ترامب يصعد على انهيار الطبقة الوسطى في أميركا

نشر في 15-12-2015 | 00:01
آخر تحديث 15-12-2015 | 00:01
No Image Caption
تتجه الأنظار إلى المناظرة الخامسة الأخيرة لهذا العام، للمرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الأميركية، التي تجريها محطة "سي ان ان"، وسط توقعات بأن تحظى بنسبة متابعة قياسية، فالتوتر الذي بلغ حدا غير مسبوق في تاريخ الحملات الانتخابية الأميركية، على خلفية الأحداث السياسية التي فرضت نفسها على المرشحين الجمهوريين، جعلهم في مواجهة قضايا لم يتوقعوا أن تكون محور حملاتهم.

وينتظر الأميركيون غدا ما قد تحمله تلك المناظرة من مفاجآت، أو على الأقل من معطيات، تعيد رسم خطوط المرشحين، الذين يكافحون من أجل وقف "ظاهرة دونالد ترامب"، الذي تحول الى معضلة، ليس للمرشحين الجمهوريين فحسب، بل ولقيادة الحزب التي وجدت نفسها في خضم أزمة لم تعثر حتى الساعة على مخارجها، بما يحفظ وحدة الحزب أولا، والفوز بكرسي الرئاسة ثانيا وأساسا.

دراسات عن «ظاهرة ترامب»

وفي حين لا يحمل جديدا القول إن الهجمات التي يتعرض لها ترامب لا تلبث أن تؤدي الى نتائج عكسية، وترفع رصيده وسط مؤيديه، الا أن مراكز أبحاث متخصصة سعت الى فهم أسباب صعود هذه "الظاهرة".

"معهد بيو للأبحاث" نشر نتائج دراسة أجراها لتفسير أسباب صعود ترامب، خلصت الى أن انهيار الطبقة الوسطى الأميركية هو المسؤول الأول عن هذا الصعود، ما ينذر بتحولات عميقة للمجتمع الأميركي برمته إذا لم تنجح جهود إعادة بنائها وتوسيع قاعدتها الاجتماعية مجددا.

تراجع الطبقة الوسطى

وقالت الدراسة إن الطبقة الوسطى لم تعد تشكل أغلبية الأميركيين، وتراجعت من 61 في المئة من السكان عام 1971 الى 42 في المئة اليوم، وتراجعت نسبة مداخيلها من 62 في المئة عام 1970 الى 43 في المئة عام 2014.

في المقابل، زادت نسبة الأغنياء والفقراء بين الأميركيين، ونمت مداخيل الأغنياء بنسبة 47 في المئة، و28 في المئة للفقراء، بينما انخفضت مداخيل الطبقة الوسطى الى 34 في المئة. وخلال حقبتي الركود الاقتصادي في 2001 و2007 – 2009 فإن الخسارة الكبرى وقعت على كاهل الطبقة الوسطى، في حين حقق الاغنياء قفزات كبرى هي الأكبر خلال 30 عاما منذ 1983 حتى 2013.

وأظهرت الدراسة أن حاملي الشهادات الجامعية حافظوا على موقعهم ضمن الطبقة الوسطى، أما من هم دون الشهادة الجامعية فانحدروا الى سلم أدنى، في حين خسر أولئك الذين لا يملكون شهادة الثانوية العامة كل قاعدتهم الاقتصادية، وانحدروا من الطبقة الوسطى الى ما دونها، وتخلص الى القول إنه عند هذه النقطة ينبغي فهم صعود ظاهرة ترامب.

مؤيدو ترامب لا يحملون شهادات

وفي استطلاع نشرته صحيفة "واشنطن بوست" مع محطة "اي بي سي"، يظهر ترامب متقدما على كل منافسيه بنسبة 32 في المئة. وبين مؤيديه البيض من ذوي الشهادات الجامعية حقق ترامب 23 في المئة، متقدما بأربع نقاط فقط عن أقرب منافسيه، أما في أوساط من لا يحملون شهادة جامعية فقد حقق نتائج صاروخية، إذ بلغت النسبة 41 في المئة، أي أكثر بمرتين من أقرب منافسيه.

وتخلص تلك الدراسة الى القول إنه كما تجاوبت تلك الفئة من الناخبين الذين يعتبرون المهاجرين غير الشرعيين تهديدا اقتصاديا واجتماعيا لهم مع خطاب ترامب، تجاوبوا معه أيضا حين دعا إلى فرض حظر على دخول المسلمين الى أميركا، ومنحوه تقدما مستمرا رغم كل الهجمات التي تعرض لها.

back to top