في ذكرى سنوية والدي رضا الفيلي

نشر في 23-11-2015
آخر تحديث 23-11-2015 | 00:01
 خلود رضا الفيلي هل هي أنانية مني أن أجعل محبيك ومن عرفوك وساروا معك في مسيرتك الطويلة في عالم الإعلام أن يشاركوني في ذكرى مرور سنة على رحيلك؟ أم أنك تستحق هذه المشاركة بجدارة؟!

سؤال أجده مشروعاً من ابنة أحبتك وأطاعتك وعرفت قدرك، سؤال طالما طرحته على نفسي سواء في خلوتي القسرية منتبذة أي زاوية، أو في اختلائي بك، كنت أعد الأيام والساعات وهي تتسارع في حسابات الزمن، وتتباطأ في الوجدان؛ لأني أعيشها بكل تفاصيلها في جميع المجالات والمناسبات، مترقبة ذكرى رحيلك السنوي الذي يصادف اليوم.

ربما أنت، ربما أحباؤك، ربما عطاءاتك المتواصلة هي التي أجابت عن هذا السؤال الذي قد يبدو محيراً، لكنه في حقيقة الأمر يحمل جوابه في سياقاته، فأنا لست وحدي يا أبي، ولن أكون كذلك ما حييت في مساحات ذكراك، فهذا حق من حقوقك علينا، على المحبين، على الذين يعملون في توثيق عطاءات رجال الكويت.

أما عن الحزن، فلا تسل، فهو رفيقي الدائم وربما عزائي الدائم، فلقد تآلفت معه لدرجة التوحد به، وعن وجودك في يومياتي رغم رحيلك أيضاً لا تسل، ليس هذا اعتراضاً على مشيئة الله، فهو سبحانه يملك الأجل والمنية وبيده علم الساعة، وما نحن إلا بشر يمرون إليه تباعاً كل في ساعته لا يستقدمونها ولا يستأخرون.

كنت أخشى فيما أخشاه أن يبدأ ذكرك بالتلاشي يوماً بعد يوم، فهذه هي طبيعة البشر، لكني أزداد اطمئناناً على بقائك ليس كذكرى فقط، بل كوجود في الغياب أيضاً، وهذا ما أراه في عيون محبيك، وفي عيون أصدقائك، لدرجة أنك تحتلني في الأماكن والقلوب فلا يعرفوني إلا بك، وأنا في منتهى السعادة أنهم يرونك في وجودي، وحتى لو ألغيت هذا الوجود فأنا لا أتشبث به إلا بالقدر الذي يجلب لك الفخر بي.

لا تسل يا والدي إذا كانت والدتي الحبيبة أمل وشقيقتي العزيزة العنود ترافقانك في وجداني، فهما كذلك، فلقد علمتنا ألا نفترق في سراء ولا ضراء، أليس هذا ما تريده؟!

أما الإعلام الوطني، وهنا أشدد على "الوطني"، فهو لم يبخسك حقك، فإن لم يكن اسمك على شاشاته كان على صفحاته، وإن لم يكن فهو أبداً موجود في الضمائر الوطنية، وفي هذا بعض عزاء وكل افتخار، فعملك لم ينقطع سواء في تموجات بصماتك، أو في تهدج أصوات أعزائك، وأكاد أقول بل أقول: إني لست سوى واحدة منهم، مع كثير من الخصوصيات.

يقولون لي: هذه ابنة رضا الفيلي، وكم تغمرني السعادة عندما أنسب إليك، فأنا غير مضطرة كما يفعل الآخرون، لصناعة آبائي وأجدادي، بل الأكثر من ذلك أنا موجودة بهم؛ لذلك أقول لك بمناسبة مرور السنة الأولى على رحيلك بجسدك، إني لست وحدي يا والدي، وسأبقى كذلك في كل وقت وآن طالما أنت معي، وما دام فيّ رمق من حياة.

back to top