الأبيض حكيم... والأصفر سقيم

نشر في 23-09-2015 | 00:05
آخر تحديث 23-09-2015 | 00:05
الكويت استفاد من أخطاء القادسية... وفارق الانضباط واضح

استهل فريق الكويت لكرة القدم الموسم الجديد بلقب «سوبر» بنكهة الذهب الأصفر، لأن الفوز تحقق على القادسية صاحب الرقم القياسي بأربعة ألقاب سوبر، في حين أضاف الأبيض لقباً ثانياً من البطولة.
دفع فريق القادسية لكرة القدم ثمن تصرف أرعن من بعض لاعبيه داخل أرض الملعب، ليظفر الكويت بلقب السوبر للمرة الثانية في تاريخه، عن جدارة واستحقاق، ويثبت الأبيض أنه قادم في الموسم الجديد بكل قوة في ظل انضباط على كل المستويات داخل الملعب وخارجه.

ورغم أن الفارق الفني في المباراة صب في بدايتها لمصلحة القادسية، الذي احسن مدربه راشد بديح في اختيار عناصره الأساسية، وكان جريئا في الاعتماد على توليفة هجومية، بغية حسم اللقب السوبر مبكرا، وهو ما كاد ان يتحقق بعد هدف ملعوب من سيدوبا، ترجمه فهد الأنصاري في شباك الحارس نواف الخالدي.

إلا أن الكويت تحين الفرصة للعودة إلى المباراة، والتي جاءت على طبق من ذهب عندما دخل قائد فريق القادسية بدر المطوع في مشادة مع الغاني سوماليا، وبعد شد وجذب عاد القادسية، بثوب مختلف عن ذلك الذي دخل به المباراة، ولم يعد قادرا على بناء الهجمات، أو الوصول إلى مرمى مصعب الكندري، في حين فتح الأبيض شوارع وميادين في دفاع ووسط القادسية، لاسيما بعد أن سدد حسين حاكم صاروخا من كرة ثابتة سكنت شباك الخالدي.

وواصل الكويت فورته ليزيد من أوجاع القادسية بهدف هو الأجمل في المباراة للبرازيلي روجيرو، الذي قدم فاصلا رائعا في السوبر، إلى جانب بقية اللاعبين في الفريق الأبيض.

وأحكم الكويت سيطرته في الشوط الثاني، بفضل تحركات واعية من لاعبيه وتركيز كبير، ولم يمنح القادسية أي فرصة للعودة إلى المباراة، لا سيما بعد أن سجل الهدف الثالث بتوقيع افضل اللاعبين في المباراة حسين حاكم، وبنفس طريقة هدف التعادل من ركلة ثابتة.

الأبيض حكيم

انعكس الانضابط والقيادة الصحيحة في نادي الكويت، على اداء اللاعبين في مباراة السوبر، وهو ما ظهر جليا في مناسبات كثيرة، فتأخر الأبيض بهدف لم يفقد الفريق توازنه، ولا أعصابه، وظلت المحاولات دائرة لتعديل الوضع وهو ما تحقق بصورة رائعة.

في المقابل، دفع القادسية ثمن الانفلات الذي اصاب لاعبيه منذ الموسم الماضي، عندما أجبروا مدرب الفريق الإسباني أنطونيو على الرحيل، وعلى الإدارة الحالية للفريق الضرب بيد من حديد لإيقاف ما يجري من اللاعبين حتى لو كانوا نجوم الصف الأول.

المرزوق يشيد بالإنجاز

أشاد رئيس نادي الكويت عبدالعزيز المرزوق بإنجاز الأبيض، مؤكدا أن الكويت استحق اللقب عن جدارة واستحقاق بفضل الأداء المميز من لاعبيه والعمل المتواصل من الجهاز الفني بقيادة المدرب محمد إبراهيم.

وقال المرزوق: "الكويت حقق الأهم وتوج بلقب السوبر الذي نتمنى أن يكون فاتحة خير على الأبيض في الموسم الحالي".

وقلل من تأثير أزمة بدر المطوع مع سوماليا، والتي تردد انها أهدت اللقب إلى الكويت، وقال "الموضوع أخذ أكبر من حجمه، والكويت استحق الفوز في المباراة بفضل تفوق لاعبيه، وكان بمقدوره زيادة غلة الأهداف".

إبراهيم: الكويت استحق اللقب

أكد مدرب نادي الكويت لكرة القدم، محمد إبراهيم، أن فريقه استحق التتويج بلقب كأس السوبر، بعيدا عن أزمة بدر المطوع والغاني رشيد سوماليا.

