بالعربي المشرمح: الفشل العربي!
كنّا نعتقد أن عالمنا العربي هدف للدول العظمى لنفاجأ حالياً بأننا أصبحنا هدفاً لأطماع أي دولة أو حتى تنظيم، فها هي إيران تحتل جزءاً من وطننا العربي، وها هو "داعش" يحتل جزءاً آخر، بحجة الدين والطائفية، ومن السذاجة أن نقول إن إيران دولة عظمى ومؤهلة لتسيطر على العراق وسورية ولبنان واليمن، كما صرح بذلك أحد رموزها، بل المتابع يعرف أنها "مترهلة"، لا تملك مقومات الدول العظمى، ما يجعلنا نجزم بأن نفوذها في الوطن العربي لم يكن نتيجة قوتها بل لوهن الدول العربية، وخاصة دول الجوار، وهو الأمر الذي مكّن إيران، وبدهاء ساستها، من التمدد، حيث استطاعت ملء الفراغ في تلك الدول، وهو الأمر الذي ابتعد عنه العرب دون إدراك خطورته، أو لأن معظمها دول فاشلة وغارقة بمستنقع الفساد والسرقات.وفشل الدول العربية أطلق العنان حتى للمنظمات الإرهابية، فجعلها أرضاً خصبة لاستقطاب الجهلة والمتخلفين وأصحاب السوابق والمرتزقة لينشئوا دويلات على بعض أراضيها، وبهذا لا يمكن لعاقل أن يبرر فشلنا كعرب ليتّهم إيران وغيرها بخلق هذه الحالة الكارثية، بل علينا الاعتراف والإقرار بفشل إدارتنا للأزمات، خاصة منذ سقوط بغداد وانهيار مؤسساتها وعدم ملئنا الفراغ الذي حدث بها، فَلَو لم تفعل ذلك إيران لفعله غيرها، لاسيما مع ضعفنا ووهننا وعدم إدراكنا خطورة الأمر.
يعني بالعربي المشرمح:ما حدث في العراق وسورية واليمن وليبيا وغيرها من الدول العربية ناتج عن فشل إدارة تلك الدول وفشل الدول العربية الأخرى في ملء الفراغ الذي نتج عن هذا الفشل لعدم إدراكها خطورة ما حدث، وبسبب الفساد المستشري في معظم الدول العربية وانشغال ساستها وترك الساحة العربية لإيران والمنظمات الإرهابية تسيطر عليها دون أي رادع أو ردة فعل، وهو ما يوجب علينا تدارك فشلنا والعمل للإصلاح قبل أن تلحق بقية العرب بركب الدول الفاشلة ويحدث لها ما حدث لشقيقاتها.