ككل عام مع بداية موسم الأمطار، تحولت معظم الشوارع اللبنانية الى برك مياه كبيرة عرقلت السير وحبست المواطنين داخل سياراتهم، إلا أن المستجد هذا العام هو وجود أكوام النفايات، أو ما بات يعرف بـ"الضيف الثقيل" الذي اجتاح الشوارع والأرصفة وتحول من أنه تحذير إلى خطر يهدد بامتزاجه بالأمطار حياة اللبنانيين.

Ad

وفي وقت تقف الحكومة اللبنانية عاجزة عن حل أزمة النفايات، بسبب الخلافات السياسية والطائفية بين مكوناتها، اجتاحت السيول التي جرفت معها أكوام النفايات شوارع العاصمة بيروت، وأدت الى إغلاق بعض الطرقات الحيوية في العاصمة، التي عمل الدفاع المدني على إعادة فتحها.

كما شهدت بعض المناطق أيضا فيضانات، ما أدى الى إجلاء بعض القرى، خصوصا في عكار.

وتعالت الصرخات من قبل القوى السياسية المشاركة في الحكومة والمقاطعة لها لضرورة إيجاد حل ورفع النفايات من الطرقات. وتزامن هطل المطر مع تحرك لحملة "طلعت ريحتكم" لرفع النفايات من مجرى حوض نهر بيروت، إلا أن النشاط تعرقل بسبب الأمطار.  

وشدد وزير الأشغال غازي زعيتر، أمس، على أن "ملف النفايات كان يجب أن يعالج قبل الشتاء وهطل الأمطار"، معتبرا أن "ما نشهده اليوم أمر مؤسف".

وأكد أنه مستعد ليتعاون مع الجميع بأي وسيلة حتى لا يدفع المواطن الثمن، مشيرا الى أنه "على تواصل مع المعنيين بالنسبة لنفق المطار، والفرق الفنية موجودة على الأرض للتدخل تجنبا لأي طارئ".

وأضاف: "أتحمل المسؤولية من موقعي كوزير للأشغال، ولكنني منذ أشهر أحذر من كارثة بيئية ستحل عند هطل الأمطار"، لافتا الى أن "البلديات عمدت إلى رمي النفايات وسط الطرق العامة، وبالتالي تتحمل جزءا من المسؤولية".

وشدد على "ضرورة أن تتعاون اللجنة الوزارية الخاصة بملف النفايات، وتتخذ قرارا فوريا، لأن موسم الشتاء لايزال في بدايته".

وتوقعت مصلحة الأرصاد الجوية في إدارة الطيران المدني أن يكون الطقس اليوم غائما إجمالا مع انخفاض بدرجات الحرارة، وتساقط أمطار متفرقة تكون غزيرة أحيانا ومصحوبة بعواصف رعدية، ويتكون الضباب على المرتفعات.

سياسيا، من المتوقع أن يحمل الأسبوع الحالي محطات حاسمة على صعيد الأزمة الحكومية ومن ثم ملف تشريع الضرورة في مجلس النواب، كما على صعيد الحوار الثنائي بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" الذي يأتي عقب التصعيد اللافت بين الطرفين في الأيام العشرة المنصرمة.

وتجتمع هيئة مكتب المجلس غدا لتقرير بنود جلسة تشريع الضرورة على وقع اتصالات سياسية كثيفة لتقرير مواقف الكتل النيابية من جدول أعمال الجلسة التشريعية التي سيدعو اليها رئيس المجلس نبيه بري بعد اتفاق هيئة المكتب على بنود الجدول. في السياق، شدد عضو كتلة "القوات" النائب أنطوان زهرا، أمس، على أن "حضور نواب حزب القوات اللبنانية الجلسة التشريعية المقبلة مرتبط بجدول أعمالها"، معتبرا أن "الأولوية اليوم هي للبحث في قانون الانتخابات وإقرار قانون استرداد الجنسية".

وأكد زهرا أن "لا إشارات إيجابية حتى الساعة بوضع هذين البندين على جدول أعمال الجلسة التشريعية المقبلة"، مشيرا الى أن "التنسيق قائم مع الرابية لتحديد المواقف".

ودعا الى "تحميل مسؤولية التعطيل الحاصل لمن يمنعون انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما يشكل المدخل الأساس لحل كل الملفات الأخرى".