وقال إبراهيم: "حصر الأمر في أزمة المطوع وسوماليا والحديث عن أنها أهدت اللقب للكويت ظلم وإهدار لحق الأبيض في المباراة، والمجهود الذي قدمه للظفر باللقب، أمام خصم عنيد كالقادسية".

وأشار إلى أن الأبيض نجح بعزيمة كبيرة في العودة الى المباراة بقوة، بعد أن كان متراجعا بهدف، وهو ما كلله بحصد اللقب.

واعترف إبراهيم بأنه استفاد في مواجهة القادسية من الفترة الطويلة التي عمل فيها مع الأصفر، ووفق في قراءة المباراة بصورة جيدة، متمنيا أن يتجاوز القادسية أزمة خسارة السوبر سريعا، ولاسيما أن الفريق مقبل على مباراة مهمة في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي.

بديح: ألتمس العذر لبدر وسوماليا لكن لا يمكن تجاهل ما حدث!

اعترف مدرب فريق القادسية راشد بديح أن تصرف اللاعبين بدر المطوع ورشيد سوماليا اللذين دخلا في تلاسن، وتطور الأمر إلى أبعد من ذلك، كان سببا مباشرا في إهداء كأس السوبر للكويت.

وقال بديح لـ"الجريدة": "لا يمكن أن نتجاهل ما حدث في المباراة، مع ضرورة التماس العذر للاعبين داخل الملعب والضغوط التي يتعرضون لها".

وأكد بديح أن القادسية أدى بشكل مميز جدا إلى ما قبل الحدث الذي انقلبت بعده الأمور رأسا على عقب، وخرج اللاعبون عن تركيزهم تماما، وهو ما استغله الأبيض في تحقيق مبتغاه في المباراة، والظفر بالكأس.

وأضاف بديح "ما حدث في السوبر درس آخر من الدروس التي يجب أن نستفيد منها، حيث كان الدرس الأول في الموسم الحالي أمام الجيش السوري في مباراة العودة بكأس الاتحاد الآسيوي، عندما ركن الفريق إلى ما حققه من فوز عريض في مباراة الذهاب، وكاد أن يخسر التأهل بخسارته في الإياب".

وطالب الجميع في القادسية بالعمل لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح بما يصب في مصلحة الأصفر خلال الموسم الحالي.

عندما يكون النجم عبئاً!

بدر المطوع نجم لا يشق له غبار، كثيراً ما نجح في صنع الفارق مع المنافسين سواء مع ناديه القادسية أو مع المنتخب الوطني الأول، لكن، للأسف الشديد، تحول في الفترة الأخيرة إلى عبء على الأصفر، ليس بسبب انخفاض مستواه بل لتصرفاته غير المسؤولة، التي لا ترتقي، بكل تأكيد، إلى مستوى قيادته للفريق على المستطيل الأخضر.

المطوع بدلا من أن يقود القادسية إلى باكورة ألقابه بتحقيق "السوبر" أمس الأول، تسبب في فقدان اللقب بالخسارة بثلاثة أهداف، وذلك حينما وجه زميله المحترف الغاني سوماليا بشكل غير لائق بالاثنين، وصل إلى محاولة الاعتداء عليه على مرأى ومسمع الجميع، وهو الأمر الذي رفضه سوماليا، بل رفضه كل من في الملعب، وفي مقدمتهم الجماهير الصفراء التي وجهت انتقادات جمة إلى المطوع.

يبدو أن شارة القيادة التي ارتداها المطوع أثرت عليه بالسلب، فبدلاً من تقديم النصح والإرشاد لزملائه في الملعب، والتدخل في الوقت المناسب دون حدوث مشاكل بينهم، فاجأ الجميع بالانتقاد الحاد لسوماليا، والتهديد بالخروج من الملعب، الأمر الذي أفقد جميع زملائه تركيزهم وأبعدهم عن أجواء اللقاء.

يتعين على المطوع أن يعي تماما أن هناك غرفا مغلقة يستطيع داخلها أن يوجه زملاءه في حدود اللياقة والأدب، لا الدخول معهم في صدام يسيء للجميع وللقلعة الصفراء.

الواقعة هي الثانية للمطوع، ففي الموسم الماضي اعتدى على النيجيري شيهو، وكادت أن تتسبب في رحيل الأخير مبكراً، خصوصا أن إدارة النادي وقفت مكتوفة الأيدي دون تدخل رادع منها.

وما زاد الطين بلة، هو الاعتذار الذي تقدم به المطوع، والذي يعد في واقع الأمر مجرد تبرير لتصرف غير مقبول، وتوجيه الاتهام إلى الآخرين، لا سيما في ظل اللهجة التهكمية التي تكلم بها اللاعب!

back to top