يبدو أن ما يحكم المرحلة الراهنة في لبنان هو اتفاق الأفرقاء كافة على استقرار الحكومة. فبعد كلام وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق قبل أيام مهددا بالانسحاب من الحكومة، مبررا بقاء فريقه السياسي داخلها للحفاظ على الاستقرار، رد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أمس، بكلام كبير في موضوع "الحكومة والحوار"، رافضا "الابتزاز"، معلنا أنه يدرس جدوى البقاء فيه (الحوار)، وداعيا الى "الحفاظ على الحكومة، ولا نؤيد إسقاطها، ومصلحة اللبنانيين في بقائها لأن البديل هو الفراغ والانهيار".
والتقت صفة الاستقرار بين "المستقبل" و"حزب الله"، وهي الصفة الوحيدة التي يجمع عليها الكل في موضوع الحكومة، في الوقت الذي يشكو منها الكل، فلا إنتاجية ولا تعيينات ولا اجتماعات ولا قرارات.وكان نصرالله قد أكد أن "المقاومة هي الضمانة لحفظ بلدنا وشعبنا وكرامتنا في زمن يتخلى فيه الكثيرون عن المسؤولية"، لافتا إلى أن "المقاومة بات لديها منذ سنوات طويلة جمع كبير من القادة في مختلف الصفوف والمستويات، ولم تعد المقاومة مبادرة فردية قائمة بوجود بعض الأفراد أو القادة".وأضاف نصرالله، خلال الاحتفال التكريمي أمس بمناسبة ذكرى مرور أسبوع على مقتل القائد الحاج حسن محمد الحاج (أبومحمد الإقليم) في سورية: "استطعنا مع كل المجاهدين أن نقف بوجه المشروع التكفيري، ومنذ أكثر من 4 سنوات نحن نقاتل هذا المشروع"، مشددا على أهمية "الحفاظ على أسرار المقاومة وخباياها وقادتها وطرق عملها".وعن حوار "حزب الله" - "المستقبل"، قال إنه: "عندما يتحدث المستقبل عن الحوار كأنهم يتفضلون على الآخرين، ولا نقبل أن يمن علينا أحد بالحوار"، مضيفا: "سأدعو قيادة حزب الله إلى إعادة النظر في الحوار إذا استمر البعض في مواقفه الحالية منه"، مشددا على "أننا نرفض الابتزاز، ومن يحب أن يستمر في الحوار فأهلا وسهلا، ومن يريد الخروج فالله معه، ونفس الأمر بالنسبة إلى الحكومة، ونرفض أن يكون هذا الأمر".وعن الخطة الأمنية في البقاع، سأل: "هل المطلوب منا اعتقال الناس في البقاع؟"، مشيرا إلى أنها "ليست من مسؤوليتنا، وهناك من يريد أن يدخل حزب الله وحركة أمل في خلاف مع الناس"، مضيفا: "أتحدى كل المؤسسات التي قالت إننا اعتقلنا أحدا، وهذه من مسؤولية الدولة".وعن الفراغ الرئاسي وشلل المؤسسات الحكومية، دعا الى "الحفاظ على الحكومة، ولا نؤيد إسقاطها، ومصلحة اللبنانيين في بقائها، لأن البديل هو الفراغ والانهيار".إلى ذلك، أكد وزير العدل أشرف ريفي، أمس، أن "الحكومة دخلت في موت سريري، وعلى اللبنانيين وبخاصة القادة السياسيين ورؤساء الأحزاب السياسية أن يعوا ويعملوا لإنقاذ لبنان، ولاسيما أننا انتهينا مما سمي معركة الترقيات التي انتهت بتوجيه صفعة كبيرة لميشال عون ولحزب الله، ولنقول لهم إن الدولة ستنتصر مهما كلف الأمر، ومطالب عون والحزب ليست قدرا يجب أن ننفذه، بل سنرفضه ونحاربه لندعم مؤسسات الدولة الشرعية فقط لا غير، خصوصا المؤسسات العسكرية والأمنية".في سياق منفصل، أكد متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، المطران إلياس عودة، في عظة الأحد أمس، أن "كنيستنا لا تبارك الحروب، وليس هناك من حرب مقدسة".باسيل يدعو إلى اندماج «التحالفين»التقى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، أمس، في اليوم الثاني من زيارته الى طهران، المستشار الأعلى للشؤون الدولية لمرشد الثورة الإسلامية رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية لمجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر ولايتي.وبعد اللقاء، عقد الجانبان مؤتمرا صحافيا قال فيه باسيل: "لبنان كعضو في التحالف الدولي ضد الإرهاب (بقيادة واشنطن)، يدعو الى تحالف التحالفين ضد الإرهاب من أجل أن نكون في معركة واحدة لا تستثني أي دولة في العالم، وينضم اليها الجميع في مواجهة هذا الشر"، في إشارة الى التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضد "داعش" من جهة والتحالف الجديد الذي يضم روسيا وإيران والعراق وسورية.بدوره، قال ولايتي: "لبنان بلد صديق وشقيق، وهو يقع في خط وسلسلة المقاومة التي تبدأ من إيران باتجاه العراق وسورية ولبنان، وهذا النهج المتضامن والمنسجم استطاع أن يشكل هذا الخط المقاوم للمنطقة".وأمل ولايتي في أن "تتوافر الظروف في وقت قريب كي يتمكن الشعب اللبناني من إجراء الانتخابات الرئاسية، وهذا مطلبه بأن ينتخب رئيسه بنفسه".
دوليات
نصرالله: من يرغب بالرحيل عن الحكومة والحوار... «الله معه»
19-10-2015