لم يفاجئ رئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب ميشال عون، أحدا بهجومه العالي النبرة، الذي لم يوفر الخصوم من التناول الشخصي. فاستعمل كل أنواع التوصيفات للهجوم على كل من اعتبره طرفا أساسيا أو ثانويا في عملية إسقاط التسوية في شأن الترقيات العسكرية.

Ad

وقالت مصادر متابعة إن "تأخير عون مواقفه التصعيدية من مهرجان تياره الأحد الماضي الى مساء الثلاثاء يكشف بوضوح أنه كان ينتظر حتى اللحظة الأخيرة إمكان تأجيل تسريح صهره العميد شامل روكز، وليس صحيحا أنه وضع هذا الموضوع وراءه قبل ذلك"، لافتة إلى أن "الكثير من الحدة التي طبعت حديثه يعود الى خسارته الجديدة لهذه المعركة تحديدا". وأضافت أن "عون حول مسألة روكز الى معركة شخصية مباشرة مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، من خلال جعل مطلبه غير القابل للتحقق بتعيين قائد جديد للجيش يكون هو صاحب الكلمة الأولى في تعيينه".

وكان عون أكد خلال مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول أنه لن يعود الى الحكومة قبل "تعيين قائد جيش جديد وله الأرجحية المسيحية في تعيينه".

وقال: "طالما الحالة شاذة في الدولة، لا يمكننا القبول بها، فالدولة تتفكك، وهناك إصرار على البقاء في الوضع غير الشرعي"، وأكد "أننا نريد قيادات أمنية شرعية، وما طور المشكلة هو التمديد لقائد الجيش مرة ثانية"، وقال: "مقبل (وزير الدفاع) ومعلمه (رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان) لا يعرفان كيف تحصل الترقية في الجيش، ولو كان يعرف بالقانون لما كان مدد لقائد الجيش". وقال: "أضع ميشال سليمان وتيار المستقبل و14 آذار في خانة واحدة وهم يوزعون الأدوار في ما بينهم".

وفي موضوع الحكومة قال: "لا عودة إلى الحكومة قبل تعيين قائد جيش ومجلس عسكري جديد، ونحن نمثل الأكثرية المسيحية، ويحق لنا تعيين قائد الجيش"، مشيرا إلى "أن هناك خلافا كبيرا اليوم وربما يصل الى التصادم، ففي لبنان يخافون الرجل النظيف والقوي، لأنهم عكس ذلك". وقال: "نحن نعيش حالة استثنائية، ولا يمكننا ترك الحكومة لأنه لا يمكننا إسقاطها، وعندما نكون في الداخل يمكننا تعطيل القرارات السيئة، وفي مجلس النواب الوضع مشابه للحكومة، وإذا استقلنا من المجلس سيكملون باتخاذ القرارات من دوننا، وإذا وصلنا إلى مرحلة ترك الحكومة والمجلس النيابي عندها ستصبح الأمور مختلفة والتعاطي على الأرض سيختلف".

في سياق منفصل، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكتبه بقصر اليمامة أمس، رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، يرافقه وزير الصحة وائل أبوفاعور. وجرى خلال الاستقبال بحث مستجدات الأوضاع على الساحة اللبنانية. كما التقى جنبلاط، أمس، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، حيث تم التشاور في سبل الخروج من مأزق الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد.

الجامعة اللبنانية تتحول إلى «مركز حزبي»!

لم تمر ايام على تعرّض الطالبة جمانة فولادكر في كلية الاعلام ـ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية للضرب والاهانة في حرم الكلية من قبل عناصر حزبية تابعة لحركة سياسية نافذة، حتى أكملت تلك العناصر استفزازاتها للطلاب ولإدارة الجامعة عبر نشر شعارات دينية لمناسبة ذكرى عاشوراء في ظل صمت الإدارة المريب واستياء الطلاب. يذكر أن طلاب الجامعة بمختلف طوائفهم ومذاهبهم يحترمون إحياء الشعائر الدينية ومنها ذكرى عاشوراء لما تمثل من رمزية دينية لدى شريحة واسعة من اللبنانيين، بيد أن الاعتراض ليس على هذه الشعارات بل على تحويل كلية العلوم في الجامعة اللبنانية فرع الحدث الى ما يشبه المركز الحزبي.