سارة شاهين: «سكر مر» نقطة انطلاقي في السينما
كان جمالها جواز دخولها عالم الفن، إلا أنها استطاعت رغم قصر عمرها الفني لفت الأنظار إلى موهبتها قبل جمالها، ما جعل المخرج هاني خليفة يُسند إليها أحد الأدوار الرئيسة في فيلم {سكر مر}. إنها الفنانة الشابة سارة شاهين، عن مشاركتها في الفيلم ومشاريعها الجديدة كان لنا معها هذا الحوار.
كيف كان الترشيح لهذا العمل؟
كان الترشيح من المؤلف محمد عبد المعطي بعدها طلب المخرج هاني خليفة مقابلتي وكنت في شدة التوتر، ثم أخبرني أنه اختارني لأحد الأدوار الرئيسة في فيلمه الجديد. جلست معه ومع مؤلف العمل، أخذت السيناريو وقرأته مرة ولم أكمله إلا وقد وافقت على الفور.ما سبب موافقتك على العمل؟أولاً، العمل جيد جداً وموضوعه لافت ومختلف لم يتطرق إليه أحد، إضافة إلى أن المعالجة جيدة ومتميزة. أما عن {شيري}، فهي إحدى أهم الشخصيات التي قدمتها في مشواري الفني القصير، وجذبتني من البداية. كذلك سعدت باختيار هاني خليفة لي لأنه مخرج متميز وله تجربة ناجحة هي {سهر الليالي} الذي يعتبر أحد أفضل الأعمال التي شاهدناها في السنوات الأخيرة، وبالتالي العمل مع فرصة جيدة في بدايتي الفنية.كيف كان التحضير للشخصية؟في البداية، جلست مع السيناريت وأوضحت رؤيتي حول طريقة كلام شيري عزام، وإطلالتها وتعاملها مع من تحب ومع أصدقائها، ثم جلست مع المخرج هاني خليفة، واتفقنا على الشكل والتفاصيل حتى ظهرت الشخصية كما شاهدها الجمهور على الشاشة.كيف كانت كواليس العمل؟كانت أكثر من رائعة، حيث سادها الود والتعاون. على المستوى الفني، استفدت كثيراً من كل المشاركين في العمل، وعلى رأسهم المخرج هاني خليفة، وأعتبر أن خبراتي زادت بفضل من تعاونت معهم.كيف وجدت الأحداث السياسية في خلفية أحداث الفيلم؟يتحدَّث الفيلم عن التشوه والتناقض في علاقتنا ببعض، وعن التحول الغريب الذي قد يحدث نتيجة قرار خاطئ أو ظروف خارجة عن الإرادة قد تُفسد العلاقة رغم وجود مشاعر حب. الأحداث السياسية التي عرضت أيضاً شابها التشوه والتناقض وكلاهما يؤثر في الآخر وكلنا تأثرنا بما حدث في السنوات الأخيرة وعاصرناه، ووجود هذه الأحداث كان أولاً إشارة تاريخية إلى زمن الفيلم وأيضاً إلى التحولات المتناقضة التي طرأت على المجتمع، وربما كان لها دور في ما مرَّت به الشخصيات.ما رأيك في اعتراض الرقابة على بعض الألفاظ في الفيلم؟اعتراض غير مبرر، لأننا لم نقدم ما يستحق المنع والحذف. الشخصيات هي التي تفرض حوارها، وهي من الطبيعي أن تصدر بعض الألفاظ التي تتوافق مع حالتها والجو العام للحدث، كما أن مفردات الشارع والمجتمع اختلفت بشكل كبير وأصبح ثمة الكثير من الألفاظ تُستخدم من دون أي شعور بالدهشة. على القيمين على الرقابة مراعاة هذه التغيرات في المجتمع. لا بد من أن يتوافقوا معها، خصوصاً أننا لم نقدم لفظاً أو إيحاء خادشاً للحياء، وما حدث في صالة العرض من تداول للكلمة المحذوفة دليل على أن المنع لم يعد يُجدي الآن، لا سيما مع الجيل الجديد ومع التطور التكنولوجي الذي أتاح لنا كل شيء.اسم الفيلم مُستوحى من أغنية ماجدة الرومي... لماذا؟كان {سكر مر} اسماً موقتاً للفيلم وهو اختيار هاني خليفة، وكان مقرراً بعد الانتهاء من التصوير والمونتاج أن نختار اسماً آخر له، ولكن بعد الانتهاء من الفيلم وجدنا أن العنوان هو الأنسب للعمل الذي يتناول علاقات الحب والزواج التي تبدأ بالحب، ثم تتحوّل بسبب أو آخر إلى النقيض وبعدها يحدث الانفصال. هذا التناقض والتحول موجود في الكلمتين سكر مر، ولهذا قرر الجميع الإبقاء على اسم الفيلم من دون تغيير.كانت نهاية الفيلم مأساوية فقد فشلت كل العلاقات... لماذا؟أولاً، لم تفشل العلاقات كافة. انتهى بعض العلاقات بالطلاق والانفصال، ولكن ثمة علاقة وحيدة تراجعت قبل الانفصال.بمراجعة الإحصاءات سنرى ارتفاع معدلات الطلاق في السنوات الأخيرة بشكل كبير، وبالتالي نحن نتحدث عن واقع يحدث فعلاً، إضافة إلى أن الانفصال ليس بالضرورة نهاية الحياة، بل ربما يكون بداية حياة جديدة، كما جاء على لسان إحدى شخصيات الفيلم مروان (نبيل عيسى) الذي أكَّد أنه لن يُفكر في الارتباط مجدداً، بينما شخصية أخرى (الفيشاوي) بدأت في البحث عن جديد. وهذه هي الحياة، نخرج من علاقات فاشلة لنبدأ بعلاقات أخرى ربما ناجحة أو فاشلة أيضاً.ما ردك على القول إن فيلم {سكر مر} مشابه لـ {سهر الليالي}؟غير صحيح. التشابه في المخرج فقط، وفي أن العملين بطولة جماعية، فهل كل بطولة جماعية تتشابه مع {سكر مر}؟ شاهدت {سهر الليالي} مثل كثيرين وشاركت في {سكر مر} ولم أر أي تشابه وإلا ما كنت وافقت على العمل به، لأني أحرص على اختياراتي جيدا،ً ومن يشاهد الفيلم سيرى أن العملين غير متشابهين.ما هي أهم محطاتك الفنية؟محطاتي الفنية ليست كثيرة أهمها فيلم الحفلة مع أحمد عز ومحمد رجب، وفيلم القط مع عمرو واكد وفاروق الفيشاوي ومسلسل حكاية حياة مع غادة عبد الرازق، ولكن {سكر مر} أعتبره إحدى المحطات المهمة إن لم يكن أهمها فعلاً، بمساحة الدور وأهميته، وهو ما جعل أكثر من عمل سينمائي يُعرض عليّ بعد نجاح الفيلم، وأختار أحدها قريباً.