«السنة سِنْة التهلكة... دَقّوا على الباب تْنِكة»

نشر في 06-11-2015
آخر تحديث 06-11-2015 | 00:05
No Image Caption
القصة الطريفة التي رواها العم د. صالح العجيري، أطال الله في عمره، مؤخراً في مقال له في إحدى الصحف الكويتية اليومية تحت عنوان "سنة مهدلي" والتي حدثت في عام 1937، ذكرتني بقصة طريفة رواها لي المرحوم بإذن الله تعالى العم عبدالسلام عبدالعزيز عبدالسلام الشعيب الذي توفي في عام 1998م.

وقبل أن ادخل في تفاصيل القصة من المفيد أن نذكر من هو عبدالسلام الشعيب، الذي كان جاراً لمنزل والدي، رحمه الله، بمنطقة العديلية منذ عام 1966 الى أن توفي. ولد "بومحمد" في فريج بن خميس بالحي الشرقي بمدينة الكويت القديمة عام 1901، بجوار بيت النوخذة والتاجر يوسف بن حجي بن ناصر، وبيت التاجر سلطان بن عيسى القناعي، وبيت النوخذة عبداللطيف بن عيسى، وبيوت عائلة الخميس الكريمة، وبيت مبارك بن ناصر بن حجي. اشتغل في السفر الشراعي سنوات عديدة مع النوخذة عبداللطيف بن عيسى، والنوخذة يوسف بن عيسى القطامي، ثم أصبح "سَكُّوني" (المسؤول عن دفة السفينة) في سفينة النوخذة سليمان بن عبداللطيف بن عيسى. اشتغل بعد توقف حياة البحر في دائرة الأشغال سنوات طويلة الى أن تقاعد عام 1968م. كان رحمه الله ممن يحب أن يلبس دشداشة "ململ" وغترة بدون عقال، وكان يقطع مسافات طويلة ماشياً على قدميه كل يوم، ويرفض أن يركب السيارة إلا نادراً.

قال لي ونحن جالسان على الكراسي أمام منزلنا بالعديلية أثناء فترة الغزو العراقي إنه في إحدى السنوات (أعتقد في بداية الثلاثينيات) سمع طرقاً على الباب، ففتح الباب فوجد رجلين يضعان لوحة صغيرة من التنك عليها رقم على باب المنزل. فسألهما ماذا تفعلان؟ فأجابا بأنهما من البلدية وأنهما يعلقان لوحة فيها رقم، وذلك بناء على قرار من إدارة البلدية لتنظيم مدينة الكويت. يقول العم عبدالسلام انه شكرهما واقفل الباب بعد مغادرتهما. وبعد مرور أسبوعين أو ثلاثة، سمع طرقاً على الباب مرة أخرى، ففتح الباب لمعرفة من الطارق، وإذا به أمام نفس الشخصين اللذين علقا "التنكة" (لوحة الرقم) فسألهما: خير إن شاء الله؟ فأجاب أحدهما: خير بإذن الله، لازم كل بيت عليه رقم أن يدفع صاحبه روبيتين عن قيمة التنكة ورسوم سنوية للبلدية. يقول العم بومحمد، رحمه الله، إن الأمر كان مفاجأة له ولكل المواطنين، فمبلغ روبيتين كان كثيراً في ذلك الزمن. فانتشر الخبر بين الناس بسرعة، وانتشر التذمر وبدأ الناس بالتندر والتشكي من الموضوع، الى أن صاح أحدهم بصيحة طريفة أخذ يتداولها الكثيرون وهي: "السنة سِنْة التهلكة... دَقّوا على الباب تْنِكة".

هذا ما أذكره حول هذا الموضوع من حديث العم الطيب عبدالسلام الشعيب، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. وبهذه المناسبة أنشر اليوم وثيقة عدسانية حررها الشيخ عبدالله بن محمد العدساني يعود تاريخها الى عام 1274هـ/1859م ورد فيها اسم عبدالسلام شعيب (جد العم بومحمد) كشاهد على بيع بيت ملك غانم بن جبر الغانم لشعيب بن يوسف الخارجي، وهي من إهداء الجار محمد عبدالسلام الشعيب، ونشرتها في كتاب "العديلية" قبل ثلاث سنوات.

back to top