ظاهرة صحية ومنطقية
فيصل المسفر
تتباين الآراء حول ظاهرة الأعمال العربية المشتركة، فثمة من ينتقدها وثمة من يؤيدها، من بينهم الفنان والمخرج الإذاعي فيصل المسفر، الذي يشيد بمثل هذه الأعمال الدرامية التي تجمع الفنانين العرب، مؤكداً أن هكذا وضع هو واقع نعيشه في حياتنا العامة، إذ يحتضن المجتمع الكويتي أشخاصاً من جنسيات عربية مختلفة وثمة صداقة تجمع هؤلاء بالمواطنين، كذلك يرتبط كويتيون بزوجات من جنسيات مختلفة سواءً كن خليجيات أو عربيات. يضيف أن خير من يجسد شخصية المواطن الكويتي هو الممثل الكويتي، لأنه متمكن من لهجة بلده، لكنه لا يستطيع في حقيقة الأمر أداء دور سوري الجنسية أو غيره، مشيراً إلى أنه استعان في بعض الأعمال الدرامية الإذاعية الكويتية التي تضمّ شخصية مواطن مصري، بممثل مصري ليكون دوره واقعياً ومقنعاً وفيه جودة، فهي لهجته أولاً وأخيراً، بيد أن الممثل المصري ليس بمقدوره التحدث باللهجة الكويتية في المسلسلات الكويتية. يتابع: «يقيم بعض الممثلين والممثلات من دول عربية شقيقة في دولة الكويت، ويشاركون في أعمال درامية محلية، لكن سرعان ما تنكشف لهجتهم الأصلية، فهم يرمون بكثير من «البدليات» على اللهجة الكويتية»، لافتاً إلى أن الأعمال التي تضم فنانين عرباً ضمن الإنتاج العربي المشترك، ظاهرة صحية ومنطقية، تصب في مصلحة الدراما العربية.بدر محاربفي السياق نفسه، لكن على صعيد الدراما المسرحية، يرى الكاتب والمخرج المسرحي بدر محارب أن تكوين فرقة مسرحية قومية عربية فكرة رائدة، «إذ تعزز التواصل بين الأشقاء العرب من المسرحيين وتبادل الخبرات في ما بينهم، للخروج بأعمال مسرحية عربية تحمل قيمة فنية، تمثل العالم العربي وتقدمه للعالم الخارجي بصورة مشرقة ومشرفة، من خلال الاستفادة من مزيج الثقافات العربية التي يحملها كل إقليم وكل قطر عربي».يضيف: «من شأن ذلك إعادة تعريف العالم العربي وتقديمه بشكل مختلف وبعيد كل البعد عن الصورة النمطية التي يحملها الفرد، في الغرب أو في الشرق، عن شخصية الإنسان العربي ببعديها الثقافي والفني، ما يُسهم في تحسين صورة العربي التي تشوّهت في العقود الأخيرة من خلال الإعلام الغربي». يتابع: «نحن في أمس الحاجة إلى فرقة مسرحية قومية عربية، ولكن لتحقيق ذلك لا بد من اتباع العمل المؤسسي وتشكيل هيكلية إدارية لها، من خلال الاتفاق على شكل تنظيمي محدد أو مجلس إدارة يتغير كل فترة زمنية». يوضح أنه «لتكوين فرقة كهذه، لا بد من الأخذ في الاعتبار أن أولى العقبات لها ستكون مصادر التمويل والدعم المادي»، لافتاً إلى أن الطريق الواضح والمباشر لتجاوز هذه العقبة هو إدراج هذه الفرقة تحت مظلة مؤسسة عربية، تُعنى بالثقافة عموماً وبالمسرح خصوصاً، على غرار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم التابعة للجامعة العربية أو الهيئة العربية للمسرح أو غيرها من المؤسسات الثقافية العربية الكبرى».يؤكد أن الفكرة رائدة ورائعة وستقدم الكثير للفنان وللمسرح العربي، وتحسّن من صورة العرب في العالم، وتبرز إسهامات الفنان والمثقف العربي في المشهد الثقافي العالمي.عصام الكاظمييشير الفنان عصام الكاظمي إلى ثلاث حالات، الأولى عندما يشارك الممثلون من جنسيات عربية مختلفة في عمل إما باللغة العربية الفصحى أو اللهجة البدوية، أو أن يكون الممثل متقناً للهجة الدولة التي يمثل فيها، كما في تجارب جمال سليمان وتيم الحسن، وهنا لا وجود لأي مشكلة.يضيف: «الحالة الثانية هي تجسيد لواقع بعض الأسر العربية المختلطة (خليجي متزوج من شامية أو مصرية والعكس) هنا أيضاً لا مشكلة، ولكن في اعتقادي أن المشكلة تكمن في الأعمال التي لها خصوصية محلية لهذا البلد العربي أو ذاك، ولا يتقن الممثل أو الممثلة لهجة ذلك البلد... هنا يكون العمل مشوهاً وغير مقبول».في خلال وجوده في لندن، لاحظ أن ثمة دورات وورشاً خاصة تعطى للممثلين باللهجات المختلفة ضمن اللغة الإنكليزية، على سبيل المثال: لهجات أهل الريف الإنكليزي تختلف عن المدن، كذلك الإنكليزية الأميركية تختلف عن البريطانية.يتابع: «لبعض الولايات الأميركية لهجة مميزة كتكساس على سبيل المثال، أو إذا كان المسلسل يتمحور حول أزمنة قديمة من الغرب الأميركي (الكاوبوي) أو الدراما الشكسبيرية أو غيرها، فهنا يخضع الممثلون لدورات مكثفة متخصصة لإتقان اللهجات الخاصة بالعمل، وهو أمر من المهم الاهتمام به سواء على مستوى المعاهد الدرامية أو المنتجين».