كيف سيرد بوتين على تفجير الطائرة؟

نشر في 06-11-2015
آخر تحديث 06-11-2015 | 00:12
No Image Caption
إعلان بريطانيا تجميد رحلاتها الجوية من شرم الشيخ كان الإشارة الأكثر مصداقية إلى احتمال أن يكون تحطم الطائرة الروسية الأسبوع الماضي ناجماً عن تفجير عبوة ناسفة زرعت على متنها.

بعدها بقليل أُعلن عن اتصال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالرئيس الأميركي باراك أوباما، بحثا فيه الحادث، ليخرج بعدها مسؤول في الاستخبارات الأميركية، معلناً أن سقوطها قد يكون ناجماً عن تفجير عبوة نفذه تنظيم «داعش» أو أحد حلفائه، واضعاً العالم أمام تطور بالغ الأهمية في الحرب الدائرة مع هذا التنظيم.

تمهُّل الجهات الرسمية الأميركية في تأكيد الخبر، رده مسؤولون إلى التبعات التي ستترتب على هذا الإعلان، خصوصاً على العلاقات الأميركية والغربية عموماً مع روسيا في المواجهة الدائرة بسورية، التي أعلنت أن تدخلها فيها كان لمحاربة هذا التنظيم، بينما الوقائع تثبت عكس ذلك. ورغم ذلك تلقت موسكو من «داعش» ضربة أمنية وسياسية موجعة، لا يعرف بعد مدى تأثيراتها الداخلية أيضاً.

وبعيداً عن تحليل المعطيات التقنية والاستخبارية للحادث، هناك من يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وضع حرج الآن لتقديم إجابات سياسية مقنعة، في ظل الأخطار التي وضعت روسيا نفسها فيها بعد قرار تدخلها في سورية، الأمر الذي قد يجبره على تغيير استراتيجيته فيها.

إذ بعد أكثر من شهر على بدء حملته الجوية، بدا واضحاً أن الإنجازات الميدانية الروسية لا يعتد بها، مع استرجاع قوى المعارضة السورية معظم المواقع التي خسرتها لمصلحة النظام السوري الذي يدعمه، في وقت تواظب واشنطن على دعوة موسكو إلى الالتحاق بحملتها لتصفية التنظيم والاتفاق على مسار سياسي يقود إلى مرحلة انتقالية بعيداً عن الأسد.

بعض الأميركيين يشبّه إسقاط الطائرة الروسية بأحداث «11 سبتمبر» الأميركية بالنسبة إلى تداعياته على موسكو، لكنهم ليسوا متأكدين من الخيارات التي قد يلجأ إليها بوتين للرد على هذا الهجوم. فخيار الزج بقوات برية إلى سورية ليس أمراً تلقائياً في ظل تعقيدات الأزمة السورية ووجود عدد من اللاعبين الإقليميين وغرق البلاد في أتون حرب أهلية.

كما لم يعد واضحاً كيف سيتمكن بوتين من الاكتفاء بسياسة دعم الرئيس السوري بعد ظهور علامات الضعف على حملته العسكرية، وبدء تكشف تناقضاته مع حلفائه الإيرانيين والسوريين، ولجوئه إلى تكثيف حملته الدبلوماسية للاتفاق على مسار سياسي مستغلاً اللحظة الراهنة، قبل أن يغرق أكثر في المستنقع السوري.

ووفق شهادة فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأميركية، أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أمس الأول، فإن روسيا تتكبد ما بين مليونين وأربعة ملايين دولار يومياً من جراء ضرباتها الجوية، وهو مبلغ ضخم قياساً إلى أوضاع روسيا الاقتصادية الصعبة.

ومع تصاعد التعقيدات والتهديدات التي سيتعرض لها الأمن القومي الروسي، يصبح السؤال عن المخارج التي ستلجأ إليها موسكو أكثر حراجة، بالتوازي مع محاولتها حفظ ماء الوجه، وسط رهانات دولية عدة على فشلها.

back to top