البروفيسور «ألمور» ونماذجه التعليمية
التعليم الإلكتروني يتم دون تدخل المؤسسات الرسمية أو الخضوع للنظم والمقاييس التقليدية، وتأتي الجامعات التي تمنح الدرجات العلمية عبر التواصل الإلكتروني ضمن تلك المجموعة، ورغم صعوبة هيمنة المؤسسات التعليمية التقليدية على التعليم الإلكتروني فإنه جاذب للراغبين في تطوير قدراتهم التعليمية والوظيفية.
يطل علينا بنظراته الثاقبة عبر القاعة الدراسية الإلكترونية ليشاركنا الحديث تارة ويختبر قدراتنا التحليلية تارة أخرى، ذلك هو البروفيسور ألمور أستاذ التعليم والعميد السابق لكلية التعليم بجامعة هارفارد، قرر ريتشارد ألمور أن يتخذ من التعليم الإلكتروني منبرا لنشر العلم والمعرفة، وذلك عبر بث محاضراته بجامعة هارفارد الافتراضية، التي انضممنا إليها مؤخرا كباحثين وطالبي علم. أطلق العميد ألمور منذ فترة سلسلة من الحلقات التعليمية عبر اليوتيوب، موضحا بها نظريته التعليمية الحديثة، وهي نظرية النماذج الأربعة لمرحلة التعليم، فما تلك النماذج؟ وهل نستطيع من خلالها تقييم أنفسنا كباحثين ومسيرتنا التعليمية؟يقول البروفيسور إن للتعليم أربعة نماذج: النموذج التقليدي المتعارف عليه، والذي لا ينجح الطالب إلا بالأرقام والمعدل الرقمي أي وسائل القياس الرقمية، وهو الذي انتشر في الدول العربية منذ الستينيات ليصبح النموذج النظامي المتعارف عليه لدى المؤسسات التعليمية الرسمية.أما النموذجان الثاني والثالث فيطول شرحهما، وباختصار هما الأقرب إلى التعليم المفتوح كما هو مطبق لدى الجامعة العربية المفتوحة في العالم العربي والاتحاد الأوروبي أو عن بعد، والذي يقوم المتعلم بالتحكم في مدة السنوات الدراسية، وهو النموذج الأقرب إلى خدمة المجتمع، وتأهيل المواطن لخدمة المجتمع والاستثمار في القدرات الإدارية والمعرفية.ثم يأتي النموذج الرابع، وهو نموذج التصميم الشخصي الذي يسعى طالب العلم إلى تصميم مساره التعليمي من حيث الفترة والزمان والمكان، والذي غالبا ما يكون عبر الوسائل التكنولوجية، أي التعليم الإلكتروني، وقد باشرت الولايات المتحدة بتشريع قوانين خاصة للتعليم الإلكتروني لحماية الجامعات من هشاشة البرامج الدراسية العليا. ولكن ما الذي يجذب باحثي مؤسسة هارفارد إكس، أي زملائي في الدراسة، إلى التسابق لحضور محاضرات الدكتور ريتشارد ألمور؟ وما الجديد الذي يطرحه؟ وهل نماذجه جديرة بالطرح؟ باعتقادي نعم، وذلك لأننا بنينا أسواراً حديدية حولنا بالتزامنا بالتعليم التقليدي الذي لم تثبت جدارته تماما في تأهيل الخريجين لملء الشواغر الوظيفية المطروحة. أما النماذج الوسطى للبروفيسور وهي التي تتخذ من التعليم عن بعد و"بارت تايم" وسيلة لاجتذاب الموظفين الذين تعتمد على سواعدهم الخطط التنموية، وهي الأنسب في يومنا هذا، وذلك لمرونتها العالية في استيعاب الموظف الراغب في تطوير قدراته التعليمية، فيستطيع القيام بالاثنتين معا، أي الوظيفة والدراسة فيؤدي الدور التنموي المطلوب.أما النوع الرابع والأخير فهو اختيار المؤسسة عبر التعليم الإلكتروني دون تدخل المؤسسات الرسمية أو الخضوع للنظم والمقاييس التقليدية، وتأتي الجامعات التي تمنح الدرجات العلمية عبر التواصل الإلكتروني ضمن تلك المجموعة، ورغم صعوبة هيمنة المؤسسات التعليمية التقليدية على التعليم الإلكتروني فإنه جاذب للراغبين في تطوير قدراتهم التعليمية والوظيفية.شخصيا فقد بدأت تعليمي الجامعي عبر النموذج التقليدي الأول والدراسات العليا عبر النموذج الثاني، واليوم أراني قد اكتسبت خبرة جديدة عبر انضمامي إلى إحدى الجامعات التي تطرح التعليم عبر البرامج الإلكترونية وهي جامعة والدن، وقد التقيت بزملاء الدراسة الذين رافقوني عبر المنتديات العلمية من هارفارد إكس أي الكلية الافتراضية، ونسعى جميعا إلى إجراء دراسات حول التعليم. وينصبّ اهتمامي اليوم بالتعليم ومكافحة الفقر عبر التعليم الإلكتروني لمناطق الكوارث، وتذليل الصعوبات أمام النساء للالتحاق بالمؤسسات التعليمية في الدول النامية والفقيرة، واليوم وبعد غياب طويل نلتقي بالمنتدى الأول للتعليم الإلكتروني مع الزملاء والزميلات لعلنا نقوم بدور تنموي خارج أسوار دولنا، أي للدول النامية والفقيرة لمساعدة النساء والفتيات في الحصول على الفرص التعليمية والتدريبية والوظيفية للتقليل من حدة الفقر. وللحديث بقية!!