رغبات مكبوتة

نشر في 17-10-2015
آخر تحديث 17-10-2015 | 00:01
 محمد العويصي أنهى جاسم دراسته الجامعية بامتياز، ذهب إلى ديوان الخدمة المدنية ليقدم المستندات المطلوبة لطلب التوظيف، سأله الموظف: هل تقبل العمل في شركة البترول الوطنية؟ استغرب جاسم من سؤال الموظف لأنه يعلم أن العمل فيها يحتاج إلى فيتامين "واو"، أقصد الواسطة، فوافق جاسم على الوظيفة، وخلال يومين تم توظيفه براتب مغرٍ.

قرر جاسم الزواج، فطلب من أمه أن تبحث له عن زوجة صالحة، ذهبت الأم مع جاسم لرؤية الفتاة، أعجب جاسم بها، فطلب من أمه أن تكلم أم الفتاة لتحديد "الملجة" وعقد القران، وبالفعل تم عقد القران، ودفع جاسم مهراً للبنت 6 آلاف دينار فقط.

ذهب جاسم للبحث عن شقة في المناطق الداخلية، فوجد ضالته في جنوب السرة، وتحديداً في منطقة الصدّيق، طرق جاسم الباب ففتح له صاحب المنزل ورحب به، وسأله جاسم عن الشقة المعروضة للإيجار. قال صاحب المنزل: الشقة تتكون من ثلاث غرف وحمامين ومطبخ وصالة كبيرة، وغرفة مع حمامها للعاملة، وإيجار الشقة بـ350 دينارا و"عشان" خاطرك يا جاسم سأخصم مئة دينار، ويصبح الإيجار بـ250 ديناراً فقط، فرح جاسم وشكر صاحب الشقة وقبّل رأسه.

 ذهب جاسم مع زوجته إلى منطقة الضجيج لشراء أثاث للشقة، كانت زوجة جاسم منطقية وقنوعة، وكانت تحث زوجها على الادخار وعدم التبذير في شراء الأثاث الغالي؛ لأنهما سيسكنان في شقة مؤقتة في انتظار بيت الحكومة الذي يقدم من الرعاية السكنية بعد 20 سنة أو أكثر.

شاهدت الزوجة جاسم يجلس مهموماً يفكر، فقالت له: ما الذي يشغل بالك وتفكيرك يا حبيبي؟

جاسم: لقد ذهبت إلى مكاتب العمالة المنزلية وهالني ارتفاع أسعار العمالة لديهم، فالأسعار تبدأ من ألف ومئة وخمسين دينارا إلى ألف وخمسمئة دينار، وراتب العمالة 110 دنانير!

الزوجة: من قال لك إني أريد عاملة؟ الحمد لله أنا أعرف الطبخ، فقد تعلمت فن الطبخ من أمي الله يطول بعمرها، وعلمتني كيف أصنع الحلويات والكيك والمعجنات، ولذلك لا نحتاج إلى عاملة في الوقت الحالي.

شكر جاسم زوجته وقبّل رأسها، واستيقظ من نومه وإذا هو يقبّل الوسادة، فعلم أنه حلم جميل لا يمكن تحقيقه على أرض الواقع في وقتنا الحاضر... "أنا عم بحلم ليل نهار".

* آخر المقال:

من أسباب عزوف الشباب عن الزواج غلاء المهر وتكاليفه الباهظة، وإيجار الشقة الذي يتراوح ما بين 500 و650 دينارا، فما الذي يتبقى من المعاش؟

back to top