عام دراسي جديد
![عبدالرحيم ثابت المازني](https://www.aljarida.com/uploads/authors/523_1702573323.jpg)
إن العملية التعليمية في وطننا العربي بشكل عام في حاجة إلى المزيد من التطوير واﻻهتمام من أجل تربية جيل واع ومتفهم لمستجدات العصر الحديث، وهنا تكمن أهمية المعلم في العملية التعليمية والتربوية، فدوره ﻻ يكمن في الجانب الأكاديمي فحسب، بل هو القدوة والتربوي الذي يأخذ بيد أبنائه الطلاب ويصنع منهم الشخص الواعي المتعلم بشكل جيد والمثقف الذي يستطيع أن يكون عضوا نافعا لمجتمعه وبلده. إذاً المعلم هو القدوة الأخلاقية قبل العلمية، وهو من يشكل العقول والوعي لدى الطلاب، فهل يدرك المعلم ويعي أهمية دوره وخطورته؟ وهل يتابع ما يحدث من مستجدات في العملية التعليمية والأحداث الدولية؟ أظن أن معظم المعلمين على قدر المسؤولية الأخلاقية والمهنية. ولكن هناك رسالة للمعلم يجب أن يعلمها هي أن مكانتك ودورك مهم جدا في العملية التعليمية، وﻻ يمكن أن تنجح أو تكون هناك عملية تعليمية من دونك... فرسالة المعلم مكملة لرسالة الأنبياء، ولذلك أيها المعلم أنصحك بالإخلاص لوجه الله في عملك، وأن تعتبر من تقوم بتعليمهم إخوانك أو أبناءك... خذ بيدهم نحو مستقبل أفضل وغد مشرق من خلال تقديمك لهم كل جديد ومفيد وبطرق مختلفة ومبتكرة، وأسلوب جاذب لا بشكل يدعو لنفور الطالب وكرهه للمادة، فكم من طالب رسب في دراسته بسبب معلم، وكم من طالب تفوق بسبب حبه لمعلم المادة، فعلاقتك بطلابك أهم من تقديمك العلوم بشكل تقليدي ممل، كن المعلم الذي يخلق الدوافع لطلابه كي يتعلموا... وهنا أتذكر دور مدرسي لمادة علم النفس، وكم كان سبباً في تفوقي بالمادة بسبب تشجيعه الدائم لي، وكان سبباً في تفوقي الدراسي، وهنا تبرز بوضوح قصة أديسون عندما أخفت عنه أمه خطاب معلمه بأنه فاشل وﻻ يجدي معه التعليم، ولكن ذكاء أمه حول الرسالة إلى مدح، وقالت له إن معلمه يمدحه ويقول إن إمكاناته أكبر من معلميه، ويجب أن تحضري له معلماً من نوعية خاصة، وتعلميه بالمنزل... وتمر الأيام ويصبح أديسون عالماً، ويشكر أمه بعد وفاتها بعدما اكتشف حقيقة ما قال عنه معلمه... هكذا الدوافع والكلمة التي تحمل الثناء تفعل في الطلاب. حببوا أبناءكم الطلاب في العلم أيها المعلمون، علموهم أهميتهم لمجتمعهم وبلدهم لتشكلوا منهم عقولا مبتكرة ومتعلمة تعليماً يواكب مستجدات العصر. لن أنسى كلمات سفير جنوب إفريقيا عندما كنت أستمع له في إحدى المؤسسات التعليمية الأجنبية لغير العرب، وتقريباً كنت العربي الوحيد بينهم، وهو يذكرهم بأهمية تعليمهم وانتظار مجتمعاتهم لهم من أجل التنمية والقضاء على الإرهاب والتعصب، وأن عليهم أن ينظروا إلى الدول من حولهم، وماذا فعل بها اﻻرهاب، ضارباً مثلاً بالعراق وأفغانستان... لا نريدكم وﻻ بلادكم هكذا، نريدكم صناعاً ومخترعين، نريدكم مشاركين في تنمية مجتمعاتكم.... فهل عقدنا نحن الندوات في مدارسنا العربية لتوعية أبنائنا بأهمية العلم والعلماء؟ وهل أحضرنا لهم القدوة في كل المجاﻻت العلمية ليحدثوهم عن تجاربهم؟كل عام وأنتم بخير.