور "لارنس" يوصل بتاريخ 27 اكست 1919 مطابق في 1 ذوالحجة سنة 1337 وينبغي ان جنابكم تحضرون ان تركبون حالا عند وصول المركب. منخصوص تعداد جماعتكم صاحب الفخامة الحاكم الملكي في بغداد يخبرني بأن جماعتكم يكون تشمل من حضرتكم والشيخ أحمد الثنيان مع ثلاثة انفار مباشرين اعني خدمة الجميع خمسة فقط وسعادة صاحب الفخامة المشار اليه يتأسف جدا ان بواسطة صعوبة المكان في المركب غير ممكن الترتيب لأجل زيادة في العدد المذكور اعلاه. هذا هو السبب الذي حكومة جلالة الملك قد عينت ذلك العدد اعني خمسة. محبكم متيقن كاملا ان حضرتكم تفهمون الحالة حسنا وتوافقون في ارادة حكومة جلالة الملك في هذه المادة الواجبة الضرورية".ورغم أن البريطانيين حاولوا إغلاق ملف عدد المرافقين للشيخ فيصل بن عبدالعزيز بذكاء ودون تقليل من شأن السعوديين، إلا أن فيصل بن عبدالعزيز أصر على موقفه دون أن يستخدم لغة حادة أو مفردات قد تثير غضب البريطانيين، فرد عليهم ببرقية أبلغهم فيها أنه ملتزم بأمر والده الملك عبدالعزيز بأن يكون الوفد السعودي من تسعة أشخاص (فيصل وأحمد الثنيان وعبدالله القصيبي وستة من الخدم) وأنه مستعد لتحمل تكاليف احتياجاتهم طوال مدة الرحلة إذا سمحت بذلك الحكومة البريطانية. تقول رسالة فيصل ما يلي:"من فيصل بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود الى جناب الاجل الاكرم ذو المكارم العلية والشيم المرضية صديقنا الحميم حضرة صاحب السعادة السيد صديق حسن المحترم نائب قنصل الدولة الفخيمة البريطانية العظمى بلبحرين دامت معاليه آمين.السلام والتحية والاكرام لذاتكم العلية،، تلقينا كتابكم الودادي في 20 اكست 1919م المطابق 23 ذي القعدة 1337 المنمرة 146 المتضمن جواب البرقية التي ابرقتموها لمعالي فخامة الحاكم الملكي العام بالخطة العراقية في بغداد صار لدى المحب علوم بهذا الخصوص سعيكم مشكور كما لا يخفى على سعادتكم المكاتيب الواردة الى مقامكم العالي من قبل والدنا سمو صاحب الشوكة الامام عبدالعزيز ابن سعود المعظم ذاكرا فيه انا ومعتمده الشيخ أحمد الثنيان آل سعود ووكيل امورنا الشيخ عبدالله القصيبي وبصحبتنا ... ستة انفار من الخدمة من حسمنا لابد من مرافقتهم لنا وان كانت حكومة جلالة الملك المعظم دام جلالته تكلف من جهة مصاريفهم نصرف ما ينوبهم لأن سموه أكد غاية التأكيد لملازمة الشيخ عبدالله القصيبي ونحن لم نستغني عن مرافقته لنا وستة انفار من الخدمة كما احاط علمكم الشريف في مكاتيب سموه...".هذا كان رد فيصل بن عبدالعزيز على القنصلية البريطانية في البحرين، وفي المقال المقبل سنتطرق الى قرار الحكومة البريطانية حول هذه المسألة، ونكمل استعراض رحلة الملك فيصل رحمه الله الى لندن في عام 1919م.
أخر كلام
فيصل بن عبدالعزيز للإنكليز: ما أستغني عن «القصيبي» والمرافقين ومستعد لتحمل مصاريفهم
04-12-2015