لحظة انفجار مسجد الإمام الصادق خرج سمو الأمير لموقع الحادث بعفوية الأب المفجوع والخائف على أبنائه دون حراسة أو مرافقين، رغم أن الحادثة ليست بعارض طارئ أو مصادفة، بل عمل إرهابي وإجرامي، ولهذه العفوية الأبوية معان كثيرة وحكيمة من أهمها أنها ألجمت الأفواه الطائفية التي عادةً ما تستغل مثل هذه الظروف لتحقق مكاسب من خلال تأجيجها واستغلال مشاعر المواطنين لإثارتهم.
وكلنا نعلم أننا نمر بظروف غير عادية بل استثنائية، فمنذ فترة ونحن نعيش في خلافات طائفية وقبلية وعنصرية أثارتها مجموعات لتتكسب منها انتخابياً أو لتصفية حساباتها مع خصومها، وساعد على ذلك الأمر معظم الوسائل الإعلامية في ظل غياب تام لدور الإعلام الرسمي الذي يبدو أنه كان كعادته في غيبوبة تامة.ورغم فاجعة تفجير المسجد والحزن الذي رافقه على سقوط المصلين الأبرياء من مواطنين وغيرهم نتيجة هذا العمل الجبان فإن تلك الجريمة ساهمت بشكل أو بآخر في التفاف الشعب الكويتي كعادته حول بعضه بعضا، متناسيا كل ما كان عليه قبل تلك الجريمة، ولأن ما حصل قد حصل فعلينا كمواطنين أن نعي خطورة المرحلة القادمة في ظل الحروب الطائفية التي نراها في دول الجوار، وما آلت إليه من قتل وتدمير للأوطان، وهو أمر علينا أن نعمل سوياً بكل مكوناتنا المجتمعية لخلق أسوار حول حدودنا تقينا من تسلل هذه الآفة إلينا. فمن باب المسؤولية الوطنية والتعايش السلمي علينا أن نلجم الأفواه التي تثير النعرات الطائفية، وتشعل الفتنة بيننا كمواطنين، وأن نعريها أمام الجميع، فمن واجب الشيعي أن يرفض أي دعوات طائفية تصدر من شيعي، ومن واجب السني أن يفعل الأمر ذاته مع السني، وكذلك الحضري والقبلي، فالأمر لم يعد يحتمل المزيد من التناحر والتفرقة.يعني بالعربي المشرمح:الوحدة الوطنية هي وحدة القلوب ووحدة التعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع، وفي وطن يجمعنا بكل طوائفنا كما كان في السابق، خصوصا أن ما يحصل في دول الجوار درس علينا أن نعيه جيداً ونعتبر منه، ولا تأخذنا عقولنا لما يتفوه به من يعتاش على الطائفية التي لو زرعت في قلوبنا لاحترقنا بها جميعاً، كما نشاهد حرائقها في دول الجوار التي ارتضت شعوبها أن تحتضن هذه البذرة الخبيثة، ووحدتنا لن تكون بالشعارات والتصريحات والصلوات بل بتنقية قلوبنا وتعاضدنا ضد كل من يثير الفتنة بيننا كائناً من كان.
مقالات
بالعربي المشرمح الوحدة وحدة القلوب!!
11-07-2015