يحاول صانعو السينما خلال الفترة المقبلة محاربة ظاهرة الإرهاب التي يعانيها المجتمع العربي والإسلامي من خلال أفلام عدة يتم التحضير لها راهناً يدور محورها حول الجماعات الإرهابية، خصوصاً تنظيم «داعش».

Ad

«دعدوش» أحد أبرز الأفلام التي تتناول التنظيمات الإرهابية، يقوم ببطولته كل من هشام إسماعيل وكريم أبو زيد وأمير صلاح الدين وميريهان حسين، ويخرجه عبدالعزيز حشاد والفكرة للمنتج طارق عبدالعزيز.

 تدور قصته حول شاب بسيط يعاني الفشل والإحباط في كل شيء، ويجد نفسه فجأة واحداً من أفراد تنظيم «داعش»، إذ تم تجنيده عن طريق شبكة الإنترنت بعدما وجد صدفة إعلاناً عن العمل عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مع الوعد بوجود نساء وأموال، ما دفعه إلى الموافقة ليكتشف بعدها أنه وسط تنظيم إرهابي.

الطريف أن صانعي الفيلم واجهتهم أزمة كبيرة عندما تعرضوا لملاحقة قوات الأمن في اليوم الرابع من التصوير، حيث رصدت إحدى الجهات الأمنية المصرية وجود أعلام لداعش، بالإضافة إلى الخيام التي تشبه المساكن التي يعيش فيها أعضاء التنظيم الإرهابي، لا سيما أنهم كانوا في مكان صحراوي مما اضطر قوات الأمن إلى اقتحام موقع التصوير وتم سؤالهم عن سبب تواجدهم في المكان، حتى اطلعت القوات على تصاريح التصوير والموافقات الأمنية اللازمة.

بدأت النجمة التونسية هند صبري أخيراً تصوير دورها في فيلم {زهرة حلب} الذي يدور حول امرأة تونسية تخوض رحلة شاقة لاكتشاف كواليس وأسرار ما يسمى في أوساط المتطرفين بـ{جهاد النكاح}. تم التصوير بين تونس ولبنان، مع المخرج التونسي رضا الباهي، وشارك في البطولة عدد من نجوم العرب، أبرزهم هشام رستم وفاطمة ناصر وباسم لطفي ومحمد آل رشي وجهاد زغبي.

أما المخرج الشاب أمير رمسيس فيعقد راهناً جلسات عمل مغلقة للتحضير لفيلمه المقبل {بدم بارد} حيث يتناول التنظيم الإرهابي الأشهر اليوم {داعش}. تدور قصة الفيلم حول صدمة عائلة تشاهد مصادفة ابنها على شاشة التلفزيون يُمارس عمليات إعدام الأقباط المصريين في ليبيا بصفته أحد أعضاء {داعش}، رغم أن هذا الابن الذي لم تكن لديه أية مرجعيّات متطرّفة أو ميول للعنف في أي وقت من الأوقات.

يحاول صانعو {بدم بارد} قراءة أسباب انضمام الشباب إلى هذه التنظيمات الإرهابية وأسباب تحوّل الشخصية السويّة إلى شخصية سفاحة، لا سيما أن الخطاب المتطرّف أصبح يلقى صدى جيداً لدى بعض الأجيال الجديدة. ويتناول الفيلم كيف انتقم الإرهابيون من الطيار الأردني معاذ الكساسبة بحرقه في قفص حديدي وتصوير المصريين الأقباط في ليبيا أثناء ذبحهم، لا سيما أن هذه المشاهد الدموية حوّلت المجتمع العربي إلى شعوب قاسية وعنيفة لا تنزعج من هذه المشاهد.

من جانبه، انتهى المخرج سامح فهمي من تصوير ومونتاج فيلمه الروائي القصير {محاكمة داعش}وأقام له عرضاً خاصاً في إحدى المؤسسات المناهضة للإرهاب بالقاهرة. يسلط الفيلم الضوء عبر دراما إنسانية على خطورة انتشار ظاهرة التطرف الديني وانتشار التمدد الفكري لداعش في المنطقة العربية.

 {محاكمة داعش} من إنتاج {سينما لايت} وسيناريو يوسف وجيه وشارك في بطولته عدد من الوجوه الجديدة، من بينهم مايكل تادرس وسامي سعد وورد التركي وجمال الأجهوري والطفل عمر الكاشف.

رحلة خطيرة

أكّدت هند صبري أنها سعيدة بأن باكورة إنتاج شركتها Salma Prod جاء لمحاربة التطرف والإرهاب، موضحة أنها تحاول من خلال الفيلم إيضاح كيفية لجوء بعض النساء والرجال إلى الإرهابيين، مشيرة إلى أنها تخوض رحلة خطرة إلى سورية في إحدى نقاط الصراع لاكتشاف ما يدور داخل هذه الجماعات الدموية، وأن الفنان يجب أن يخدم الإنسانية ويكشف الحقائق في القضايا المصيرية.

أما الناقد السينمائي الأمير أباظة فيرى أن دور السينما تنويري وعليها مواجهة السلبيات في المجتمع، موضحاً أنه لهذا السبب تم إطلاق الدورة الماضية لـ {الإسكندرية السينمائي} تحت شعار {السينما في مواجهة الإرهاب} بعدما شعر بالمخاطر التي تحدق بالمجتمع العربي.

يوضح أباظة أن السينما قدمت معالجات كثيرة لقضية الإرهاب على مدار السنوات الماضية، خصوصاً عندما بدأ الإرهاب يضرب أغلب دول الوطن العربي وعدداً كبيراً من الدول الأجنبية، مشيراً إلى أن الوضع الراهن يستلزم تكاتف الجميع للوقوف ضد القتل والدمار والخراب على المستويات كافة.

الناقد نادر عدلي يرى أن  محاربة الإرهاب من خلال السينما دور أصيل للفن، مطالباً بإدخال تقنيات وطرق جديدة لتقديم هذه الظاهرة بعدما تطور الإرهاب كثيراً وأصبح يعمل بشكل إقليمي، موضحاً أن السينما المصرية أدت دوراً كبيراً في مناهضة هذه الظاهرة من خلال أعمال كثيرة مثل {الإرهابي}، و{طيور الظلام} و{دم الغزال}. ويطالب عدلي بتكثيف الأعمال التنويرية التي تناهض هذه الظاهرة، لا سيما بعدما انتشر الإرهاب في كثير من دول العالم، مشيراً إلى أن كل الأديان بريئة من هذه الأفعال غير الآدمية أو الإنسانية، خصوصاً أن الغرب يحاول إلصاق هذه التهم بالشرق الأوسط. ويشدد على ضرورة أن يغرس الفن، والسينما تحديداً، القيم الايجابية والانتماء الوطني في المجتمع لمحاربة الإرهاب والمؤامرات التي تحيط بنا.