اليمن.. بدء سريان وقف اطلاق النار مع انطلاق مباحثات السلام في سويسرا

نشر في 15-12-2015 | 14:02
آخر تحديث 15-12-2015 | 14:02
دخل وقف إطلاق النار في اليمن حيز التنفيذ ظهر الثلاثاء بالتوقيت المحلي (0900 تغ)، تزامناً مع مباحثات السلام التي بدأت اليوم في سويسرا برعاية الأمم المتحدة، بين الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والحوثيين.

وفي جنيف، أعلن الناطق باسم الأمم المتحدة بدء محادثات السلام بين الأطراف اليمنية تحت اشراف المنظمة الدولية صباحاً، مضيفاً "أؤكد أن المحادثات حول اليمن بدأت في سويسرا، مشاورات برئاسة الأمم المتحدة، تهدف إلى ارساء وقف إطلاق نار دائم".

ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس عمّا إذا كان وقف إطلاق النار المقرر في اليمن دخل حيز التنفيذ في الوقت المحدد، قال المتحدث باسم التحالف العميد الركن أحمد عسيري "نعم"، عبر رسالة نصية قصيرة.

وأكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بدء "وقف الأعمال القتالية"، معتبراً ايّاه "خطوة أولى أساسية لاحلال السلام في البلاد".

وحض الأطراف على "الالتزام بهذه المبادرة والعمل على وضع حد نهائي ودائم للنزاع".

وكانت قيادة التحالف أفادت أمس التزامها بموعد سريان وقف إطلاق النار تماشياً مع طلب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، مؤكدة في الوقت نفسه "احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف اطلاق النار".

وكانت الرئاسة أعلنت الأسبوع الماضي أن وقف النار مقرر لسبعة أيام، وقابل للتمديد في حال التزام الحوثيين به.

ميدانياً، سجلت اختراقات محدودة بعد بدء تنفيذ وقف اطلاق النار.

وأفاد الضابط في الشرطة طه الصبحي أن "خمس قذائف هاون سقطت على مواقع للقوات الشرعية في الشريجة (بمحافظة تعز في جنوب غرب البلاد) بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ".

كما أفاد شهود في تعز عن سماع دوي بعض القذائف في المدينة التي ما زالت بيد القوات الموالية لهادي، ويحاصرها الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح منذ أشهر.

وسبق بدء سريان وقف إطلاق النار، غارات للتحالف، تزامناً مع اشتباكات بين قوات هادي من جهة، والحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في مناطق عدة.

وأكد مصدر في الرئاسة اليمنية لم يكشف اسمه أن "هذه المبادرة جاءت حرصاً على التمسك بفرص تحقيق السلام ومحاولة تخفيف المعاناة على شعبنا اليمني ووقف سفك المزيد من الدماء"، مشدداً على أن "الالتزام بوقف إطلاق النار من جانب الدولة مرتبط بالتزام الميليشيات الانقلابية".

وكان الحوثيون أكدوا في وقت سابق أن التزامهم بوقف النار مشروط بوقف "العدوان" عليهم، في إشارة بالدرجة الأولى إلى غارات التحالف.

ميدانياً، شهد صباح الثلاثاء معارك بين الطرفين، بحسب مصادر عسكرية يمنية.

ودارت اشتباكات في محافظة مأرب الواقعة إلى الشرق من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر 2014.

غارات

وفي محافظة تعز (جنوب غرب)، شن التحالف غارات عدة على مواقع للحوثيين صباح الثلاثاء، تزامناً مع اشتباكات في شمال مدينة تعز حيث يحاول الحوثيون التقدم نحو حي الزنوج، بحسب المصادر نفسها.

وبدأت قوات هادي منتصف الشهر الماضي هجوماً واسعاً بدعم من التحالف، لطرد الحوثيين وحلفائهم من هذه المحافظة المحورية التي ستتيح السيطرة عليها بالكامل، تأمين محافظات الجنوب والتقدم نحو مناطق يسيطر عليها الحوثيون في الوسط والشمال، بحسب محللين.

وأعلن التحالف الأثنين مقتل ضابطين أثناء متابعتهما المعارك في تعز.

ونعى التحالف "العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان (سعودي)، وسلطان بن محمد علي الكتبي، أحد ضباط القوات الإماراتية، اللذين استشهدا فجر اليوم الاثنين أثناء قيامهما بواجبهما في متابعة سير عمليات تحرير تعز"، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وأكد مصدر عسكري يمني أن الضابطين قضيا في سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون وقوات صالح من مواقع لهم بين ذباب ومدينة المخا.

وأكد الحوثيون عبر وكالة "سبأ" التي يسيطرون عليها، إطلاق "صاروخ بالستي نوع +توشكا+ على مركز عمليات العدو في شعب الجن بباب المندب"، وأن الصاروخ أصاب هدفه "بدقة عالية".

وسيطر الحوثيون وحلفاؤهم في سبتمبر 2014 على صنعاء، وواصلوا التقدم جنوباً إلى عدن، ثاني كبرى مدن البلاد، والتي كان هادي أعلنها عاصمة مؤقتة بعد فترة من سقوط صنعاء.

وفي مارس، بدأ التحالف شن غارات ضد الحوثيين والقوات الموالية لصالح.

وبعد أشهر، شرع في تقديم دعم ميداني مباشر لقوات هادي، ما مكّنها من طرد الحوثيين من عدن واستعادة أربع محافظات جنوبية.

وبحسب الأمم المتحدة، أدى النزاع إلى مقتل قرابة ستة آلاف شخص نصفهم تقريباً من المدنيين، وفرار نحو 170 ألفاً، منذ مارس.

وتأتي محادثات السلام وسط جو من انعدام الثقة بين طرفي النزاع، خصوصاً بعد فشل محاولات سابقة للاتفاق، كما لم يتم الالتزام بأكثر من إعلان لوقف النار، لا سيما في مايو ويوليو.

وبحسب ولد الشيخ أحمد، تهدف المباحثات التي تجرى في سويسرا وسط تكتم إعلامي، للتوصل إلى "وقف دائم وشامل لاطلاق النار، وتحسين الوضع الانساني والعودة إلى انتقال سياسي سلمي ومنظم".

وبعد أكثر من عام على دخول الحوثيين صنعاء، يتواصل النزاع بلا غالب ولا مغلوب، كما تحول تدريجياً إلى ما يشبه المستنقع لدول التحالف، لا سيما مع استغلال الجماعات الجهادية الوضع الأمني لتعزيز تواجدها ونفوذها لا سيما في جنوب اليمن.

back to top