الأمم المتحدة ترعى إجلاء المئات من الزبداني وكفريا والفوعة

● مقتل العشرات في تفجيرات متزامنة بزهراء حمص
● 70 غارة روسية على تدمر وغازات سامة بجوبر

نشر في 29-12-2015
آخر تحديث 29-12-2015 | 00:10
أخرجت سيارات وحافلات أمس 338 عائلة من منطقتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف إدلب شمال سورية باتجاه بلدة معرة مصرين ثم إلى منطقة باب الهوى الحدودية مع تركيا، بالتزامن مع إخراج 129 شخصاً بينهم مسلحون جرحى ومرافقون من منطقة الزبداني ذات الأغلبية السنية، بموجب اتفاق تشرف عليه الأمم المتحدة.
 بعد يومين على تجميد اتفاق لإجلاء أربعة آلاف شخص نصفهم من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة من مناطق القدم والحجر الأسود واليرموك في جنوب دمشق، بدأ صباح أمس إجلاء أكثر من 450 مسلحاً ومدنياً، بينهم جرحى، من مدينة الزبداني في ريف دمشق وبلدتي الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غرب سورية، تطبيقاً للمرحلة الثانية من اتفاق بين فصائل المعارضة ونظام الرئيش بشار الأسد تم التوصل إليه في 24 سبتمبر بإشراف الامم المتحدة شملت مرحلته الأولى وقفاً لإطلاق النار في المدن الثلاث ومن ثم إدخال مساعدات إنسانية وإغاثية.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن أكثر من 335 شخصاً بينهم مدنيون سينتقلون من الفوعة وكفريا، المؤيدتين للنظام والمحاصرتين من مقاتلي المعارضة، إلى معبر باب الهوى مع تركيا ومنه إلى لواء الاسكندرون، تمهيداً للانتقال جواً الى بيروت، ومنها باتجاه دمشق براً، بالتزامن مع دخول أكثر من 120 مسلحاً وجريحاً بعد خروجهم من الزبداني المحاصرة من قوات النظام إلى لبنان عبر نقطة المصنع الحدودية ومنها إلى مطار بيروت، تمهيداً للانتقال إلى تركيا لتلقي العلاج ثم العودة الى سورية».

هدنة 6 أشهر

ونص الاتفاق في مرحلته الثانية على السماح بخروج المدنيين والجرحى من الفوعة وكفريا الى مناطق تحت سيطرة النظام، مقابل توفير ممر آمن لمقاتلي الفصائل من الزبداني ومحيطها الى ادلب، معقل الفصائل المسلحة، على أن يبدأ بعدها تطبيق هدنة تمتد ستة أشهر.

وشنت قوات النظام و»حزب الله» اللبناني في الرابع من يوليو الماضي هجوماً عنيفاً على الزبداني، آخر مدينة في المنطقة الحدودية مع لبنان لا تزال بيد الفصائل المقاتلة المعارضة، وتمكنت من دخول بعض أحيائها ومحاصرة مقاتلي المعارضة في وسطها.

ورداً على تضييق الخناق على الزبداني، صعّد مقاتلو المعارضة عمليات القصف على بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يعيش فيهما مواطنون شيعة والواقعتين في محافظة إدلب، التي تمكن ائتلاف «جيش الفتح» من السيطرة على المحافظة بالكامل الصيف الماضي باستثناء هاتين البلدتين اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام.

تفجيرات حمص

وهزت تفجيرات متزامنة أمس حي الزهراء ذا الأغلبية العلوية الموالية للنظام في مدينة حمص، ما أسفر عن مقتل نحو 40 شخصاً وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، في عملية تضاربت المعلومات حول عددها وأسبابها، إذ تحدث التلفزيون عن «تفجير سيارتين مفخختين وحزام ناسف في محيط الساحة الرئيسية»، في حين أشار محافظ حمص طلال البرازي إلى «تفجير سيارة مفخخة أعقبها إقدام انتحاري على تفجير نفسه».

وبث التلفزيون مشاهد من الحي تظهر دماراً كبيراً في المباني والمحال التجارية، وسيارات إطفاء تعمل على إخماد النيران التي اندلعت من سيارات، في حين كان مسعفون ينقلون الضحايا الى سيارات الاسعاف.

وبات النظام السوري يسيطر على مدينة حمص بشكل شبه كامل بعد بدء تنفيذ اتفاق خرج بموجبه في بداية الشهر الجاري نحو 300 مقاتل معارض من حي الوعر، آخر مناطق سيطرة الفصائل المسلحة في المدينة، ويتوقع استكماله في الأيام المقبلة.

غارات تدمر

وفي ريف حمص، استهدفت الطائرات الروسية مدينة تدمر الخاضعة لسيطرة «داعش» بغارات جوية وصل عددها إلى أكثر من 70 غارة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ما تسبب في مقتل أربعة مدنيين وإصابة ثلاثين آخرين معظمهم في حالة خطيرة ودمار هائل بمدرسة قصر الحير وجميع معامل الملح في منطقة الصناعة والمنطقة الأثرية وحي الغرف وعدة مناطق أخرى.

 الشيخ مسكين

وفي درعا، صعّدت قوات النظام أمس حملتها لاقتحام الشيخ مسكين في الريف الشمالي بمشاركة، لأول مرة، سرب كامل من الطائرات الروسية تناوب على قصف المدينة بأكثر من أربعين غارة خلال ثلاث ساعات.

وبدأ النظام منذ مطلع أكتوبر الماضي محاولات مستمرة لدخول الشيخ مسكين ذات الأهمية الاستراتيجية، استطاع من خلالها السيطرة على مؤخرة اللواء 82 وبعد النقاط شمالي المدينة، قبل أن تتمكن فصائل المعارضة من وقف تمدده ما تسبب في حدوث أربع مجازر خلال شهر، أغلبها بسبب القصف الروسي.

نفير وغاز

وأعلن تجمع «مجاهدي حوران» التابع للجبهة الجنوبية النفير العام، داعياً باقي فصائل ريف درعا للوقوف صفاً واحداً لمواجهة الهجوم الشرس لقوات النظام ومحاولة اقتحام الشيخ مسكين.

وفي دمشق، استهدفت قوات النظام أمس الأول محور جبهة الطيبة على أطراف حي جوبر، بقنابل تحمل غازات سامة، متسببة في إصابة نحو عشرة أشخاص بحالات اختناق متفاوتة.

 «جيش الإسلام»

في غضون ذلك، نفى الناطق الرسمي باسم «جيش الإسلام» إسلام علوش صحة أخبار نشرتها الوكالات الروسية حول الانسحاب من الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن مؤتمر الرياض في أعقاب اغتيال قائد الجيش زهران علوش، مؤكداً، لموقع «كلنا شركاء»، أنه لم يصدر أي قرار بهذا الخصوص وأي قرار سيتم اتخاذه سيتم إبلاغ وسائل الإعلام عنه، في إشارة إلى أن احتمال الانسحاب غير مستبعد.

اتهامات تركية

واتهم الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أمس «روسيا بقتل مئات المدنيين السوريين في أكثر من 4200 غارة منذ سبتمبر»، لافتاً إلى أن «بعض الدول تسعى للحفاظ على نظام الأسد وتعمل على استمرار وجود تنظيم داعش الإرهابي».

وأكد كالين، في مؤتمر صحافي، أن «موسكو تضرب المدنيين وتستهدف البنية التحتية بالتنسيق مع الأسد»، مشيراً إلى أن تركيا تنسق مع فرقاء الداخل والخارج لمواجهة الإرهاب وستواصل حربها ضده.

back to top