التقى المخرج والكاتب السويدي المخضرم ستيغ بيوركمان الممثلة إيزابيلا روسيليني في مهرجان برلين السينمائي عام 2011. خلال حديث عادي، التفتت ابنة إنغريد بيرغمان إلى بيوركمان وقالت: {هل نعدّ فيلماً عن أمي؟}.

Ad

يخبر المخرج: {فوجئت وشعرت بالفخر. ووافقت بالتأكيد}.

عام 2015، عُرض Ingrid Bergman:In Her Own Words (إنغريد بيرغمان: بكلماتها الخاصة) في مهرجان كان السينمائي وحظي بانتقاد إيجابي. فقد نال الفيلم ذكراً خاصاً في فئة {العين الذهبية} في هذا المهرجان.

لكن In Her Own Words قد يخيب آمال محبي بيرغمان الذين يتوقعون فيلماً وثائقياً يتناول المسيرة الفنية لهذه الممثلة السويدية، التي رُشحت سبع مرات لجوائز أوسكار ونالت ثلاثاً منها (عن أعمالها Gaslight، Anastasia، وMurder on Orient Express).

في المقابل، إذا رغبت في الاطلاع على حياة بيرغمان المرأة، يكون In Her Own Words عملاً مؤثراً، ممتعاً، وقوياً. يشمل الفيلم مذكراتها، رسائلها، صورها، أفلاماً منزلية غير محترفة، ومقابلات صريحة مع أولادها الأربعة: بيا ليندستورم، روبرتو، إيزابيلا، وإنغريد روسيليني. أضف إلى ذلك وفرة من مقتطفات من أفلامها، بما فيها تلك التي فازت عنها بجوائز أوسكار، فضلاً عن Intermezzo عام 1939، Casablanca عام 1942، Notorious عام 1946، و Stromboliعام 1950، علماً أن الأخير هو الفيلم الأول الذي أعدته مع زوجها الثاني روبرتو روسيليني.

تخبر ليندستورم: {كانت تهوى جمع الأشياء. بدأ بيوركمان ستيغ العمل على الفيلم على الأرجح وهو يظن أنه سيعد عملاً عن عملها. لكنه وقع على كنز كبير من الأفلام المنزلية. أعتقد أنه فوجئ عندما نزل إلى القبو وخرج حاملاً صناديق كثيرة من الأفلام}.

نظراً إلى حياتها المليئة بالهرج والمرج، ذُهل بيوركمان حين أدرك أن بيرغمان، التي توفيت عام 1982 في عيد مولدها السابع والستين، نجحت في الاحتفاظ بكل هذا. يقول: {تنقلت كثيراً، من السويد إلى إيطاليا، ثم إلى باريس فلندن. إلا أنها نقلت كل هذا الكنز معها}.

يعتقد بيوركمان أن هذه الممثلة احتفظت بكل شيء بسبب طفولتها المأساوية. فقد ماتت والدتها وهي في الثالثة. فرباها والدها يوستوس، الذي كان يملك متجر تصوير إلى أن توفي وهي في الثانية عشرة من عمرها.

يروي بيوركمان: {ما كانت تملك أحداً في هذا العالم في سن الرابعة عشرة التي يبدأ عندها الفيلم. لذلك كانت كل هذه الأشياء عزيزة على قلبها. ظلت تكتب مذكراتها طوال 20 سنة، فضلاً عن رسائل وجهتها إلى الأصدقاء. بالإضافة إلى ذلك، حصلت على سبع إلى ثماني ساعات من أفلامها المنزلية الخاصة}. توضح ليندستورم أن والدها كان أول مَن دفع أمها إلى {الوقوف، الابتسام، اللعب، وارتداء الأزياء أمام عدسة الكاميرا. أعتقد أنها كانت تنظر إلى عدسة الكاميرا وترى شخصاً تحبه. لذلك وقعت في حب رجال نظروا إليها من خلال عدسة الكاميرا}. كانت برغمان متزوجة وأماً للصغيرة بيا عندما وصلت إلى هوليوود عام 1939. فوقعت عقداً مع المنتج ديفيد أو. سيلزنيك (Gone With Wind). أقامت بيرغمان علاقة مع غاري كوبر، المصور روبرت كابا، وفيكتور فليمينغ، الذي أخرج فيلمهاDr. Jekyll and Mr. Hyde عام 1941 و Joan of Arc ورُشحت عنه لجائزة أوسكار عام 1948.

انقلبت هوليوود ومعجبوها ضدها عندما وقعت في حب المخرج الإيطالي روسيليني وأنجبت منه ابناً خارج إطار الزواج. صورا خمسة أفلام خلال زواجهما الذي دام سبع سنوات.

حققت بيرغمان عودة قوية في هوليوود بفوزها بجائزة أوسكار ثانية عن دورها الرئيس في Anastasia عام 1956، ما دفعها إلى القول إن صورتها انتقلت من {قديسة إلى عاهرة، ثم قديسة مجدداً}. لم تكن الممثلة أماً تقليدية. صحيح ان ليندستورم تشير في الفيلم إلى أن التواجد مع أمها كان ممتعاً، إلا أنها تذكر أن والدتها «لم تتمتع بحس الأمومة. لم تكن كذلك. كانت صديقة ممتازة. كانت مرحة. لا تتمتع كل امرأة بحس الأمومة. فلم تعش في البلد عينه كما أولادها. حتى في أواخر حياتها، كان ابنها يعيش في باريس وبناتها الثلاث في نيويورك. فقررت الإقامة في لندن».

لم تراود بيرغمان أي شكوك بشأن خياراتها في الحياة. يؤكد بيوركمان أن عبارته المفضلة كانت ما قالته بيرغمان في فيلم حين سألها مراسل عند وصولها إلى الولايات المتحدة عام 1957: {سيدة بيرغمان، هل تندمين على أي أمر في حياتك؟. فالتفت إليه وعلى وجهها ابتسامة مشعة وأجابت: كلا، لا أندم على أمر قمت به. أندم فحسب على أمور لم أقم بها».